“خيبر” يدخل الحرب.. إيران تبدأ الرد باستخدام أسلحتها الفتاكة بعد الضربة الأمريكية لمواقعها النووية

أفادت وكالة مهر للأنباء، أنَّ الحرس الثوري الإيراني أصدر البيان رقم 16 حيث أعلنت إدارة العلاقات العامة للحرس الثوري الإسلامي عن إطلاق صاروخ باليستي متعدِّد الرؤوس على إسرائيل من طراز خيبر شكن لأول مرة في الموجة العشرين من عملية الوعد الصادق 3.
وقد أعلن الحرس الثوري عن إطلاق الموجة العشرين من عملية “وعد صادق 3” بإطلاق 40 صاروخا يعمل بالوقود الصلب والسائل.
“صاروخ خيبر شكن” الباليستي متعدد الرؤوس
في هذه العملية، استُخدم لأول مرة صاروخ خيبر-شكن الباليستي متعدد الرؤوس، وهو صاروخ جو-فضائي من الجيل الثالث للحرس الثوري الإيراني، متبعاً تكتيكات جديدة ومفاجئة لتوجيه ضربات أكثر دقة وتدميرا وفعالية.
وأعلنت إيران أنه قد تم ضرب مطار بن غوريون ومركز الأبحاث البيولوجية التابع للنظام ومراكز القيادة والسيطرة البديلة في هذه الموجة بصواريخ موجهة قادرة على مناورة الرأس الحربي أثناء الهبوط، وموجهة حتى لحظة الاصطدام، ومجهزة برؤوس حربية شديدة الانفجار ومدمرة من أنواع مختلفة.
وفي خطوة عسكرية لافتة تمثل نقلة نوعية في قواعد الاشتباك بالمنطقة، كشفت وسائل إعلام إيرانية أن طهران استخدمت لأول مرة صواريخ “خيبر” الباليستية في قصفها على إسرائيل صباح الأحد، ضمن “الموجة العشرين” من عملية “الوعد الصادق 3”.
ويأتي هذا التصعيد في أعقاب الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية ومراكز أبحاث عسكرية داخل إيران، ما دفع طهران إلى الكشف عن أحد أخطر عناصر ترسانتها الصاروخية: صاروخ “خيبر” المعروف أيضا باسم “خرمشهر-4”.
صاروخ خيبر .. سلاح بعيد المدى بدقة مميتة
صاروخ “خيبر” هو الجيل الرابع من سلسلة صواريخ “خرمشهر” الإيرانية محلية الصنع، ويُعد من أبرز إنتاجات منظمة الجوفضاء التابعة لوزارة الدفاع. يعمل الصاروخ بالوقود السائل، لكن ما يميّزه هو مزجه بين السرعة الفائقة والدقة العالية وقوة الرأس الحربي، ما يجعله أحد أكثر الصواريخ تطوراً في الترسانة الإيرانية.
- صاروخ خيبر شكن الإيراني
الخصائص التقنية:
المدى: 2000 كيلومتر، ما يجعله قادراً على ضرب أهداف في إسرائيل والخليج وشرق أوروبا.
السرعة: 16 ماخ (16 ضعف سرعة الصوت) خارج الغلاف الجوي، و8 ماخ داخله، مما يضعه في مصاف الصواريخ شبه فرط الصوتية.
الرأس الحربي: 1500 كجم، وهو الأضخم ضمن الصواريخ الإيرانية، وقادر على إحداث دمار واسع.
الدقة: لا يحتاج إلى توجيه في المرحلة النهائية، مما يجعله صعب الاعتراض وفعال في إصابة الأهداف بدقة عالية.
المحرك: مزود بمحرك محلي الصنع من طراز “أروند”، يساهم في تعزيز المناورة وسرعة الانطلاق وتقليل زمن التجهيز للضربة.
الرد الإيراني بعد الغارات الأمريكية
تزامن استخدام “خيبر” مع ضربات جوية أمريكية على منشآت نووية إيرانية، وهو ما يراه مراقبون بمثابة رسالة واضحة من طهران بأنها لم تعد تكتفي بسياسة “الرد المحدود”، بل انتقلت إلى مرحلة “الردع الاستراتيجي”.
وتم الإعلان عن الصاروخ ضمن “الموجة العشرين” من الهجمات على إسرائيل، في مؤشر على تصعيد تدريجي ومدروس في طبيعة الأسلحة المستخدمة.
بداية مرحلة “الرد الفتاك” الإيراني
وفي تصريحات لـ “خاص مصر” أكد اللواء أركان حرب د. محمد الغباشي الخبير العسكري، أن دخول “خيبر” إلى الميدان يُعد تصعيدًا مدروسًا يحمل رسائل متعددة .. فإيران تُعلن أن لديها القدرة على تجاوز الدفاعات الجوية الحديثة، وأن أي ضربة لمنشآتها الحيوية ستقابل برد مؤلم بعيد المدى.
واستخدام خيبر الآن يفتح الباب أمام ظهور صواريخ أكثر تطورًا كـ’سجّيل’ و’فتاح 2′”.
ويضيف: “السرعة الكبيرة والمدى الواسع والحمولة الثقيلة تجعل من خيبر تهديدًا حقيقيًا لمراكز القيادة والتحكم الإسرائيلية والخليجية، وقد يعيد حسابات واشنطن وتل أبيب بشأن أي تصعيد مقبل”.
السيناريو المقبل: هل يُفتح الباب أمام استخدام صواريخ أكثر فتكاً؟
استخدام “خيبر” قد يكون تمهيدًا لاستخدام أسلحة أكثر تقدمًا في حال توسع المواجهة. إيران تملك في ترسانتها صواريخ فرط صوتية كـ”فتاح 2″، وصواريخ ذات وقود صلب بعيدة المدى مثل “سجّيل”، والتي لم تدخل المعركة بعد.
ومع كل ضربة جديدة، قد تتجه طهران إلى الكشف عن مزيد من هذه الأسلحة، مما يهدد بتغيير معادلة الردع والردع المضاد في المنطقة.
مرحلة جديدة من الحرب تُرسم الآن
إطلاق صاروخ “خيبر” هو إعلان غير مباشر بأن إيران دخلت مرحلة الاستخدام الفعلي لأسلحتها الاستراتيجية، وأن سقف التصعيد بات أعلى من أي وقت مضى.
وفي ظل التحذيرات الغربية والردود العسكرية المتبادلة، يبقى السؤال الكبير: هل تتحول حرب الصواريخ إلى صراع إقليمي مفتوح لا يمكن احتواؤه؟
اقرأ أيضًا: إسرائيل تحرم روسيا من دعم إيران.. وكوريا الشمالية تعوضها بإرسال آلاف العمال لتصنيع طائرات “شاهد” المسيّرة