دولة إسلامية تقتني قاتلة الرافال.. هل يتغير ميزان القوى بالشرق الأوسط؟

تدرس إيران اقتناء مقاتلات J-10C الصينية متعددة المهام من الجيل 4.5، بدلاً من المضي قدمًا في صفقة “سو-35″ الروسية التي تواجه تأخيرات طويلة وغموضًا متزايدًا حول موعد التسليم، رغم الإعلان الرسمي عنها في أواخر 2023.

وتشير تقارير تم نشرها في مواقع عسكرية غربية إلى أن الجانب الإيراني بات يرى في J-10C خيارًا أكثر واقعية ومجربًا ميدانيًا، مقارنةً بـ”سو-35” التي لم تُسلَّم رغم مرور وقت طويل على الاتفاق.

إيران تسعى لاقتناء J-10 الصينية .. قاتلة الرافال

كما أن المقاتلة الصينية J-10C أثبتت فعالية كبيرة خلال المعارك الجوية التي حدثت الشهر الماضي بين باكستان والهند، وقامت بإسقاط المقاتلة رافال الفرنسية في تلك الضربات، ووصفها البعض “بقاتلة الرافال”.

ويُعتقد أن تفاقم التهديدات الأمنية، خاصة بعد الحرب الجوية الأخيرة مع إسرائيل، دفعت طهران إلى البحث عن منصة جوية حديثة ذات جاهزية عالية وسرعة في التسليم.

قاتلة الرافال.. تقادم الأسطول الجوي الإيراني

وتعاني القوات الجوية الإيرانية حاليًا من تقادم ترسانتها التي تعتمد على طائرات F-4 فانتوم وMiG-29 القديمة، ما يُظهر الحاجة الملحة إلى تحديث استراتيجي يُعزز من قدرة طهران على مجابهة التحديات الأمنية.

وتحمل J-10C ميزات تقنية متقدمة تشمل رادار AESA، ومحرك WS-10B الصيني، بالإضافة إلى نظام تحكم رقمي fly-by-wire وتصميم دلتا مانع للاستقرار يمنحها قدرة كبيرة في القتال القريب والبعيد.

قلق إسرائيلي من تنامي قدرات إيران

القلق الإسرائيلي لم يتأخر، إذ أفادت صحيفة “إسرائيل هيوم” بأن تل أبيب تتابع بقلق بالغ احتمالات تسلح إيران بمقاتلات J-10C المدعومة بصواريخ PL-15E بعيدة المدى، خصوصًا في ضوء تقارير إعلامية تشير إلى أن هذه المقاتلات الباكستانية أسقطت طائرات “رافال” هندية في مواجهة جوية امتدت لأربعة أيام مؤخرًا — رغم نفي نيودلهي الرسمي لذلك.

وأعرب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، عن أن بلاده لن تسمح لطهران بتقليص الفجوة الجوية أو المضي قدمًا في برنامجها النووي، مؤكداً أن الجيش الإسرائيلي بدأ بوضع خطة تنفيذية لضمان التفوق الجوي ومجابهة أي تهديد مباشر أو غير مباشر.

وتزامنت هذه التطورات مع زيارة سابقة وزير الدفاع الإيراني، عزيز نصير زاده، إلى الصين لحضور قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تشينغداو، حيث شوهد داخل قمرة قيادة المقاتلة J-10C، ما أثار اهتمامًا واسعًا في الأوساط العسكرية والإعلامية حول نوايا طهران في هذا الملف.

هل تواجه إسرائيل طائرات “مستوحاة من لاڤي”؟

من المفارقات التي تثير قلق الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن J-10C يُعتقد أنها تحمل بصمات هندسية مستوحاة من طائرة “لافي” الإسرائيلية، التي أُلغي برنامجها في الثمانينيات بضغط من واشنطن.

وقد انتشرت تقارير تفيد بأن مهندسين إسرائيليين ساهموا بشكل غير مباشر في تطوير J-10 في بداياتها، ما يجعل فكرة مواجهة إسرائيل لطائرة ذات جذور إسرائيلية في سماء طهران أمرًا يثير السخرية والقلق معًا.

وفي ظل احتدام التنافس الإقليمي، والاحتمالات المتزايدة لتسلّح إيران بطائرات قتالية حديثة، يبقى المشهد الجوي في الشرق الأوسط مرشحًا لتحولات دراماتيكية، قد تتجاوز مجرد شراء مقاتلة إلى إعادة صياغة عقيدة الردع والردع المقابل.

اقرأ أيضاً.. بعد الحرب بين إيران وإسرائيل| طهران تكتشف عجزها الجوي أمام تل أبيب ومقاتلات المعسكر الشرقي على الرادار

زر الذهاب إلى الأعلى