خلال إعادة الإعمار.. أمريكا تخطط لنقل جزء من أهالي قطاع غزة إلى إندونيسيا

القاهرة (خاص عن مصر)- مع اقتراب اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس من التنفيذ، يفكر ستيف ويتكوف، مبعوث رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، في زيارة قطاع غزة. وتشكل هذه الزيارة جزءًا من جهود ويتكوف لضمان صمود الاتفاق وإبقاء العملية مستمرة على الرغم من هشاشتها المتأصلة.

ويتكوف، المعروف بعلاقته الوثيقة مع ترامب، ملتزم بالتواجد شبه الدائم في المنطقة. ويتمثل دوره الأساسي في حل أي تفجرات على الأرض من شأنها أن تعرض اتفاق وقف إطلاق النار للخطر أو تؤخر إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.

وفقا لتقرير إن بي سي نيوز، أكد مسؤول مطلع على العملية الحاجة إلى اليقظة المستمرة، قائلاً: “يجب أن تكون على رأس كل شيء، ومستعدًا لإخماد أي مشكلة إذا حدثت”. لا يزال الوضع متقلبًا، وحتى الحوادث البسيطة قد تعرقل شهورًا من المفاوضات المضنية.

تتلخص خطة ويتكوف في مراقبة الوضع في غزة بشكل مباشر، ورؤية الديناميكيات بشكل مباشر بدلاً من الاعتماد فقط على التقارير الواردة من مصادر إسرائيلية أو فلسطينية.

المراحل الثلاث لاتفاق وقف إطلاق النار

يتكون اتفاق وقف إطلاق النار، المقرر أن يبدأ في 21 يناير 2025، من ثلاث مراحل حاسمة. تركز المرحلة الأولى على إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس وإسرائيل، ومن المتوقع أن يستمر لمدة ستة أسابيع تقريبًا. وخلال هذه المرحلة، يتمثل الاهتمام الأساسي لويتكوف في ضمان عدم وقوع حوادث من شأنها أن توقف إطلاق سراح الرهائن، وخاصة المواطنين من الولايات المتحدة.

وستشمل المرحلة الثانية، التي تم التفاوض عليها خلال المرحلة الأولى، إطلاق سراح المزيد من الرهائن والانسحاب النهائي للقوات الإسرائيلية من غزة. وتهدف المرحلة الأخيرة إلى إنهاء الصراع والبدء في إعادة بناء غزة.

في حين أن الهدف المباشر هو إطلاق سراح الرهائن، فإن الاستقرار الطويل الأجل للشعب الإسرائيلي والمليونين من النازحين الفلسطينيين يشكل أولوية رئيسية لويتكوف وفريقه. إن معالجة الأزمة الإنسانية في غزة وإيجاد حلول للسكان النازحين سيكونان ضروريين للحفاظ على السلام ومنع المزيد من الاضطرابات.

اقرأ أيضًا: اغتيال قاضيين في المحكمة العليا الإيرانية.. مؤامرة أجنبية أم انتقام داخلي؟

التحديات على الأرض

إن التحدي الحاسم في الحفاظ على وقف إطلاق النار هو التفاعلات اليومية المعقدة والخطيرة في كثير من الأحيان بين الإسرائيليين والفلسطينيين. وأشار المسؤول إلى أن “هناك الكثير من الناس، المتطرفين، والمتعصبين، ليس فقط من جانب حماس، بل من الجناح اليميني للجانب الإسرائيلي، الذين لديهم حوافز مطلقة لتفجير هذه الصفقة بأكملها”. إن وجود الفصائل المتطرفة على الجانبين من شأنه أن يحرض على العنف ويقوض الاتفاق الهش.

بالإضافة إلى ذلك، لا تزال قضية التعافي الطويل الأجل في غزة دون حل. ومع الدمار الواسع النطاق الناجم عن العمليات العسكرية الإسرائيلية المستمرة، يواجه السكان أزمات إنسانية حادة، بما في ذلك الجوع والمرض والتشريد.

ذكر مسؤول المطلع علي الأحداث إمكانية نقل سكان غزة، مع مناقشة إندونيسيا كوجهة محتملة. ومع ذلك، فإن مثل هذه الخطوة ستكون مثيرة للجدل إلى حد كبير، حيث ينظر إليها العديد من الفلسطينيين على أنها خطوة نحو النزوح القسري من أراضيهم. ويظل النقل موضوعًا حساسًا يمكن أن يؤدي إلى زعزعة استقرار منطقة متقلبة بالفعل.

أزمة الرهائن والضغوط السياسية

تزداد مهمة ويتكوف إلحاحاً بسبب أزمة الرهائن المستمرة. فمنذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023، أصبح الوضع أكثر خطورة على نحو متزايد. والواقع أن تفويض ويتكوف من ترمب واضح: تأمين إطلاق سراح الرهائن. وقد واجه ويتكوف ضغوطاً من الحكومتين الأمريكية والإسرائيلية، مع تحديد الموعد النهائي في العشرين من يناير 2025، عندما من المقرر أن يؤدي ترمب اليمين الدستورية.

لعب تحالف ترمب القوي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو دوراً مهماً في المفاوضات. وقد استخدم ويتكوف هذه العلاقة لممارسة الضغط على إسرائيل، وفي وقت ما التقى بنتنياهو خلال السبت لإجراء مناقشات صريحة حول تقدم الصفقة.

وقد اتسمت تفاعلات ويتكوف مع نتنياهو وغيره من المسؤولين الإسرائيليين بتبادلات صريحة، حيث أكد على إلحاح الموقف. كما أشار إلى التكلفة السياسية للفشل، مذكرا القادة الإسرائيليين بدعم ترامب السابق، بما في ذلك نقل السفارة الأميركية إلى القدس والاعتراف بمرتفعات الجولان كأرض إسرائيلية.

زر الذهاب إلى الأعلى