دولة عربية تعلن توقف خطوطها الجوية في هذا الموعد.. والسبب؟

أعلنت شركة الخطوط الجوية السودانية «سودانير» عن إيقاف جميع رحلاتها الجوية، المحلية والدولية، بشكل مؤقت، اعتباراً من يوم الخميس المقبل الموافق 11 يوليو 2025، موضحة أن القرار يأتي ضمن خطة صيانة دورية تهدف إلى رفع كفاءة الأسطول وضمان سلامة الرحلات الجوية.

وفي بيان رسمي أصدرته الشركة، أكدت “سودانير” أنها تولي سلامة الركاب أولوية قصوى، مشيرة إلى أن هذا التوقف المؤقت هدفه تحسين الأداء الفني والتقني للطائرات العاملة، وضمان جاهزيتها للعمل بكفاءة في المستقبل القريب.

وعبّرت الشركة عن اعتذارها لأي إزعاج قد يتسبب فيه القرار للمسافرين الذين حجزوا تذاكرهم خلال فترة التوقف، داعية جميع العملاء إلى مراجعة وكلاء السفر المعتمدين لإعادة جدولة رحلاتهم.

ونوهت الشركة إلى أن موعد استئناف الرحلات سيُعلن لاحقاً بعد الانتهاء من كافة إجراءات الصيانة. كما دعت العملاء إلى التواصل مع وكالة “كمفورت إنترناشونال” للسفر والسياحة، التي تم اعتمادها كجهة رئيسية للتعامل مع التعديلات والتحديثات المتعلقة بالحجوزات.

أزمات مزمنة تعيق تشغيل الناقلة الوطنية

ورغم طمأنة الشركة بأن التوقف مؤقت، إلا أن الإعلان أثار تساؤلات حول الوضع الحقيقي لـ«سودانير»، التي تواجه أزمات متراكمة منذ سنوات طويلة، شملت تدهور البنية التحتية، وفقدان معظم طائرات أسطولها الجوي، إضافة إلى تراجع كفاءة التشغيل، ونقص الكوادر المؤهلة في قطاع الطيران.

وكانت الشركة قد خرجت منذ سنوات من قائمة شركات الطيران المسموح لها بالتحليق في الأجواء الأوروبية، بسبب مشكلات تتعلق بالسلامة الفنية والمعايير الدولية.

كما أن غياب استثمارات حقيقية في تحديث الأسطول، والاعتماد على طائرات قديمة تحتاج إلى صيانة مستمرة، قد زاد من ضعف أداء الشركة وقلل من قدرتها التنافسية على المستويين الإقليمي والدولي.

الحرب تضرب قطاع الطيران السوداني

وفق تقارير فإن الأزمة التي تواجهها سودانير تتقاطع أيضاً مع التداعيات المدمرة للحرب المستمرة في السودان منذ أبريل 2023، والتي أثرت بشكل مباشر على البنية التحتية للمطارات، خصوصاً مطار الخرطوم الدولي، الذي تعرض لأضرار جسيمة جعلت من تشغيله أمراً بالغ الصعوبة.

هذا إلى جانب توقف عدد كبير من الرحلات الجوية، وإغلاق وجهات مهمة داخل وخارج السودان، مما زاد من عزلة البلاد وعمق أزمة الطيران فيها.

هل تخرج سودانير نهائياً من الأجواء؟

يرى خبراء في قطاع النقل الجوي أن سودانير تواجه تحدياً مصيرياً، فإما أن يكون هذا التوقف المؤقت فرصة لإعادة الهيكلة والإنقاذ، أو يكون بداية لخروجها النهائي من الخدمة، كما حدث لعدد من شركات الطيران الوطنية في دول أخرى تعاني من صراعات أو أزمات اقتصادية.

وبحسب وسائل إعلام يؤكد مختصون أن إنقاذ الشركة يتطلب تدخلاً حكومياً عاجلاً، وخطة شاملة لإعادة بناء الأسطول وتطوير الكوادر، فضلاً عن فتح الباب أمام الشراكات مع القطاع الخاص أو الشركات الدولية القادرة على المساهمة في إعادة الإحياء. وحتى ذلك الحين، تبقى طائرات سودانير على الأرض، في انتظار قرار حاسم يعيدها إلى الأجواء أو يعلن نهايتها الرسمية.

اقرأ أيضا

محاكمة بشار الأسد.. هل اقترب الرئيس السوري السابق من دفع فاتورة جرائمه؟

زر الذهاب إلى الأعلى