دور تركي مفاجئ.. تفاصيل جديدة حول استهداف إسرائيل لمحيط القصر الرئاسي في سوريا

كشفت تقارير صحفية عن تفاصيل جديدة تتعلّق بالغارة الجوية التي شنتها إسرائيل واستهدفت موقعًا حساسًا قرب القصر الرئاسي في دمشق عاصمة سوريا، يوم الخميس الماضي، ووصفتها إسرائيل بأنها “رسالة مباشرة إلى القيادة السورية”.

وبحسب وسائل إعلام تركية فإن المفاجأة التي لم تكن معلنة حينها، تمثّلت في تحليق مقاتلات تركية من طراز “إف-16” في الأجواء ذاتها التي كانت تشهد تنفيذ الغارات الإسرائيلية، حيث أرسلت الطائرات التركية تحذيرات إلكترونية إلى نظيرتها الإسرائيلية، في مشهد نادر يعكس تداخلًا ميدانيًا بين قوتين إقليميتين فاعلتين داخل الأراضي السورية.

إعلان

اتصال لاسلكي بين تركيا وإسرائيل فوق سوريا

ووفق ما نقل موقع “سوزجو” التركي المعارض، فإن المقاتلات التركية التي كانت تنفذ طلعات استطلاعية في الأجواء السورية، أطلقت إشارات إلكترونية تحذيرية تجاه الطائرات الإسرائيلية المغيرة، ما دفع الطرفين إلى إجراء اتصال لاسلكي قصير، ساعد على تجنّب أي تصعيد أو مواجهة مباشرة.

وأثارت هذه الحادثة تساؤلات عديدة حول وجود تفاهمات ميدانية غير معلنة بين أنقرة وتل أبيب، أو على الأقل آليات لضبط الاشتباك في الأجواء السورية، خصوصًا أن تزامن التحليق في مثل هذا التوقيت الحرج يحمل دلالات تتجاوز الطابع العسكري، لتلامس أبعادًا سياسية واستراتيجية تتعلّق بالخرائط الجوية لمناطق النفوذ.

إسرائيل تستهدف مواقع محسوبة على أنقرة في سوريا

القناة 12 الإسرائيلية كشفت، في تغطيتها للغارات، أن الضربات طالت مواقع تسيطر عليها مجموعات سورية مسلحة موالية لتركيا، مشيرة إلى أن الاستخبارات الإسرائيلية تلقت معلومات بشأن دعم عسكري ولوجستي وتدريب تتلقاه هذه المجموعات من الجانب التركي.

ويشير مراقبون إلى أن استهداف هذه المواقع تحديدًا قد يكون “رسالة مزدوجة”، موجهة إلى النظام السوري من جهة، وإلى أنقرة من جهة أخرى، مفادها أن الدعم التركي لفصائل بعينها في شمال سوريا أو جنوبها لن يكون بمنأى عن الرد الإسرائيلي إذا ما تعارض مع حساباتها الأمنية.

 إسرائيل تزعم حماية الدروز

في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن الغارات جاءت ردًا على نشاطات عسكرية تستهدف أمن إسرائيل انطلاقًا من الأراضي السورية.

فيما أكّد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس أن العملية تمثل “رسالة واضحة للنظام السوري”، مع تشديده على أن تل أبيب “لن تسمح بتهديد الطائفة الدرزية بأي شكل من الأشكال”.

ويأتي هذا التصريح في أعقاب اشتباكات مسلحة اندلعت بين دروز ومجموعات أخرى في جرمانا وصحنايا بريف دمشق، امتد تأثيرها إلى محافظة السويداء، معقل الدروز في الجنوب، ما دفع إسرائيل إلى تبرير تدخلها بـ”حماية الأقليات”، وهو ما ترفضه قطاعات درزية واسعة بوصفه “تدخلًا سياسيًا مرفوضًا”.

سوريا بين إسرائيل وتركيا

بحسب تقارير تُضاف هذه التطورات إلى التحديات التي يواجهها الرئيس السوري الجديد أحمد الشرع، في وقت تتزايد فيه تعقيدات المشهد السوري، وتدخل الأطراف الإقليمية والدولية في تفاصيله الميدانية.

وبينما تتوغل إسرائيل في العمق السوري جوًا، وتتحرك تركيا عبر حلفائها برًا، يبدو أن دمشق تجد نفسها في قلب معادلة أمنية متشابكة، باتت فيها أي شرارة، ولو كانت قصيرة مثل “تحذير إلكتروني”، كفيلة بإشعال مواجهة أوسع في سماء مشبعة بالتوتر.

اقرأ أيضًا: استدعت 60 ألف جندى.. كيف تخطط إسرائيل لتوسيع الحرب في غزة ؟

إعلان
زر الذهاب إلى الأعلى