ذكرى ميلاد السيدة نفيسة.. قدمت دعمًا للشافعي وتوفيت صائمة

احتفل آلاف المصريين ومريدو الطرق الصوفية، في ليلة هادئة تمتلئ بالأنوار والصلوات بذكرى مولد “أم الزاهدات” وكريمة آل البيت، السيدة نفيسة رضي الله عنها.
وصول السيدة نفيسة إلى مصر
عندما وطأت السيدة نفيسة أرض مصر في رمضان من عام 193 هجريًا، زيارتها لم تكن مجرد حدث عابر، بل بداية لرابط قوي بينها وبين أهل البلاد، حيث استقبالها من التجار والشخصيات كان بقدر ما يليق بمقامها الكريم، ولم يمض وقت طويل حتى أصبحت دارها في درب السباع، التي أهداه لها والي مصر، محط أنظار الباحثين عن البركات والإرشاد.
عرفت السيدة نفيسة، ابنة الإمام الحسن الأنور، بسيرتها العطرة التي جمعت بين الزهد والعلم، وقضت سنواتها الأولى في المدينة المنورة قريبة من قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم انتقلت إلى مصر حيث استقرت وعاشت حياة مليئة بالعبادة والتفاني، وحكت الروايات أنها كانت تحفظ القرآن، تفسره، وتفتي فيه للرجال والنساء.
إقامة السيدة نفيسة في مصر تميزت بوجود تأثير كبير لها على المجتمع، ليس فقط كرمز ديني، بل كملاذ للناس، حيث كانت تفتح أبوابها مرتين أسبوعيًا للزوار الذين كانوا يبحثون عن الإرشاد والدعاء، ولم تتوقف مساهماتها عند حدود الروحانيات، بل قدمت دعمًا للإمام الشافعي نفسه، الذي كان يكثر زيارتها ويصلي بجانبها.
دارها التي أُهديت لها أصبحت فيما بعد مسجدًا ومقامًا، ويُقال أنها كانت تصلي داخله وتقرأ القرآن عشرات المرات تبركًا واستشفاعًا.
اللحظات الأخيرة في حياة السيدة نفيسة
في الخامس عشر من رمضان، ومع تلاوتها لسورة الأنعام، صعدت روح السيدة نفيسة إلى بارئها، صائمة كما تمنّت، ودفنت في قبرها الذي حفرته بنفسها، ومنذ ذلك اليوم أصبح مقامها محط قلوب الآلاف.
روى إمام مسجدها الحالي، الشيخ علي الله الجمال، تفاصيل عن حياتها ومسجدها، ويقول إن مقامها الحالي الذي يُعرف بـ”درب السباع” شهد لحظات من التواضع والكرم والبركات، مؤكدًا أن مسجدها هو المكان الذي عاشته ودفنت فيه.
اقرأ أيضًا: