دراسة.. التعرض للمبيدات الحشرية يزيد من خطر الإصابة بالسرطان لدى الأطفال

القاهرة (خاص عن مصر)- كشفت دراسة رائدة أن الأطفال المعرضين لمجموعة من المبيدات الحشرية يواجهون خطرًا أعلى بكثير للإصابة بسرطان الطفولة مقارنة بمن يتعرضون لمبيد حشري واحد فقط.

وفقا للجارديان، يلقي هذا البحث الجديد الضوء على المخاطر المركبة للتعرض للمبيدات الحشرية، مما يثير الإنذارات بشأن التأثير الأوسع على الصحة العامة، وخاصة في المناطق الزراعية.

نتائج الدراسة: زيادة المخاطر من المبيدات الحشرية المتعددة

يعد البحث، الذي قاده جبين طيبة من المركز الطبي لجامعة نبراسكا، الأول من نوعه الذي يدرس العلاقة بين التعرض لمبيدات حشرية متعددة شائعة الاستخدام وسرطانات الأطفال.

كانت الدراسات السابقة تبحث عادة في سمية المبيدات الحشرية الفردية، على افتراض أن التعرضات تحدث بمعزل عن بعضها البعض. ومع ذلك، غالبًا ما يتعرض الناس لمبيدات حشرية متعددة في وقت واحد من خلال الماء والغذاء والهواء، وقد يواجه الأطفال في المناطق الزراعية مخاطر أعلى.

توصلت الدراسة، التي حللت بيانات السرطان من 2500 حالة إصابة بالسرطان لدى الأطفال على مدى 22 عامًا في نبراسكا – وهي منطقة معروفة بإنتاجها الزراعي – إلى نتائج مثيرة للقلق. فقد شهد الأطفال المعرضون لمزيج من المبيدات الحشرية زيادة في معدلات الإصابة بسرطان الدماغ بنسبة 36٪، وارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الدم بنسبة 23٪، وارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الأطفال بشكل عام بنسبة 30٪.

تسلط هذه المعلومات الضوء على المخاطر المتزايدة التي يواجهها الأطفال الذين يعيشون في المجتمعات الزراعية، حيث يكون التعرض للمبيدات الحشرية شائعًا بشكل خاص.

اقرأ أيضًا: أرامكو تخفض أكبر توزيعات أرباح في العالم .. ضربة لميزانية السعودية

مخاطر المبيدات الحشرية الشائعة

قام الباحثون بفحص 32 مبيدًا حشريًا، بما في ذلك مبيدات الأعشاب مثل الديكامبا والجليفوسات والباراكوات، والتي يتم رشها على ملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية في جميع أنحاء الولايات المتحدة. كانت هذه المبيدات الحشرية خاضعة لتدقيق متزايد بسبب سميتها، حيث تم حظر بعضها في العديد من البلدان. ​​

مع ذلك، سمحت المقاومة التنظيمية في الولايات المتحدة باستمرار استخدامها، على الرغم من المخاوف المتزايدة بشأن آثارها طويلة المدى على الصحة، وخاصة بالنسبة للأطفال.

إن الأطفال معرضون بشكل خاص للتعرض للمبيدات الحشرية لأن أجسامهم لا تزال في طور النمو، وهم أصغر حجمًا من البالغين، مما يجعل التأثيرات السامة حتى لمستويات التعرض المنخفضة أكثر شدة.

في حين أن عمال المزارع وأولئك الذين يعيشون في المجتمعات الزراعية هم الأكثر عرضة للخطر، فإن مؤلفي الدراسة يحذرون من أن تلوث المبيدات الحشرية في الغذاء والماء يشكل تهديدًا أوسع، مما يؤثر على العديد من الأطفال الذين لا يعيشون في المناطق الزراعية.

زيادة الوعي واتخاذ الإجراءات

على الرغم من النتائج المثيرة للقلق، فإن الحل لا يكمن فقط في تغيير السلوكيات الشخصية ولكن أيضًا في إعادة هيكلة السياسات التنظيمية لمعالجة السمية المشتركة للتعرض المتعدد للمبيدات الحشرية.

بالنسبة للأفراد، يوصي الخبراء بشراء الأطعمة العضوية كلما أمكن والاستثمار في أنظمة تنقية المياه التي يمكنها إزالة المبيدات الحشرية بشكل فعال، مثل أنظمة التناضح العكسي والكربون المنشط الحبيبي.

في المجتمعات الزراعية، تنصح طيبة عمال المزارع باتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليل مخاطر جلب بقايا المبيدات الحشرية إلى منازلهم. ويشمل ذلك ترك ملابس العمل والأحذية في الهواء الطلق، حيث وجدت الأبحاث السابقة أن المبيدات الحشرية التي تنتقل إلى المنازل تساهم في تعرض الأطفال.

زر الذهاب إلى الأعلى