رئيس قناة السويس: تكلفة شحن الحاوية قفزت من 750 إلى 5000 دولار بسبب أزمة البحر الأحمر

أكد الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس، أن تشكيل قوة “حارس الازدهار” بقيادة الولايات المتحدة لتأمين الملاحة في البحر الأحمر، تسببت في أزمة حادة أثرت سلبًا على سوق النقل البحري وسلاسل الإمداد العالمية.
وأشار ربيع، إلى أن هذه الخطوة أدت إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار النوالين للسفن العابرة من وإلى البحر الأحمر، حيث قفزت تكلفة نقل الحاوية من 750 دولارًا إلى 5000 دولار في بعض الحالات.
- إحدى السفن التجارية تعبر قناة السويس- أرشيفية
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الجمعية البحرية المصرية، اليوم السبت، تحت عنوان: “التحديات التي تواجه قناة السويس في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية”.
آثار الأزمة على النقل البحري العالمي
أوضح ربيع أن الأزمة البحرية تصاعدت بشكل كبير، مما انعكس على أداء الخطوط الملاحية العالمية، التي واجهت صعوبات في التشغيل وكفاءة الرحلات، نتيجة استهلاك أكبر للوقود، وارتفاع تكاليف التشغيل، وتدهور أجور البحارة.
وأضاف أن أسعار النوالين ارتفعت من 741 دولارًا إلى 2694 دولارًا لكل حاوية على خطوط الشحن من الشرق الأقصى إلى أوروبا، كما فُرضت رسوم إضافية لمخاطر الطوارئ بلغت 2500 دولار لكل حاوية.
- أحد السفن التجارية خلال عبورها من قناة السويس – تعبيرية
تراجع في أعداد السفن والإيرادات بالقناة
كشف رئيس الهيئة أن الأزمة أدت إلى تراجع عدد السفن العابرة لقناة السويس في عام 2024 بنسبة 7.7%، إلى جانب انخفاض إجمالي الحمولات العابرة إلى 8.6 مليون طن، مما تسبب في انخفاض الإيرادات بنسبة 50% مقارنة بالعام السابق.
وخلال شهر أبريل 2024 فقط، شهدت القناة انخفاضًا في حركة الملاحة بنسبة 3.1% في عدد السفن، كما تراجعت حركة الحاويات بنسبة 3.7%، في ظل الأوضاع الأمنية المتوترة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
خطط استجابة وتقديم خدمات جديدة
في مواجهة هذه التحديات، أشار ربيع إلى أن الهيئة بادرت بعقد اجتماعات مع وكلاء الشركات والخطوط الملاحية العالمية، لبحث الحلول وتبادل الرؤى حول إدارة الأزمة. وأسفرت تلك اللقاءات عن تقديم خدمات جديدة ومتخصصة للسفن العابرة، منها:
- صيانة وإصلاح السفن
- عمليات الإنقاذ البحري
- التزويد بالوقود
- تبديل الأطقم البحرية
- مكافحة التلوث
- سفينة حاويات تعبر قناة السويس
استجابة عاجلة لحادث سفينة “زوجرافيا” اليونانية
وفي سياق الجهود المبذولة لتأمين الملاحة، أوضح ربيع أن الهيئة قامت بإصلاح السفينة اليونانية “زوجرافيا”، التي تعرضت لأضرار بعد استهدافها بصاروخ في البحر الأحمر من قبل جماعة الحوثي. ورغم الحادث، استمرت السفينة في الإبحار حتى اقتربت من قناة السويس، حيث وفرت الهيئة المعدات والسفن اللازمة لإصلاحها، واستغرق العمل نحو 6 أيام من الجهود المتواصلة.
اقرأ أيضًا: على غرار الصين وروسيا.. ألمانيا تدرس إنشاء منطقة صناعية في “قناة السويس”
واختتم الفريق أسامة ربيع كلمته بالتأكيد على أن قناة السويس، رغم التحديات الإقليمية والدولية، تواصل تقديم خدماتها الحيوية للملاحة الدولية، وتسعى لتعزيز ثقة الخطوط الملاحية، من خلال توسيع نطاق خدمات الدعم الفني واللوجستي، بما يضمن استمرار القناة كممر عالمي آمن وموثوق.