دمشق وتل أبيب تقتربان من التطبيع.. هل تعترف سوريا بسيادة إسرائيل على الجولان؟

قال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، إن بقاء إسرائيل في مرتفعات الجولان يُعد شرطًا لا غنى عنه لأي اتفاق سلام أو تطبيع محتمل مع سوريا، مؤكداً أن اعتراف دمشق بسيادة إسرائيل على الجولان هو خطوة ضرورية للتوصل إلى اتفاق نهائي مع الرئيس السوري أحمد الشرع.

وقال ساعر خلال مقابلة أجراها مع قناة “i24NEWS” العبرية: “إذا سنحت لإسرائيل فرصة لإبرام اتفاق سلام مع سوريا مع الحفاظ على الجولان تحت سيادتها، فإن ذلك سيكون إيجابياً لمستقبلنا”.

وأضاف أن المجتمع الإسرائيلي لن يقبل أي صيغة اتفاق لا تكرس الاعتراف بسيادة تل أبيب على الجولان، مشيراً إلى أن هذا الموقف يحظى بإجماع داخلي.

مفاوضات متقدمة للتطبيع بين سوريا وإسرائيل

تزامن تصريح الوزير الإسرائيلي مع تسريبات نشرتها القناة ذاتها، نقلاً عن مصدر سوري مطّلع، أفاد بأن هناك محادثات سرية تجري بين دمشق وتل أبيب، برعاية مباشرة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتشجيع من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ووفق المصدر، يُرجح أن تُتوَّج هذه المحادثات باتفاق تطبيع شامل قبل نهاية عام 2025، بناء على تفاهمات أمنية وسياسية متقدمة.

تفاصيل الاتفاق المحتمل بين سوريا وإسرائيل

وبحسب التقرير تتضمن بنود الاتفاق المقترح انسحاباً تدريجياً للقوات الإسرائيلية من المناطق التي دخلتها عقب إنشاء “المنطقة العازلة” أواخر عام 2024، بما في ذلك مواقع استراتيجية على قمة جبل الشيخ، مقابل اعتراف سوري ضمني بـ “أمن إسرائيل في الجولان”،

وتحويل المنطقة إلى ما وصفته التسريبات بـ”حديقة للسلام”. ورغم الغموض الذي يحيط بمسألة السيادة النهائية، إلا أن الطرح الإسرائيلي يصرّ على أن الجولان سيبقى تحت السيادة الإسرائيلية الكاملة.

سوريا والحرب بين إسرائيل وإيران

مصادر إعلامية عبرية أكدت أن الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران ساهمت في تقريب وجهات النظر بين دمشق وتل أبيب، حيث سمحت سوريا، وفق التقارير، للطائرات الإسرائيلية باستخدام أجوائها خلال العمليات العسكرية ضد إيران، كما نُفّذت بعض الضربات من داخل الأراضي السورية نفسها.

ويرى مراقبون أن التقاطع بين المصالح السورية والإسرائيلية في مواجهة التمدد الإيراني داخل سوريا، خاصة بعد الضربات المكثفة التي طالت مواقع الحرس الثوري والمليشيات التابعة له، شكل أرضية مشتركة دفعت باتجاه فتح قنوات اتصال مباشر.

صمت رسمي ومآلات إقليمية

حتى اللحظة، تلتزم دمشق وتل أبيب الصمت حيال ما يُتداول إعلاميًا عن مسار التطبيع، إلا أن مؤشرات عديدة تؤكد أن التفاهمات قطعت شوطاً كبيراً، لا سيما في ظل الحضور المباشر للولايات المتحدة في ملف الوساطة، ورغبة إدارة ترامب في تحقيق “اختراق دبلوماسي” جديد في المنطقة.

ويرجح مراقبون أن إبرام اتفاق بين دمشق وتل أبيب سيعيد رسم خارطة التحالفات في الشرق الأوسط، ويضعف من نفوذ إيران و”حزب الله”، ويمنح الحكومة السورية بقيادة أحمد الشرع اعترافاً دولياً متزايدًا، مقابل انفتاح إسرائيلي على إعادة بناء علاقات مع دولة عربية مركزية.

اقرأ أيضًا: تفاصيل الصفقة الكبرى بين ترامب ونتنياهو.. هل تتوقف الحرب في غزة خلال أيام؟

زر الذهاب إلى الأعلى