ديون قياسية للبنوك السعودية لتلبية مطالب تمويل المشاريع الكبرى

كشف تقرير، عن توقعات بأن تشهد البنوك السعودية تسارعًا ملحوظًا في وتيرة إصداراتها للديون، لتصل إلى مستويات قياسية جديدة خلال هذا العام.

وهذا التسارع يأتي في ظل الطلب المتزايد على القروض، خصوصًا لتمويل المشاريع الكبرى، وتنويع مصادر الأموال وسط شح السيولة.

يأتي هذا التوجه نتيجة لمضاهاة الودائع للقروض تقريبًا في السنوات الأخيرة، ما يفرض تحديات جديدة على البنوك في كيفية تلبية احتياجات السوق.

اقرأ أيضًا: سعر الذهب في السعودية اليوم الأحد.. وعيار 21 يسجل 281 ريالًا

حجم الإصدارات الحالية

وبحسب تقرير أعده كبير المحللين في “بلومبرج إنتلجنس” إدموند كريستو، وصل حجم إصدارات الديون من جانب البنوك السعودية منذ بداية العام وحتى منتصف نوفمبر إلى ما يناهز 14 مليار دولار.

وهذه الأرقام لم تشمل الإعلانات الأخيرة عن إصدارات جديدة للديون، حيث كشفت عدة بنوك سعودية، في نوفمبر، عن طرح صكوك جديدة.

ومن أبرز هذه الإصدارات، البنك السعودي “الأول” الذي يهدف إلى طرح صكوك بالريال ضمن برنامج بقيمة 20 مليار ريال، بينما جمع البنك “الأهلي” 6 مليارات ريال من طرح صكوك بالعملة المحلية.

كما أعلن بنك “الاستثمار” عن إتمام طرح صكوك مقومة بالدولار بقيمة 750 مليون دولار، التي سيتم إدراجها في لندن.

الإنفاق على المشاريع وتوقعات التمويل

وتتوقع “بلومبرج إنتلجنس” أن يصل حجم الإنفاق على المشاريع في السعودية إلى نحو 708 مليارات دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة، استنادًا إلى المشاريع التي تم ترسيتها وفق بيانات “ميد” لشهر سبتمبر.

وفي هذا السياق، أشار كريستو إلى أن البنوك قد تحتاج إلى تمويل يبلغ 400 مليار دولار لتغطية 60% من المشاريع المخطط لها باستخدام مزيج من الودائع وإصدارات الديون.

المشاريع السعودية
المشاريع السعودية

التوقعات المستقبلية لإصدارات الديون

كما تتوقع “بلومبرج إنتلجنس” أن تتجاوز إصدارات الدين من البنوك السعودية هذا العام مستوى 15 مليار دولار، وهو ما يمثل زيادة مقارنة بتقديرات سابقة كانت تشير إلى 11.5 مليار دولار.

تأتي هذه الزيادة في الإصدارات لمواكبة الاحتياجات المتزايدة للسيولة، بهدف دعم الاقتصاد السعودي في ظل تطلعات “رؤية 2030” التي تشمل مشاريع ضخمة في قطاعات متعددة مثل السياحة، الإسكان، والبنية التحتية.

تحديات التمويل للبنوك السعودية

وتعتبر وكالة “موديز” أن “رؤية 2030” وما تتضمنه من مشاريع عملاقة تفتح فرصًا كبيرة لنمو القطاع البنكي في السعودية.

ولكن الوكالة نبهت إلى أن التمويل من خلال الودائع الميسورة التكلفة والمستقرة لن يكون كافيًا لمواكبة الطلب المرتبط بالبنية التحتية والمشاريع التنموية.

وكثافة الإصدارات تعكس محاولات البنوك السعودية لتنويع مصادر التمويل في ظل شح السيولة.

وفي هذا السياق، تشير التقديرات إلى أن نسبة القروض إلى الودائع في السعودية وصلت إلى مستويات قياسية بلغت 105.5%، وفقًا لتقديرات “فيتش” حتى يوليو الماضي.

اقرأ أيضًا: حالة الطقس اليوم الأحد في السعودية.. توقعات بتساقط أمطار رعدية

التوجهات المستقبلية للبنوك السعودية

ومن المتوقع أن تشهد السوق السعودية استمرار إصدار ديون دولارية كبيرة في العام المقبل، خصوصًا مع التحديات المرتبطة بأسعار النفط.

بشار الناطور، رئيس التمويل الإسلامي العالمي لدى وكالة فيتش، يرى أن هذه التحركات تعكس الديناميكية الاقتصادية المتغيرة في السعودية وتواكب تطلعاتها نحو تقليل الاعتماد على النفط.

فيما يشير نايف الغيث، كبير الاقتصاديين في بنك الرياض، إلى أن هذه التحركات تعكس التوجه نحو تنويع الاقتصاد السعودي، في إطار سعي المملكة لتقليص اعتمادها على النفط.

الفرص والتحديات في سوق الدين

وأكدت هيئة السوق المالية السعودية في منتصف نوفمبر على أهمية التوجه نحو إصدارات الدين كمصدر تمويل إضافي، حيث أصدرت قرارات لتخفيف شروط ومتطلبات طرح أدوات الدين.
ويتوقع أن يتضاعف حجم سوق السندات والصكوك في السعودية خلال الأعوام الأربعة المقبلة، وفقًا لرئيس الهيئة محمد القويز.

ويقدر بشار الناطور أن يتجاوز الحجم التراكمي للصكوك والسندات السعودية نصف تريليون دولار خلال العامين المقبلين.

وأضاف أن سوق الدين السعودي نمت بنسبة 18% في النصف الأول من العام الحالي، ويتوقع لها أن تستمر في النمو، رغم التحديات المرتبطة بتقلبات أسعار النفط وأسعار الفائدة.

وتواجه البنوك السعودية تحديات متعددة في ظل متطلبات تمويل المشاريع العملاقة وبرامج “رؤية 2030”.

ومع ذلك، يتوقع أن تستمر إصدارات الديون في النمو بشكل ملحوظ خلال السنوات المقبلة، وذلك تماشيًا مع الأهداف التنموية والاقتصادية الطموحة التي تسعى المملكة لتحقيقها.

زر الذهاب إلى الأعلى