دعوة أوجلان.. كيف استقبلت القيادات الكردية رسالة زعيم العمال الكردستاني؟

في خطوة تاريخية، أطلق زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون، عبدالله أوجلان، دعوة غير مسبوقة لحزبه بإلقاء السلاح وحل نفسه، في إعلان طال انتظاره بعد أربعة عقود من النزاع الدموي مع الدولة التركية.
هذه الدعوة التي صدرت في إسطنبول الخميس، لاقت ردود فعل إيجابية من مختلف القيادات الكردية في العراق وسوريا.
أول تعليق من حزب طالباني على دعوة أوجلان
في أول رد فعل رسمي من داخل إقليم كردستان، رحب رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، بافل طالباني، برسالة أوجلان، مؤكدًا دعم الاتحاد الوطني الكردستاني لأي مبادرة تهدف إلى تعزيز التعايش السلمي بين الأكراد والأتراك.
وقال طالباني في بيان: “الاتحاد الوطني الكردستاني يدعم أي مشروع يساهم في التعايش الأخوي بين الأكراد والأتراك”، داعيًا جميع الأطراف للاستجابة لهذه الدعوة، معربًا عن أمله في أن تؤدي إلى خطوات عملية نحو سلام شامل في المنطقة. وأكد أن دعوة أوجلان تمثل فرصة تاريخية لتحقيق الوحدة الكردية وحل الخلافات بطريقة سلمية.
أول تعليق من قائد قسد على دعوة أوجلان
من جهة أخرى، رحب قائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، بهذه الدعوة ووصفها بأنها “إيجابية للغاية”.
وأوضح عبدي أن هذه الدعوة تمثل بداية نحو إنهاء الحرب وبدء عملية سياسية سلمية داخل تركيا، مضيفا أن “إذا تحقق السلام في تركيا، فسيكون من غير المبرر استمرار الهجمات علينا في سوريا”.
وأكد عبدي أن الدعوة تتعلق بحزب العمال الكردستاني فقط، ولا علاقة لها بقوات سوريا الديمقراطية في سوريا، في إشارة إلى التوترات المستمرة بين تركيا وقوات الأكراد في شمال سوريا.
رئيس إقليم كردستان يعلق على دعوة أوجلان
من جانبه، رحب رئيس إقليم كردستان العراق، نيجيرفان بارزاني، برسالة أوجلان، معتبرًا أن هذه الدعوة تمثل “خطوة مهمة نحو تحقيق السلام والحل السلمي في المنطقة”.
وأكد بارزاني أن المرحلة الحالية تتطلب “النضال السلمي والمدني والديمقراطي”، مشددًا على أن “تحقيق الأهداف يجب أن يتم عبر الحوار والعمل السياسي، وليس من خلال السلاح والعنف”.
كما أشار إلى أن حكومة إقليم كردستان مستعدة لتقديم كل الدعم لإنجاح عملية السلام.
الآثار الإقليمية والدولية لدعوة أوجلان
تأتي هذه الدعوة من أوجلان بعد أربعة عقود من النزاع الذي أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص، ويعتبر حزب العمال الكردستاني من قبل أنقرة وواشنطن والاتحاد الأوروبي منظمة إرهابية.
وبالرغم من أن هذه ليست المرة الأولى التي يدعو فيها أوجلان لوقف القتال، فإن دعوته الحالية تحمل وزنًا خاصًا، خاصة بعد سنوات من التوترات والصراعات المستمرة في المنطقة.
وتعيش المنطقة في ظل تدخلات عسكرية متعددة، حيث تواصل تركيا تنفيذ عمليات عسكرية ضد المقاتلين الأكراد في شمال شرق سوريا، فيما تقيم تركيا منذ 25 عامًا قواعد عسكرية في شمال العراق لمواجهة عناصر حزب العمال الكردستاني المنتشرين في إقليم كردستان العراق.
خطوة محورية
ووفق مراقبون فإن دعوة أوجلان تبقى خطوة محورية في مسار النزاع الكردي-التركي الطويل، وتفتح الباب أمام إمكانية التوصل إلى تسوية سلمية، في وقت حساس للغاية على المستويين الإقليمي والدولي.
ويعكس الترحيب الواسع من القيادات الكردية في العراق وسوريا بهذا الخطاب رغبة أكيدة في تحقيق السلام وحل المشاكل العميقة التي طالما خلفت الحروب والنزاعات.
اقرأ أيضا
رسالة تاريخية.. أوجلان يدعو العمال الكردستاني إلى حل نفسه وإلقاء السلاح