دبابة ميركافا.. الأسطورة الإسرائيلية “وليدة حرب أكتوبر”| هل كُشف سر ضعفها؟

في أعقاب حرب أكتوبر 1973، توصلت إسرائيل إلى قناعة حاسمة بأن الاعتماد على دبابات مستوردة لم يعد كافيًا لحماية الجنود والحدود. ومن هنا وُلد مشروع “ميركافا” — الدبابة التي جمعت بين دروس الميدان والتكنولوجيا المحلية لتُصبح الركيزة الأساسية لقوات المدرعات الإسرائيلية.
إسرائيل طورت دبابة ميركافا لعدة أجيال متتالية
وعلى مدار أربعة أجيال متتالية، تطورت ميركافا لتصبح واحدة من أكثر دبابات القتال الرئيسية (MBT) تطورًا في العالم، لكن هذه المكانة لم تخلُ من الجدل والنقاشات العسكرية.
وتقول مجلة “ناشيونال إنترست” العسكرية، إن الدبابة الإسرائيلية تعد دبابة القتال الرئيسية للجيش الإسرائيلي، حيث سعت تل أبيب خلال السنوات الماضية لتصبح ميركافا واحدة من أفضل دبابات القتال الرئيسية في العالم.
وترى إسرائيل أن سلاح الدبابات من أهم الأسلحة الحربية في المواجهات البرية، وبسبب ذلك حرصت على تصميم أحدث النماذج ووضعته في “ميركافا 4 ” أو “دبابة باراك ” وأطلقت عليها لقب “دبابة القرن 21″، وقدرت تكلفتها حوالي 6 ملايين دولار أميركي لكل دبابة، وضمن نقاط القوة التي تتميز بها النسخ المعززة من تلك الدبابة.
مواصفات قياسية تنافس أوروبا وأمريكا
النوع: دبابة قتال رئيسية (Main Battle Tank)
الطول (بالمدفع): 9.04 متر
العرض: 3.72 متر
الارتفاع: 2.66 متر
الوزن: بين 63 و 70 طنًا حسب الطراز
الطاقم: 4 (قائد، سائق، رامٍ، ملقم أو نظام تلقيم)
الأداء والقدرة الحركية
المحرك: ديزل طراز MTU 883 في ميركافا 4 (1500 حصان)
السرعة القصوى: 64 كم/س على الطرق الممهدة
المدى التشغيلي: 500 كم تقريبًا
ناقل الحركة: أوتوماتيكي، بـ 5 أو 6 سرعات حسب النسخة
نسبة القوة إلى الوزن: تتراوح بين 22 إلى 24 حصانا/طن
التسليح:
المدفع الرئيسي: عيار 120 ملم أملس (MG253) في نسخة ميركافا 4، مزود بنظام تلقيم نصف أوتوماتيكي.
الذخائر: قذائف شديدة الانفجار، خارقة للدروع، وقذائف مضادة للأفراد.
الذخيرة الذكية: تستخدم قذائف مثل LAHAT الموجهة بالليزر.
رشاشات: 3 رشاشات من عيارات 7.62 ملم و12.7 ملم.
هاون مدمج: 60 ملم يمكن استخدامه من داخل الدبابة.
التدريع والحماية:
درع معياري مركب (modular composite armor) يمكن تغييره حسب الحاجة.
نظام الحماية النشطة Trophy (طراز Merkava Mk 4M): يُستخدم لاعتراض الصواريخ المضادة للدروع والقذائف.
درع سفلي مضاد للألغام: لتعزيز الحماية في العمليات البرية المعقدة.
توزيع المحرك في المقدمة: لحماية الطاقم من الأمام، وهي ميزة نادرة بين دبابات العالم.
اقرأ أيضًا: بعد فشل حاملات الطائرات أمام اليمن.. هل تنجح أمريكا بـ«حارس السحب» في تأمين طرق الشحن؟
السعر والتكلفة:
تتراوح تكلفة إنتاج دبابة ميركافا 4 بين 4 إلى 5 ملايين دولار حسب التجهيزات.
التكلفة التشغيلية أعلى نسبيًا بسبب تعقيد أنظمة الحماية والإلكترونيات.
الطرازات المختلفة:
ميركافا Mk 1 (دخلت الخدمة 1979): أول نسخة، مدفع 105 ملم، حماية تقليدية.
ميركافا Mk 2: تحسينات في التدريع وفعالية في حرب لبنان الأولى.
ميركافا Mk 3: مدفع 120 ملم، محرك أقوى، أنظمة رصد محسنة.
ميركافا Mk 4 (منذ 2004): قفزة نوعية في الحماية والتسليح، ومزودة بنظام “تروفي”.
ميركافا 5 (متوقعة): مشروع مستقبلي ضمن خطة “باراك”، بمزيد من الذكاء الاصطناعي والتشبيك الرقمي.
- دبابات ميركافا الإسرائيلية تشارك في عمليات اجتياح في غزة
أبرز العمليات التي شاركت فيها:
اجتياح لبنان 1982 (حرب لبنان الأولى): أثبتت جدارتها مقارنة بدبابات M60.
انتفاضة الأقصى: استخدمت في العمليات داخل الأراضي الفلسطينية.
حرب لبنان 2006: واجهت تحديات حقيقية ضد صواريخ حزب الله مثل كورنيت.
العمليات في غزة (الرصاص المصبوب، الجرف الصامد، سيف القدس): لعبت دورًا رئيسيًا في الاجتياحات البرية.
المقارنة مع منافسيها:
M1 Abrams الأمريكية: تتفوق أبرامز في الأداء الهجومي، لكنها أضعف في حماية الطاقم الأمامية.
Leopard 2 الألمانية: أكثر سرعة ودقة نيرانية، لكن ميركافا تتفوق في الحماية الذاتية.
T-90 الروسية: أخف وزنًا وأرخص، لكن أقل من حيث الحماية والتقنيات.
Challenger 2 البريطانية: درع متين ولكن تفتقر لأنظمة الحماية النشطة مثل Trophy.
نقاط الضعف في ميركافا الإسرائيلية:
الوزن الثقيل: يعيق الحركة في التضاريس الوعرة ويزيد من استهلاك الوقود.
الضخامة: تجعلها هدفًا أكبر للطائرات بدون طيار والصواريخ الموجهة.
التكلفة العالية: تحد من إمكانية إنتاجها بأعداد كبيرة مقارنة بنظيراتها الأرخص.
قابلية الاختراق بصواريخ متقدمة: كما حدث مع بعض الإصابات في حرب لبنان 2006 (صواريخ Kornet الروسية).
تمثل ميركافا 4 تتويجًا لتجربة إسرائيلية فريدة في بناء دبابة مصممة لحماية الطاقم أولًا، ثم تنفيذ المهام القتالية. تصميمها القائم على تموضع المحرك في المقدمة ومنظومات الحماية النشطة يجعلها مناسبة للعمليات في بيئات حضرية معقدة كغزة أو جنوب لبنان.
ومع ذلك، فإن اعتمادها الكبير على التكنولوجيا المتقدمة يجعلها أكثر عرضة للتعطيل في حرب إلكترونية شاملة، كما أن ثقلها قد لا يناسب حرب المناورة السريعة.
يمكن اصطيادها من مسافة أقل من 50 مترا خاصة بقذائف” آر. بي. جي” حيث هذه المسافة هي خارج قدرة هذا النظام كما وجوده يضمن وصول القذيفة أسرع من رد فعل تلك الدبابة.
لا تستطيع التعامل مع قاذف” Spg-9″ لأنها ذخائر تطلق أسرع من 340 مترا في الثانية، في حين أن السرعة القصوى للأهداف التي يتعامل معها نظام “تروفي” في تلك الدبابة حوالي 340 متراً في الثانية.
- ميركافا الإسرائيلية تشتعل خلال مواجهات مع حماس في أعقاب طوفان الأقصى – أرشيفية
كيفية مواجهتها والتغلب عليها
الصواريخ المتطورة الموجهة حراريًا أو ليزريًا (مثل Kornet أو Spike): مع رصد نقاط ضعف التدريع الجانبي أو الخلفي.
الكمائن متعددة الاتجاهات: خاصة في بيئات حضرية حيث تعجز عن المناورة.
الهجمات الجوية أو عبر الدرونز الانتحارية: حيث تكون نقاط التهوية والسقف مكشوفة نسبيًا.
الإعاقة الإلكترونية: لتعطيل نظام الحماية Trophy مؤقتًا قبل الاستهداف.
دبابة “ميركافا” ليست مجرد منصة نارية، بل نتاج عقيدة إسرائيلية دفاعية مبنية على حماية الطاقم وتفوق التكنولوجيا.
وبينما تمثل تهديدًا حقيقيًا في بيئات معينة، فإنها تبقى عرضة للتكتيكات الحديثة التي تجمع بين الذكاء الاصطناعي، والدرونز، والحرب غير المتناظرة. لذلك، تبقى فعالية ميركافا رهينة ببيئة القتال وتفوق الخصم في الابتكار والتكتيك.
طوفان الأقصى أظهر نقاط ضعف في فخر صناعة إسرائيل الحربية
وقد أثار احتراق الدبابة الإسرائيلية ميركافا، الملقبة بـ”المركبة الحربية”، من قبل مقاتلي حركة حماس، خلال عملية ” طوفان الأقصى”، تساؤلات عن مدى قوة الدبابة التي تعتبرها إسرائيل الأقوى في العالم وفخر صناعاتها الحربية.
وقد ظهرت تلك الدبابة التي يبلغ سعرها حوالي 7 ملايين دولار وتعد الأكثر تحصينا في العالم والأقوى في أرض المعارك، وفق تقارير عسكرية، تشتعل بها النيران بعد إلقاء ذخائر قديمة بجوارها، كما اندفعت النيران من باب في مؤخرة الدبابة إلى مسافة ما لا يقل عن 10 أمتار، ولم ينج إلا فرد واحد من طاقمها.
اقرأ أيضاً.. ابتكار غير مسبوق| الصين تحول قذائف المدفعية إلى قنابل جوية.. تكلفة أقل ودقة أعلى