دون المرور بالقنوات الحكومية.. كيف ستصل مساعدات مؤتمر بروكسل إلى السوريين؟

عُقد أمس الإثنين مؤتمر دولي للمانحين في بروكسل لبحث سبل دعم سوريا ودول الجوار المضيفة للاجئين السوريين وذلك بمشاركة رسمية من وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني.

وأكد المؤتمر أن تحويل المساعدات لن يتم عبر السلطات السورية، بل من خلال منظمات الأمم المتحدة والهيئات الإغاثية التي تتمتع بخبرة ميدانية واسعة.في خطوة تهدف إلى تجاوز العوائق البيروقراطية وتسهيل وصول الدعم مباشرة إلى المستفيدين،

يأتي ذلك في ظل أزمة إنسانية مستمرة تستدعي استجابة عاجلة لتلبية الاحتياجات الأساسية للسوريين داخل البلاد وفي الخارج.

مؤتمر بروكسل والمساعدات الإنسانية العاجلة

ركز المؤتمر على تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لملايين السوريين الذين يعانون من نقص حاد في الغذاء والرعاية الصحية والإيواء.

وقد شملت المساعدات توزيع المواد الغذائية الأساسية، وإمدادات الرعاية الطبية والمستلزمات الضرورية في المستشفيات الميدانية.

وأوضحت مصادر صحفية أن ألمانيا التزمت بتخصيص 131 مليون يورو للمساعدات الإنسانية المباشرة، إضافة إلى مبالغ أخرى لمشاريع تحقيق الاستقرار وبناء السلام داخل سوريا.

إعادة الإعمار المبكر والبنية التحتية

يُعد إعادة الإعمار المبكر أحد الركائز الأساسية في المؤتمر، حيث يسعى المانحون إلى إصلاح البنية التحتية الأساسية في المناطق التي تضررت بشدة نتيجة النزاع. وتشمل المبادرات إصلاح شبكات الكهرباء والمياه، وترميم المباني الحيوية مثل المدارس والمستشفيات، مما يساهم في خلق بيئة مؤقتة تساعد على عودة الحياة الطبيعية تدريجياً.

وأشارت التقارير إلى أن الأمم المتحدة قد قدرت تكلفة إعادة إعمار سوريا بالكامل بأكثر من 250 مليار دولار، وهو ما دفع المانحين إلى التركيز على مشاريع تعود بأثر سريع على حياة المواطنين وتضع الأساس لعملية إعمار شاملة في المستقبل.

مؤتمر بروكسل يدعم الدول التي تستضيف لاجئين سوريين

من ناحية أخرى، خصص المؤتمر جزءاً من التمويل لدعم الدول المضيفة التي تستقبل ملايين اللاجئين السوريين، مثل الأردن ولبنان وتركيا والعراق.

وتهدف هذه الخطط إلى تعزيز قدرة هذه الدول على تقديم خدمات أساسية دون إرهاق البنية التحتية المحلية. وتشمل البرامج تحسين شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء، بالإضافة إلى دعم المشاريع التي توفر فرص “النقد مقابل العمل” لللاجئين، مما يساعدهم على تحقيق الاستقلال المعيشي.

كما تم إيلاء اهتمام خاص بقطاع التعليم والصحة، حيث سيتم تمويل بناء وتجهيز المدارس ودعم رواتب المعلمين، إلى جانب برامج الدعم النفسي الاجتماعي للأطفال والشباب المتأثرين بالنزاع.

التعهدات المالية لـ مؤتمر بروكسل

شهد المؤتمر تعهدات مالية ضخمة لعامي 2025-2026، بلغ إجماليها عدة مليارات من اليورو، مع زيادة مساهمة الاتحاد الأوروبي لتصل إلى 2.5 مليار يورو.

ويُعتبر هذا التعهد بمثابة تعزيز لمكانة الاتحاد كأكبر المانحين في دعم السوريين، خاصة بعد أن شكل الاتحاد ودوله الأعضاء حوالي 6 مليارات يورو من إجمالي التعهدات في المؤتمر السابق.

كما التزمت ألمانيا بمبلغ إضافي يقارب 300 مليون يورو، بينما أعلنت المملكة المتحدة التزامها بتقديم 160 مليون جنيه إسترليني كمعونة حيوية. ورغم تراجع المساهمات الأمريكية، فإن باقي المانحين وعدوا بسد الفجوة بما يكفي للحفاظ على مستوى الدعم.

آلية الصرف والمتابعة

لتأمين وصول الأموال إلى المستفيدين دون أي تأخير أو تحويل عبر السلطات السورية، تم الاتفاق على أن تُصرف المساعدات على دفعتين خلال عامي 2025 و2026.

وتتيح هذه الآلية للدول المانحة مرونة أكبر في التخطيط داخل موازناتها الوطنية، كما تضمن استمرارية التمويل دون فجوات زمنية.

وستتولى المفوضية الأوروبية متابعة عملية الصرف من خلال تقارير دورية، لضمان الشفافية والمساءلة في تنفيذ البرامج الإنسانية والإنمائية.

في ختام المؤتمر، أكد المشاركون أن نهج “دون المرور بالقنوات الحكومية” يُعد خياراً ضرورياً لتحقيق الفعالية في توزيع المساعدات، مع التأكيد على أهمية التعاون الدولي لتجاوز العقبات وتحقيق تحسينات ملموسة في حياة السوريين المتضررين.

اقرأ أيضا: منح وقروض بـ5.8 مليارات يورو.. ماذا قدم مؤتمر بروكسل لسوريا وشعبها؟

زر الذهاب إلى الأعلى