دبلوماسية إطفاء الحرائق.. تحرك مصري سريع لمنع عودة الحرب بجنوب لبنان

تشهد المنطقة تحركات دبلوماسية مصرية حثيثة في ظل التصعيد المتزايد الذي يشهده جنوب لبنان وسط قلق دولي متصاعد من تأثير هذه الأحداث على الأمن والاستقرار في المنطقة.
وفي هذا السياق، اتخذت القاهرة خطوات ملموسة لتقديم دعمها للدولة اللبنانية ومواجهة ما يمكن أن يتحول إلى أزمة أمنية خطيرة.
عبد العاطي ونظيره اللبناني يبحثان التطورات جنوب لبنان
وأجرى وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبد العاطي اتصالاً هاتفياً مع نظيره اللبناني يوسف رجي. تناولت المكالمة التطورات الأخيرة في جنوب لبنان، حيث حرص الوزير المصري على الاطلاع الدقيق على كل جديد يتعلق بالتصعيد الراهن في المنطقة.
وأكد عبد العاطي ضرورة مراقبة الوضع عن كثب وتفادي أي تحركات قد تسهم في تأجيج حالة التوتر الهشة، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار الأوضاع في الإقليم بأكمله.
مصر تدعو لوقف الأعمال العدائية جنوب لبنان
أكدت إدارة الخارجية المصرية في تصريحاتها أن موقف مصر ثابت وداعم للدولة اللبنانية ومؤسساتها الوطنية، وذلك في مواجهة أي محاولات تؤدي إلى الإضرار بأمن وسلامة واستقرار الشعب اللبناني الشقيق.
ودعت وزارة الخارجية المصرية جميع الأطراف إلى الالتزام الصارم باتفاق وقف الأعمال العدائية في جنوب لبنان، مع المطالبة بالانسحاب الفوري والكامل وغير المنقوص للقوات الإسرائيلية من المنطقة.
هذا التوجه يأتي في إطار دعم الجيش اللبناني لتنفيذ القرار 1701 بشكل كامل ومتزامن دون انتقائية، مما يعكس حرص القاهرة على احترام السيادة اللبنانية واستقرارها.
وقف التصعيد في جنوب لبنان وغزة واليمن
توسعت الجهود الدبلوماسية المصرية لتشمل تواصلها مع قوى إقليمية أخرى، حيث تلقى الوزير عبد العاطي اتصالاً هاتفياً من نظيره الإيراني عباس عراقجي. تناول الاتصال التطورات المتسارعة في المنطقة، مشددًا على ضرورة احتواء التصعيد سواء في غزة أو لبنان أو اليمن.
وأكد الطرفان أهمية ضبط النفس وتجنب اتخاذ خطوات قد تزيد من تفاقم الوضع في المنطقة، داعين إلى تبني سلوكيات مسؤولة تسهم في استعادة الهدوء وتفادي الانزلاق نحو دائرة من العنف والتصعيد العسكري.
حماية الممر المائي الحيوي
لم تقتصر التحركات المصرية على الشأن اللبناني فقط، بل شملت أيضًا تناول قضايا استراتيجية أخرى ذات أبعاد اقتصادية وأمنية، خاصة فيما يتعلق بالبحر الأحمر.
وأشار الوزير عبد العاطي إلى أهمية حماية حرية الملاحة في هذا الممر المائي الحيوي، مشددًا على الخسائر الكبيرة التي يتكبدها الاقتصاد المصري نتيجة انخفاض إيرادات قناة السويس وعدم استقرار الأوضاع في المنطقة.
وشدد على ضمان استمرار حركة التجارة الدولية دون معوقات، واستعادة الهدوء في البحر الأحمر وتأمين مصالح الدول المتأثرة.
دعوة للتعاون الدولي وتفادي التصعيد
ووفق تقارير تتضح من خلال هذه التحركات الدبلوماسية الجادة الحرص المصري على لعب دور بناء ووقائي في مواجهة التحديات الأمنية الراهنة.
وترى القاهرة أن تحقيق الاستقرار في المنطقة يستدعي تكاتف الجهود الدولية والإقليمية مع احترام السيادة الوطنية لجميع الدول. وفي ظل الأزمة الراهنة،
تأتي التحركات المصرية مع تصاعد التوتر بين إسرائيل ولبنان، حيث تشن إسرائيل هجمات جديدة في جنوب لبنان، وسط تزايد المخاوف من اشتعال الحرب من جديد مع حزب الله.
اقرأ أيضًا: وسط تصعيد إسرائيلي.. سكان غزة يدفعون فاتورة الحرب والخلافات- ما القصة؟