دول عربية تشهد “كسوف القرن” .. ظلام دامس اليوم أو شائعة؟
كشف الدكتور طه رابح، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن حقيقة حدوث كسوف شمسي كلي نادر فوق سماء مصر اليوم السبت 2 أغسطس 2025.
موعد حدوث كسوف شمسي كلي نادر فوق سماء مصر
بيَّن “رابح”، أن موعد حدوث كسوف شمسي كلي نادر فوق سماء مصر سيكون في تاريخ مختلف تمامًا.
وأوضح رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، أن الكسوف الكلي لن يقع قبل 2 أغسطس من عام 2027، مشددًا على أنَّ الظاهرة لن تشمل كل محافظات الجمهورية، بل ستتركز في منطقة الأقصر تحديدًا؛ إذ سيحل الظلام لبضع دقائق فقط خلال ساعات النهار.
ظواهر فلكية مرتقبة في أغسطس: اقترانات وشهب وبدر الحفش
من ناحيته، استعرض الدكتور أشرف تادرس، أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، قائمة من 23 ظاهرة فلكية يُنتظر ظهورها خلال شهر أغسطس الجاري، تتنوع بين مراحل تطور القمر، تلاقيات كوكبية، وهطول زخات الشهب.
وأشار “تادرس”، إلى أن شهر أغسطس يبدأ بوصول القمر إلى أبعد نقطة له عن الأرض، يليها دخوله في طور التربيع الأول، ثم اقترانه مع نجم “أنتاريس” في 3 أغسطس. كما يشهد التاسع من الشهر اكتمال البدر المعروف باسم “بدر الحفش”، والذي يُعد الوقت الأمثل لمراقبة سطح القمر وتضاريسه.
وأوضح أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أن تبلغ الفلكية الأنشطة ذروتها في يومي 12 و13 أغسطس، حيث يتلاقى كوكبا الزهرة والمشتري في اقتران نادر، تزامنًا مع ذروة زخة شهب البرشاويات، التي قد تصل إلى 60 شهابًا في الساعة، ويمكن مشاهدتها بالعين المجردة من المناطق المعزولة عن الإضاءة.
2027 يشهد أطول كسوف شمسي كلي خلال هذا القرن
أكد أن الكسوف الشمسي الكلي المتوقع يوم 2 أغسطس 2027 سيكون من الظواهر النادرة والمميزة في القرن الحادي والعشرين، حيث يستمر لمدة غير مسبوقة تصل إلى 6 دقائق و23 ثانية، وهي الأطول منذ عام 1991 وحتى 2114.
وأضاف أن تلك الظاهرة ستشكل فرصة نادرة للرصد والدراسة الفلكية، خاصة أن مصر تقع في نطاق الرؤية المثالية، وتحديدًا مدينة الأقصر، التي ستكون على موعد مع لحظة استثنائية من الظلام الكامل في وضح النهار.
بحسب تادرس، فإن مدينة الأقصر ستوفر أفضل الظروف لمتابعة الحدث، حيث ستكون أكثر المواقع وضوحًا لظاهرة الكسوف. كما ستكون أجزاء من أسيوط وواحة سيوة ضمن المناطق التي ستشهد الظاهرة بدرجات متفاوتة.
وسيكون الكسوف الكلي مرئيًا أيضًا في جنوب إسبانيا، شمال إفريقيا، والعديد من دول الشرق الأوسط، إضافة إلى أجزاء من القرن الإفريقي.
ومن المتوقع أن تستقبل مصر أعدادًا كبيرة من الزوار من حول العالم لمتابعة الحدث، في إطار ما يُعرف بـ”السياحة الفلكية”.
اقرأ أيضًا: مصروفات كليات جامعة القاهرة الأهلية 2025-2026.. الطب والصيدلة والعلوم
الكسوف: ظاهرة نادرة تجمع بين الجاذبية العلمية والسياحية
أوضح أن مثل هذه الظواهر تمثل كنزًا علميًا، حيث تتيح لعلماء الفلك فرصة فريدة لرصد هالة الشمس ودراسة بنيتها، إلى جانب تحليل مسار القمر وتفاعله مع الغلاف الجوي للأرض.
كما يتيح الكسوف فرصة نادرة لرصد تفاصيل دقيقة حول سطح الشمس لا يمكن مشاهدتها في الأوقات العادية.
وأشار إلى أن زيادة مدة الكسوف تفتح المجال لمزيد من الأبحاث، وتجعل من هذه اللحظة حدثًا لا يتكرر بسهولة، خاصة في ظل السماء الصافية المتوقعة فوق مصر، والتي تعزز من جودة المشاهدة.
تفاصيل دقيقة لمسار الكسوف في مصر والعالم
تابع تادرس أن بداية الكسوف الجزئي ستكون في الساعة 11:19 صباحًا بتوقيت القاهرة، يليه بدء الكسوف الكلي عند الساعة 12:39 ظهرًا، ويستمر حتى الساعة 2:22 بعد الظهر.
أما الذروة، فتكون في الساعة 1:02 ظهرًا، وتستمر 6 دقائق و25 ثانية، وهي اللحظة الأهم للرصد العلمي.
أما مسار الظاهرة فيمتد من غرب المحيط الأطلسي، مرورًا بجنوب أوروبا، وشمال إفريقيا (المغرب، الجزائر، تونس، ليبيا)، ثم يعبر مصر من الغرب إلى الشرق، ويتجه بعد ذلك نحو السودان واليمن والمحيط الهندي.
الأقصر تستعد للظلام في عز النهار
يُنتظر أن يشهد وسط مدينة الأقصر الكسوف الكلي في ظروف جوية شديدة الحرارة، قد تصل إلى 43 درجة مئوية، لكن السماء ستكون صافية بنسبة تقترب من الكمال، ما يجعل من المدينة الفرعونية القديمة نقطة جذب استثنائية لعشاق الفلك والمصورين والسياح.
الموقع المثالي للكسوف – على ضفاف النيل وأمام المعابد التاريخية – يضيف للحدث بعدًا سياحيًا وثقافيًا يعكس مكانة مصر كمسرح لواحدة من أعظم الظواهر الكونية في القرن.