رئيس جديد لاستخبارات إيران.. من هو مجيد خادمي رجل الظل في الحرس الثوري؟

في خطوة تحمل دلالات أمنية وسياسية لافتة، أعلن اللواء محمد باكبور، أحد أبرز قادة الحرس الثوري الإيراني، تعيين العميد مجيد خادمي رئيسًا جديدًا لجهاز الاستخبارات التابع للحرس، خلفًا للرئيس السابق الذي لم يُعلن عن اسمه رسميًا، وسط حالة من التحفّظ التي تميّز هذه المؤسسات الأمنية.

ويأتي هذا التغيير في توقيت بالغ الحساسية، مع تصاعد الصراع الخفي والمعلن بين إيران وإسرائيل، وازدياد وتيرة العمليات الاستخباراتية والاغتيالات التي طالت مسؤولين وعلماء إيرانيين في قلب طهران، ما دفع النظام إلى مراجعة بنيته الأمنية وإعادة توزيع الأدوار داخل أجهزة الاستخبارات.

مجيد خادمي رجل الظل في هيكل الحرس الثوري

مجيد خادمي ليس اسمًا معروفًا على نطاق واسع داخل إيران، لكنه يُعد من الوجوه الثقيلة في منظومة الأمن القومي الإيراني، خصوصًا في دائرة “حماية المعلومات”، الذراع الأمنية التي تتابع ملفات التجسس والاختراقات داخل الحرس الثوري ووزارة الدفاع.

سبق لخادمي أن شغل منصب نائب رئيس جهاز استخبارات الحرس في عهد حسين طائب، الشخصية التي أطيح بها عام 2022 بعد إخفاقات كبيرة في حماية العمق الإيراني من الاختراق الإسرائيلي. كما تولّى لاحقًا رئاسة جهاز “حماية المعلومات” داخل وزارة الدفاع، ليصبح أحد أكثر الضباط الأمنيين اطلاعًا على الملفات السرية للدولة.

مجيد خادمي تاريخ في المهام المعقدة

بحسب تقارير لا تقتصر كفاءة خادمي على العمل الميداني، بل يملك خلفية أكاديمية قوية، حيث يحمل درجتي دكتوراه في الأمن القومي والعلوم الدفاعية الاستراتيجية، وهو ما منحه نفوذًا داخل دوائر التخطيط الأمني، وفتح له الطريق ليكون مرشحًا دائمًا للمهام المعقدة في الدولة.

هذه التركيبة المزدوجة من الخبرة النظرية والميدانية جعلته يُعرف في الأوساط الأمنية بـ”رجل الظل”، إذ نادرًا ما يظهر اسمه في الإعلام، وغالبًا ما يُشار إليه بأسماء مختلفة، مثل “مجيد حسيني”، من دون تأكيد رسمي لهويته الكاملة.

مرحلة أمنية جديدة في طهران

وفق محللون فإن تعيين خادمي يُفهم في طهران على أنه بداية لمرحلة جديدة في هيكل الأمن الإيراني، تهدف إلى سد الثغرات التي تسببت في عمليات اختراق خطيرة خلال السنوات الأخيرة. فالتحديات التي تواجهها إيران اليوم ليست فقط خارجية بل داخلية أيضًا، في ظل تعقيدات المشهد السياسي، والتنافس الحاد بين مراكز النفوذ في الحرس الثوري والمؤسسات السيادية.

كما يُتوقع أن يلعب خادمي دورًا مركزيًا في إدارة الصراع الاستخباراتي مع إسرائيل، وتكثيف التنسيق بين الأجهزة الأمنية المختلفة في الداخل والخارج، لا سيما مع اقتراب الانتخابات الرئاسية في البلاد، والتكهنات حول مرحلة ما بعد خامنئي.

لماذا تم تعيين خادمي الآن؟

السؤال المطروح في الأوساط السياسية والأمنية الإيرانية هو لماذا تم تعيين خادمي الآن؟ البعض يرى أن التوقيت مرتبط بملفات حرجة طُرحت مؤخرًا، من بينها تفكيك شبكات تجسس إسرائيلية داخل إيران، وتفاصيل اغتيالات لم تُكشف ملابساتها بعد.

في المقابل، تشير تحليلات أخرى إلى أن القيادة الإيرانية تسعى لإعادة بناء ثقة الرأي العام في جهازها الاستخباراتي، بعد تعرضه لهزات مؤلمة كشفت عن هشاشة بعض البنى الأمنية، وهو ما يتطلب اسمًا يتمتع بالهدوء، والكفاءة، والقدرة على العمل في الظل دون ضجيج.

اقرا أيضا: مستشفى “سوروكا” بين إيران وإسرائيل.. كيف اعترف نتنياهو بارتكاب جرائم حرب في غزة؟

زر الذهاب إلى الأعلى