دولة إسلامية ضمن القائمة.. قائمة الدول الممتلكة للسلاح النووي عالميًا| أمريكا ليست الأولى

في عالم يشهد توترات متصاعدة وحروب بالوكالة وصراعات على النفوذ، لا تزال الأسلحة النووية تمثل قمة هرم الردع العسكري والهيمنة الاستراتيجية.
ورغم الجهود الدولية لمنع الانتشار النووي، فإن تسع دول فقط نجحت في امتلاك هذه الأسلحة، محصنةً نفسها بما يُعرف بـ”الردع الرهيب”.
وبينما تواصل إيران سعيها المحفوف بالمخاطر للانضمام إلى هذا النادي المغلق، تظل الأسئلة قائمة حول قدرة المجتمع الدولي على وقف موجة انتشار جديدة.
الدول التسع النووية: من يملك مفاتيح الفناء؟
روسيا
رغم العقوبات، تواصل تحديث ترسانتها بمشاريع مثل صاروخ “سارمات” وطائرات مسيّرة نووية.
عدد الرؤوس النووية: حوالي 5,580 رأسًا (1,710 منتشرة)
عدد المفاعلات النووية: 37 مفاعلًا مدنيًا
أشهر المنشآت: ساروف، ماياك، نوفايا زيمليا
الولايات المتحدة الأمريكية
تمتلك أكبر ترسانة منتشرة عمليًا، مع قدرة إطلاق من الجو والبر والبحر (ثالوث نووي).
عدد الرؤوس النووية: نحو 5,244 رأسًا (1,770 منها منتشرة حاليًا)
عدد المفاعلات النووية: 93 مفاعلًا مدنيًا
أشهر المنشآت: لوس ألاموس، سافانا ريفر، أوك ريدج
الصين
عدد الرؤوس النووية: نحو 500 رأس (تتوسع بسرعة)
عدد المفاعلات النووية: 55 مفاعلًا قيد التشغيل و24 قيد الإنشاء
أشهر المنشآت: جيانغسو، تسايديان، منشآت بالصحراء الغربية
تُعد الصين القوة النووية الأسرع نموًا، وتهدف إلى مضاعفة ترسانتها بحلول 2030.
فرنسا
عدد الرؤوس النووية: نحو 290 رأسًا
عدد المفاعلات النووية: 56 مفاعلًا
أشهر المنشآت: ماركول، كاداراش
تعتمد على غواصات نووية وطائرات “رافال” لحمل الأسلحة النووية.
المملكة المتحدة
عدد الرؤوس النووية: نحو 225 رأسًا
عدد المفاعلات النووية: 9 مفاعلات
أشهر المنشآت: ألدرماستون، كولدهام
تمتلك القدرة النووية البحرية فقط (غواصات Vanguard).
باكستان
عدد الرؤوس النووية: بين 170 – 180 رأسًا
عدد المفاعلات النووية: 6 مفاعلات
أشهر المنشآت: كاهوتا، شودا
تطوير مستمر لصواريخ متوسطة المدى؛ وتعتبر الترسانة موجهة ضد الهند.
الهند
عدد الرؤوس النووية: بين 160 – 170 رأسًا
عدد المفاعلات النووية: 23 مفاعلًا
أشهر المنشآت: كالاباكام، بهابها
تطور “ثالوثًا نوويًا” للردع ضد باكستان والصين، وتُجري تجارب على صواريخ “أغني”.
إسرائيل
عدد الرؤوس النووية: يقدّر بين 80 – 90 رأسًا
عدد المفاعلات النووية: مفاعل ديمونا (سري عسكري)
أشهر المنشآت: مفاعل ديمونا (نقب)
تعتمد استراتيجية “الغموض النووي”، وتحتفظ بقدرة ضربة ثانية من غواصات دولفين.
كوريا الشمالية
عدد الرؤوس النووية: تقديرات تتراوح بين 40 – 50 رأسًا
عدد المفاعلات النووية: مفاعل يونغبيون هو الأساسي
أشهر المنشآت: بونغيون، يونغبيون
طورت صواريخ عابرة للقارات وقادرة على حمل رؤوس نووية، وتهدد بها كلًا من كوريا الجنوبية واليابان وأمريكا.

إيران وحلم الانضمام للنادي النووي
رغم توقيعها على معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، لطالما سعت إيران لتطوير قدرات نووية يُشتبه بأنها مزدوجة الاستخدام، وتعتبر منشآت نطنز وفوردو وأراك محاور رئيسية في هذا البرنامج.
عدد المفاعلات المدنية: مفاعل بوشهر الوحيد حاليًا
أشهر المنشآت العسكرية المشتبه بها: نطنز، فوردو، بارشين
تقديرات التخصيب: تخطت مستويات 60%، وهي قريبة من مستوى تصنيع سلاح نووي.
الردع النووي بين الواقع والتوازنات
السلاح النووي لا يُستخدم فقط للضرب، بل لبناء “ردع استراتيجي” يُغيّر حسابات العدو قبل اندلاع أي حرب. وجود “ثالوث نووي” (بر-بحر-جو) يعني القدرة على الرد في حال ضُربت الدولة أولًا. وهنا تتفوق روسيا وأمريكا، بينما تلاحقهما الصين.
حلم إيران النووي يصطدم بجدار الاحتكار النووي العالمي
إيران تدرك أن امتلاك السلاح النووي قد يُجنّبها ضربة عسكرية، ولهذا يُعد “الحلم النووي” عنصرًا مركزيًا في عقيدتها الدفاعية. لكن دخول نادٍ نووي جديد قد يشعل سباق تسلح إقليمي، ويهدد بتقويض نظام عدم الانتشار برمته.
نادي النووي ليس مفتوحًا للجميع
امتلاك السلاح النووي ليس فقط مسألة تقنية، بل قرار استراتيجي محكوم بموازين القوى العالمية.
بينما تبقى إيران تحت رقابة صارمة، تواصل الدول التسع تعزيز ترساناتها كجزء من معادلة الردع الكبرى. وفي ظل عالم غير مستقر، يبدو أن هذا النادي سيظل حكرًا على من يمتلك القوة والقرار والسيطرة.
مصر تقود مبادرة إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من النووي
بالتوازي مع محاولات إيران للظفر بلقنبلة النووية قادت مصر خلال السنوات الأخيرة جهودها الدبلوماسية لإحياء مبادرة إعلان الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية، وهي المبادرة التي أطلقتها القاهرة لأول مرة عام 1974، ولا تزال تمثل محورًا ثابتًا في السياسة الخارجية المصرية داخل المحافل الدولية.
دعم أممي واسع.. وغياب تل أبيب
تحظى المبادرة بدعم الأغلبية الساحقة من دول العالم، وتجدد الجمعية العامة للأمم المتحدة تأييدها سنويًا لإنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط. وقد نجحت مصر في دفع الأمم المتحدة لتنظيم أول مؤتمر دولي حول هذا الملف في نوفمبر 2019، بمشاركة 22 دولة من المنطقة، رغم غياب إسرائيل والولايات المتحدة.
إسرائيل.. العقبة الأساسية
تُعد إسرائيل العقبة الرئيسية أمام تحقيق هذا الهدف، إذ ترفض الانضمام إلى معاهدة عدم الانتشار النووي (NPT)، وتتبنّى سياسة “الغموض النووي” دون الاعتراف رسميًا بامتلاكها لترسانة نووية يُقدّر حجمها بين 80 إلى 200 رأس. وترى تل أبيب أن نزع سلاحها النووي مشروط بتحقيق “سلام شامل” مع الدول العربية وضمان أمنها الإقليمي.
مصر تطالب بنزع السلاح قبل التسويات السياسية
تؤكد القاهرة في كل المحافل الدولية أن تحقيق الأمن الإقليمي يجب أن يبدأ من نزع السلاح النووي أولًا، وليس العكس، وتعتبر أن إبقاء السلاح النووي في يد طرف واحد في منطقة مضطربة كالشرق الأوسط يُشكل تهديدًا دائمًا للاستقرار.
المبادرة العربية.. إجماع دون نتائج ملزمة
رغم الإجماع العربي الرسمي على دعم منطقة خالية من النووي، إلا أن غياب آلية تنفيذية ملزمة ورفض إسرائيل وأمريكا لأي إطار تفاوضي شامل، جعل المبادرة تُراوح مكانها منذ عقود. وتحاول الدول العربية، بقيادة مصر، الضغط عبر مؤتمرات مراجعة NPT لتسليط الضوء على “الكيل بمكيالين” في التعامل مع ملف إسرائيل.
مؤتمر 2019.. نقطة تحول لم تكتمل
يُعد مؤتمر نيويورك 2019 أول محاولة رسمية تنظمها الأمم المتحدة بحضور دول الشرق الأوسط (باستثناء إسرائيل) لصياغة خارطة طريق عملية. ورغم تشكيل سكرتارية دائمة ومتابعة سنوية، إلا أن غياب تل أبيب وأي التزام دولي جعل مخرجات المؤتمر رمزية أكثر منها تنفيذية.
هل تنجح مصر في كسر الجمود؟
يبقى مستقبل المبادرة مرهونًا بقدرة مصر على فرض الملف كأولوية دولية، وربطه بملفات أمنية أخرى كعدم الانتشار في الخليج والتوازن الإقليمي. وتراهن مصر على التغيرات الجيوسياسية، خاصة بعد تصاعد التوتر حول البرنامج النووي الإيراني، لإعادة فتح النقاش حول نزع السلاح النووي من المنطقة بالكامل، بما يشمل إسرائيل.
اقرأ أيضاً.. بعد فوز إيران وباكستان.. من هي أقوى الدول الإسلامية عسكريًا وأين تقع مصر والسعودية في الترتيب؟