دولة آسيوية ترسل ترسانتها المدفعية لروسيا.. مدافع تغيّر قواعد الاشتباك بأوكرانيا

أشاد رئيس مديرية الاستخبارات العسكرية الأوكرانية، الفريق كيريلو بودانوف، بالأداء القتالي اللافت لمدافع الهاوتزر الكورية الشمالية ذاتية الحركة من عيار 170 ملم، والتي ظهرت في ساحة المعركة الأوكرانية ضمن الإمدادات الروسية.

وقال بودانوف إن هذه المدافع تُظهر مدى استثنائيًا ودقة عالية في إصابة الأهداف، مما يُسبب تعقيدات ميدانية كبيرة للقوات الأوكرانية.

مدافع كوريا الشمالية “كوكسان” تنقذ روسيا .. نصف قرن من الخدمة والتحديث

مدفع كوريا الشمالية، المعروف في الغرب باسم “كوكسان”، دخل الخدمة في منتصف سبعينيات القرن الماضي، ويُعد السلاح المدفعي الوحيد في العالم بهذا العيار.

خضع المدفع لتحديثات مستمرة طيلة العقود الماضية، وظل ضمن ترسانة الجيش الشعبي الكوري الذي يستخدمه على نطاق واسع.

ووفقًا لتصنيفات الناتو، تُعرف النسخ المصدّرة بأسماء M1978 وM1989.

مدافع كوريا الشمالية.. تفوق كبير ودقة تربك الخطوط الأمامية

أوضح بودانوف أن المدفع الكوري الشمالي يتمتع بقدرة على إطلاق النيران من مسافات بعيدة جدًا مع دقة إصابة عالية، وهو ما يضع الوحدات الأوكرانية تحت ضغط كبير.

وأضاف أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن روسيا استلمت نحو 120 قطعة من هذا السلاح، ومن المرجح أن تستمر الإمدادات بسبب فاعليته الميدانية.

نقل مدافع “كوكسان” من كوريا الشمالية إلى روسيا عبر السكك الحديدية

تساؤلات حول المُشغّل .. روسي أم كوري؟

لا تزال هناك شكوك حول هوية الوحدات التي تُشغّل هذه المدافع في أوكرانيا؛ فبينما يُرجّح البعض أنها دخلت الخدمة الفعلية في الجيش الروسي، تطرح احتمالات أخرى إمكانية نشرها من قبل وحدات كورية متمركزة في روسيا.

يُذكر أن موقع “ميليتري ووتش” قد أشار في أكتوبر 2024 إلى احتمال استخدام هذا المدفع قبل أسابيع من تأكيد وصوله بصور موثّقة في ديسمبر من العام ذاته.

دعم مدفعي كوري واسع النطاق

تُشير التقديرات إلى أن كوريا الشمالية زوّدت روسيا بنحو 9 ملايين طلقة من ذخائر المدفعية عيار 122 و152 ملم بحلول نهاية 2024، وهو ما أتاح للجيش الروسي الحفاظ على كثافة نيرانه.

ويُعتقد أن إدخال المدافع من عيار 170 ملم أضاف بعدًا ثالثًا للقدرات المدفعية الروسية، خصوصًا في ظل محدودية قدرات التصنيع المحلي مقارنةً بكوريا الشمالية.

كوريا الشمالية .. رئة الذخائر للمدفعية الروسية

أصبحت وحدات مدفعية روسية عدة تعتمد بشكل شبه كامل على الذخائر الكورية الشمالية، حيث تحصل بعض التشكيلات على ما بين 50 و100 في المئة من احتياجاتها من بيونغ يانغ.

ويُنظر إلى هذا الدعم على أنه أحد العوامل الحيوية في استمرار العمليات المدفعية الروسية المكثفة على الجبهة.

الاقتصاد الكوري ينتعش من نيران الحرب

ساهم تصدير الأسلحة والذخائر إلى روسيا في إنعاش الاقتصاد الكوري الشمالي، حيث أظهرت الصور والتقارير مؤشرات على تسارع وتيرة النمو الاقتصادي هناك.

ويُحتمل أن تُسهم هذه الصادرات في توسيع خطوط الإنتاج وتطوير نسخ جديدة من المدافع لتناسب المتطلبات الروسية، مع احتمالات فتح خطوط تصنيع ذخيرة 170 ملم داخل روسيا بدعم كوري.

اقرأ أيضاً.. دولة عربية تتسلم مروحيات “كاراكال” الفرنسية.. دعم نوعي لقدرات طيران الجيش

زر الذهاب إلى الأعلى