دمار كامل ونزوح جماعي غير مسبوق.. ماذا يحدث في رفح جنوب غزة؟

يشهد قطاع غزة موجة نزوح جماعي غير مسبوقة تعد الأكبر منذ اندلاع الحرب، حيث اضطر مئات الآلاف إلى مغادرة منازلهم بعد تقدم القوات الإسرائيلية نحو رفح، المدينة التي تحولت إلى ملاذ أخير للنازحين خلال الأشهر الماضية.

وأعلنت إسرائيل رفح “منطقة أمنية”، في خطوة تمهيدية للسيطرة الكاملة عليها، وسط تصعيد عسكري أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية.

دمار واسع في رفح

وبحسب تقارير صحفية فقد بدأت القوات الإسرائيلية عمليات التوغل في رفح بعد إعلان نيتها السيطرة على مناطق واسعة من القطاع، وهو ما أدى إلى تصاعد القصف وتدمير المزيد من المباني السكنية والبنى التحتية.

ووفق شهادات من السكان، فإن المدينة أصبحت شبه مدمرة، وسط استمرار الهجمات الجوية والمدفعية.

يقول أحد النازحين، وهو أب لسبعة أطفال، في حديث لوكالة “رويترز”: “رفح انتهت، يتم محوها بالكامل”، مضيفًا: “كل المباني التي لا تزال واقفة يتم تدميرها واحدة تلو الأخرى”.

تجزئة قطاع غزة

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، أن قواته تعمل على تجزئة قطاع غزة والسيطرة على مساحات فيه لاستعادة الرهائن الذين تحتجزهم حركة حماس.

وقال نتنياهو إن الجيش يقوم بتجزئة القطاع، وزيادة الضغط تدريجياً لكي تعيد حماس الرهائن، مشيرا إلى أن إسرائيل تعمل على إنشاء ممر أمني جديد عبر غزة.

كما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه ينوي السيطرة عل أراض واسعة في غزة وتحويلها إلى مناطق أمنية، وكذلك في الضفة؛ من أجل تعزيز الاستيطان اليهودي.

ارتفاع عدد الضحايا في غزة

بحسب وزارة الصحة في غزة، أسفرت الغارات الإسرائيلية خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية عن مقتل 97 شخصًا على الأقل، بينهم 20 لقوا حتفهم في قصف استهدف حي الشجاعية في مدينة غزة.

ومع استمرار العمليات العسكرية، تزداد المخاوف من ارتفاع عدد الضحايا، في ظل تدهور الأوضاع الصحية وصعوبة وصول فرق الإسعاف إلى المواقع المستهدفة.

انهيار البنية التحتية

وفي سياق متصل، تسببت العمليات العسكرية في تدمير واسع للبنية التحتية، ما أدى إلى أزمة بيئية وصحية متفاقمة.

وأعلنت بلدية غزة، الخميس، أن الأضرار التي لحقت بشبكات الصرف الصحي وعدم توفر المواد اللازمة لإصلاحها أدت إلى تسرب المياه العادمة إلى الشوارع، مما يزيد من خطر انتشار الأوبئة.

وأوضحت البلدية أن نقص المواسير، والمناهل، والإسمنت، والمواد الأخرى، إضافة إلى تدمير معظم آليات الصرف الصحي، جعل معالجة الأضرار أمرًا بالغ الصعوبة.

خطر انتشار الأوبئة

وبحسب تقارير فقد أدى توقف محطات الصرف الصحي عن العمل إلى تفاقم الأزمة البيئية، حيث بدأت المياه العادمة في التسرب إلى الشوارع وبرك تجميع مياه الأمطار، ما أدى إلى انتشار الروائح الكريهة والحشرات الضارة، وزاد من مخاطر تفشي الأمراض في ظل انهيار النظام الصحي.

وأكدت بلدية غزة أن الجهود الحالية تقتصر على “إجراءات إسعافية عاجلة”، مشددة على الحاجة الماسة إلى دعم فوري لتشغيل شبكات الصرف الصحي ومنع وقوع كارثة صحية وبيئية واسعة النطاق.

مصير مجهول للنازحين في رفح

مع استمرار العمليات العسكرية واتساع رقعة الدمار، يواجه النازحون من رفح مستقبلاً غامضًا، في ظل غياب أي حلول عاجلة أو ممرات آمنة تضمن لهم الحماية. يبقى السؤال: إلى أين يمكن أن يذهب هؤلاء بعدما فقدوا كل شيء؟

اقرأ أيضا

وسط تصعيد ميداني.. خطة إسرائيلية لتقسيم قطاع غزة- ما الهدف منها؟

زر الذهاب إلى الأعلى