رئيس مخابرات سوريا السابق يدفع ثمن جريمة عمرها 48 سنة.. ما علاقة جنبلاط؟

بعد 48 عامًا على اغتيال الزعيم اللبناني كمال جنبلاط، أوقف جهاز الأمن الداخلي السوري اللواء المتقاعد إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية السابق، والمتهم بالإشراف على تنفيذ عمليات اغتيال خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، من بينها اغتيال جنبلاط عام 1977.

وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، الخميس، بأن السلطات الأمنية اعتقلت حويجة في مدينة جبلة الساحلية، مشيرة إلى تورطه في “مئات الاغتيالات” خلال العقود الماضية، من بينها اغتيال كمال جنبلاط.

وتشهد الساحة السورية حملة أمنية غير مسبوقة تستهدف مسؤولين وعناصر بارزين من النظام السابق، ويأتي اعتقال اللواء المتقاعد إبراهيم حويجة، رئيس المخابرات الجوية السابق والمتهم بالإشراف على تنفيذ اغتيالات خلال عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد، في إطار هذه الحملة.

حملة تطهير أمنية داخلية

لم يكن اعتقال حويجة، الذي جرى في مدينة جبلة الساحلية، إلا جزءًا من سلسلة توقيفات استهدفت شخصيات أمنية وعسكرية ارتبطت بالنظام السابق.

وتشير مصادر مطلعة إلى أن الحملة الأمنية طالت أيضًا اللواء موفق أسعد، الذي كان يشغل منصب نائب رئيس شعبة الأمن السياسي.

كما طالت الاعتقالات العميد جمال حسن، أحد أبرز المسؤولين في المخابرات الجوية خلال السنوات الماضية، وسط أنباء عن وضع شخصيات أخرى تحت الإقامة الجبرية بانتظار التحقيقات.

تعليق جنبلاط الابن

وعلّق رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق، وليد جنبلاط، على خبر اعتقال قاتل والده عبر حسابه الرسمي، مكتفيًا بعبارة مقتضبة: “الله أكبر”.

ويأتي ذلك قبل أيام من الذكرى السنوية لاغتيال كمال جنبلاط، الذي قُتل في 16 مارس 1977، وسط اتهامات مستمرة للنظام السوري بالوقوف وراء تصفيته، بعدما شكّل معارضة قوية لدخول الجيش السوري إلى لبنان.

من هو كمال جنبلاط؟

يُعد كمال جنبلاط أحد الشخصيات البارزة في تاريخ لبنان الحديث، حيث وُلد في 6 ديسمبر 1917 في بلدة المختارة بقضاء الشوف، ونشأ في بيئة سياسية عريقة، تلقى تعليمه في معهد عينطورة ثم تابع دراسته في فرنسا، قبل أن يعود إلى لبنان ليبدأ مسيرته السياسية.

أسس الحزب التقدمي الاشتراكي عام 1949، ودعا من خلاله إلى العدالة الاجتماعية، ومحاربة الطائفية، ودعم القضية الفلسطينية، عُرف بمواقفه الرافضة للهيمنة السورية على لبنان، ما جعله في مواجهة مباشرة مع نظام الأسد الأب.

وفي 16 مارس 1977، تعرض جنبلاط لكمين مسلح في منطقة الشوف، أدى إلى مقتله ومرافقيه، جاء الاغتيال بعد عام من دخول الجيش السوري إلى لبنان، في ظل توترات سياسية حادة، وسط اتهامات مباشرة للنظام السوري بالوقوف وراء العملية.

اقرأ أيضا

ثورة شعبية أو مخطط إقليمي؟ القصة الكاملة لأحداث الساحل السوري

زر الذهاب إلى الأعلى