دولة إسلامية تمتلك أقوى صواريخ باليستية من إنتاجها المحلي.. قوتها التدميرية لا تُوصف

برزت إيران كدولة إسلامية كلاعب إقليمي يمتلك ترسانة صاروخية محلية الصنع تُعد من بين الأقوى في العالم الإسلامي، وربما الأوسع في المنطقة من حيث التنوع والمدى والقوة التدميرية.

فعبْر عقود من العقوبات الدولية والعزلة، استطاعت طهران تطوير برنامج باليستي متكامل، يمزج بين القدرات التقنية العالية والعقيدة العسكرية الهجومية؛ ما جَعَلَ من صواريخها الباليستية إحدى أبرز أدوات الردع الإقليمي والدولي.

صواريخ باليستية صنعت في إيران

إيران تُعد واحدة من الدول القليلة في العالم التي تمتلك سلسلة إنتاج كاملة لأنواع متعددة من الصواريخ الباليستية، قصيرة ومتوسطة وطويلة المدى، دون اعتماد مباشر على أطراف خارجية.

ومن أبرز هذه الصواريخ:

شهاب 3 (Shahab-3)

المدى: يصل إلى 2000 كم

الرأس الحربي: تقليدي أو انشطاري، بوزن يصل إلى 1200 كجم
الدقة: متوسطة (CEP: حوالي 1000 متر، تم تطويرها لاحقًا إلى أقل من 300 متر)

صُمم شهاب-3 استنادًا إلى الصاروخ الكوري الشمالي “نودونغ”، لكنه خضع لتعديلات إيرانية شاملة، ويُعتبر من أبرز أدوات الردع الإستراتيجية لطهران.

صاروخ شهاب-3 الإيراني

قادر F (Qadr-F)

المدى: نحو 2000 كم

الحمولة: حتى 750 كجم

الوقود: سائل

يتميز بسرعة الإطلاق والتحرك، ويُعتبر تطويرًا متقدمًا لصاروخ شهاب-3، مع تحسينات في الدقة والقدرة على المناورة.

صاروخ قادر f الإيران

عماد (Emad)

المدى: 1700 كم

الحمولة: 750 كجم

الخصائص: أول صاروخ إيراني مزود بنظام توجيه دقيق خلال مرحلة إعادة الدخول، ما يسمح بضرب الأهداف بدقة عالية.

صاروخ عماد الإيراني

خرمشهر (Khorramshahr-4)

المدى: 2000 كم

الحمولة: حتى 1500 كجم

الوقود: سائل

أبرز نسخة: خرمشهر-4 (أُعلن عنها 2023)، وتتميز بسرعة تصل إلى 16 ماخ خلال إعادة الدخول، مع قدرات تخفي عالية.

صواريخ وقود صلب إيران إسرائيل
الصاروخ الإيراني خيبر أو “خرمشهر” بمدى يصل لـ2000 كم

ذو الفقار وذو الفقار بصير

ذو الفقار: صاروخ باليستي تكتيكي بمدى 700 كلم، ودقة محسنة

ذو الفقار بصير: نسخة بحرية دقيقة، مزودة بتقنيات تفادي الرادارات، ومدى 700 كلم

حاج قاسم (Qasem Soleimani):

المدى: أكثر من 1400 كم

الرأس الحربي: انشطاري عالي التدمير

الوقود: صلب، مما يسهل الإطلاق السريع ويقلص فترة التحضير

الحوثي تستهدف مطار بن جوريون الإسرائيلي
صاروخ ذو الفقار الإيراني

الترسانة الصاروخية الإيرانية بالأرقام

بحسب تقارير استخباراتية دولية من مصادر مثل “مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية” (CSIS) و”مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات” (FDD)، تُقدّر الترسانة الصاروخية الإيرانية بنحو:

أكثر من 3000 صاروخ باليستي متنوع بين قصير ومتوسط المدى

أكثر من 1000 منصة إطلاق متنقلة

الاحتياطي الصناعي والتخزين: يمتد على أكثر من 30 منشأة عسكرية محصنة
صواريخ بحر-أرض وأرض-بحر باليستية، مثل “ذو الفقار بصير”.

قدرات إيرانية في الردع

يُشكل البرنامج الصاروخي الإيراني العمود الفقري لقدرات الردع في البلاد، في ظل غياب سلاح جو حديث أو قوات بحرية مهيمنة.

وتتبنى طهران ما يُعرف بـ”العقيدة الدفاعية الهجومية”، أي القدرة على توجيه ضربات شاملة وسريعة لأي عدو في حال التعرض لهجوم.

القدرة على ضرب القواعد الأمريكية في المنطقة (في العراق، سوريا، الخليج) خلال دقائق، كما حدث في هجوم “قاعدة العُديّد” في يونيو الماضي.

التوزيع اللامركزي للصواريخ ومنصات الإطلاق يصعّب من عملية استهدافها في ضربة استباقية.

نقلة نوعية في الهندسة الصاروخية

التقنيات الإيرانية الجديدة مثل الرؤوس الانشطارية المتعددة (MIRV) التي ظهرت مؤخرًا على خرمشهر-4، تشير إلى نقلة نوعية في الهندسة الصاروخية.

وجود صواريخ دقيقة تكتيكية مثل “فاتح 110” و”رعد”، تجعل من التهديد الإيراني أقرب للواقع في سيناريوهات حرب غير تقليدية.

تفوق إيراني رغم العقوبات

رغم الضغوط الغربية والعقوبات الممتدة منذ أكثر من 40 عامًا، أثبتت إيران قدرتها على تطوير واحدة من أكبر وأخطر الترسانات الصاروخية في العالم الإسلامي.

وهي ترسانة لا تهدف فقط إلى الردع، بل تُستخدم في بعض الأحيان كرسالة سياسية أو عسكرية.

ما يجعل من البرنامج الصاروخي الإيراني ملفًا لا يمكن تجاهله في أي توازن إستراتيجي، على مستوى التهديدات العابرة للحدود الإقليمية.

إيران وإسرائيل.. مواجهة مفتوحة

بعد الحرب الأخيرة التي شهدت تصعيدًا غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، تَحوَّل الصراع المزمن بين الطرفين من حالة “الردع المتبادل” إلى مواجهات مباشرة على الأرض وفي الجو، أبرزها الهجوم الإيراني الواسع عبر هجمات بالصواريخ الباليستية والمسيرات استهدفت العمق الإسرائيلي لأول مرة بهذا الحجم.

قنبلة نووية لردع إسرائيل
علما إيران وإسرائيل

ورغم نجاح المنظومات الدفاعية الإسرائيلية والأمريكية في اعتراض الغالبية، إلا أن الرسالة الإيرانية كانت واضحة: طهران باتت تملك قدرة هجومية فعلية لا يمكن تجاهلها.

في المقابل، تتحرك إسرائيل بسرعة لتحديث أسطولها الجوي، وخاصة طائرات “إف-35 آدير”، وتعزيز قدراتها على شن ضربات استباقية دقيقة وعميقة.

كما تكثّف العمل على تطوير جيل جديد من القذائف والصواريخ الدقيقة، إضافة إلى مشاريع كبرى مثل منظومة “سهم-4” لاعتراض الصواريخ الباليستية بعيدة المدى.

وفي ظل استمرار إيران في توسيع ترسانتها الصاروخية، وإسرائيل في أسطولها الجوي فمن المرجح أن يشهد العقد القادم سباق تسلّح متسارع بين الطرفين، يُعيد رسم قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط بالكامل.

اقرأ أيضًا: السعودية تغيّر قواعد اللعبة.. المملكة تحصل على أسلحة جديدة تغير ترتيبها العالمي والعربي

زر الذهاب إلى الأعلى