دولة إسلامية تتسلم مروحيات Z-10ME الصينية.. هل تغيّر خارطة التحالفات العسكرية؟

كشفتْ صور حديثة التقطت داخل الأراضي الباكستانية عن دخول مروحية Z-10ME الهجومية الصينية الخدمة رسميًا لدى الجيش الباكستاني، في خطوة طال انتظارها بعد سنوات من التكهنات والتقارير غير المؤكدة.

هذه الصفقة تُعدُّ بداية مرحلة جديدة في تسليح باكستان بمعدات صينية حديثة، بعيدًا عن هيمنة السلاح الأمريكي الذي طالما شكّل العمود الفقري لقواتها المسلحة، وتأتي متزامنة مع تسلم الهند لأول دفعة من مروحيات AH-64 “أباتشي” الأمريكية، في مشهد يعكس ملامح سباق تسلح إقليمي محموم بين الجارتين النوويتين.

Z-10ME الصينية البديل الشرقي للكوبرا الأمريكية

لسنوات، اعتمد الجيش الباكستاني على مروحيات AH-1F “كوبرا” الأمريكية، وهي طراز يعود إلى حقبة الحرب الباردة. وكانت هناك محاولات سابقة لاستبدالها بمروحيات AH-1Z Viper الأحدث، حيث وافقت واشنطن مبدئيًا على الصفقة في عام 2015، لكنها عادت وتراجعت، لأسباب يُعتقد أن لها صلة بتعزيز الشراكة العسكرية الأمريكية مع الهند.

فشل صفقة سابقة مع تركيا

وبعد فشل صفقة أخرى عام 2018 لشراء مروحيات T129 التركية بسبب العقوبات الغربية على أنقرة واعتماد المروحية على محركات أمريكية (LHTEC T800)، اتجهت إسلام آباد شرقًا نحو بكين، التي قدمت نموذجًا متطورًا وجاهزًا للتصدير هو Z-10ME.

قدرات Z-10ME .. تحسينات هجومية وتقنيات شبحية

تُعد Z-10 أول مروحية هجومية صينية بتصميم منافس عالميًا، دخلت الخدمة عام 2009.

ومنذ ذلك الحين، خضعت لسلسلة من التحسينات، لا سيما على مستوى الرادارات وأجهزة التحكم بالنيران، وصولًا إلى النسخة المتقدمة Z-10M.

باكستان تتسلم رسمياً أول مروحية Z-10ME من الصين

هذه النسخة تستخدم محركًا أقوى من نوع WZ-16 بدلًا من WZ-9، ما يمنحها قدرة أكبر على التحليق ومدة أطول في الجو.

وتتميز Z-10ME – وهي النسخة التصديرية التي حصلت عليها باكستان – بقدرتها على حمل ما يصل إلى 16 صاروخ HJ-10 مضاد للدروع، مما يضعها في منافسة مباشرة مع المروحيات الأمريكية “أباتشي” والروسية “كا-52”.

كما تشير الصور إلى تصميمها بخصائص شبحية نسبية، مثل عوادم مدمجة وهيكل جانبي دائري يساهم في تقليل البصمة الحرارية والرادارية.

ما وراء الصفقة؟

يرى محللون عسكريون أن حصول باكستان على Z-10ME قد لا يكون سوى الخطوة الأولى، في ظل إعلان الصين مؤخرًا عن مروحية هجومية ثقيلة جديدة كُشف عنها في مارس 2024.

وبما أن العلاقات العسكرية بين بكين وإسلام آباد تشهد تناميًا لافتًا، فمن المرجح أن تفكر باكستان مستقبلاً في ضم تلك المنظومات الأحدث إلى ترسانتها.

نقطة تحول في ميزان القوة بجنوب آسيا

الصفقة الصينية الباكستانية تُمثّل نقطة تحول استراتيجية، ليس فقط في تنويع مصادر التسلح، بل في إعادة تشكيل ميزان القوة الجوية الهجومية في جنوب آسيا.

بينما تندفع الهند نحو المزيد من التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة، يبدو أن باكستان وجدت في الصين شريكًا عسكريًا يوفر التكنولوجيا الحديثة دون قيود سياسية أو شروط جيوسياسية.

اقرأ أيضاً.. سقوط أسطورة الميركافا.. كيف تحولت درة الصناعات العسكرية الإسرائيلية إلى فريسة بحرب غزة؟

زر الذهاب إلى الأعلى