رجال الأسد في قفص الاتهام.. 4 من قيادات النظام السابق وراء إشعال الساحل السوري

تصاعد التوتر في الساحل السوري خلال الأيام الماضية، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن العام ووزارة الدفاع التابعة للإدارة السورية الجديدة من جهة، وجماعات مسلحة مرتبطة بالنظام السابق من جهة أخرى.
ووفقاً لمصادر حقوقية وميدانية، فإن هذه المعارك خلفت مئات القتلى والجرحى، وسط اتهامات مباشرة لضباط بارزين في عهد النظام السابق بالوقوف وراء التصعيد العسكري، ومحاولة زعزعة الاستقرار في المنطقة.
عودة النمر.. تكتيكات الأرض المحروقة في الساحل السوري
يُعتبر اللواء سهيل الحسن، الملقب بـ”النمر”، أحد أبرز الأسماء التي عادت إلى الواجهة مع اندلاع المواجهات في الساحل السوري. وُلد الحسن عام 1970 في مدينة جبلة، وتخرج في أكاديمية القوات الجوية عام 1991، قبل أن ينضم إلى جهاز الاستخبارات التابع للقوات الجوية.
برز اسمه خلال الحرب السورية كأحد القادة العسكريين الموالين بشدة لبشار الأسد، حيث قاد عمليات عسكرية كبرى استخدم خلالها تكتيكات قاسية، من بينها قصف المناطق المعارضة بالبراميل المتفجرة، ما تسبب في دمار واسع ومقتل آلاف المدنيين.
كما كان الحسن أحد المقربين من القيادة الروسية، حيث ظهر إلى جانب الأسد خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى قاعدة حميميم عام 2017.
ومع انهيار النظام السابق، توارى الحسن عن الأنظار، قبل أن تعود تقارير استخباراتية تتهمه بقيادة عمليات عسكرية سرية في الساحل السوري، مستفيدًا من مجموعات عسكرية سابقة كانت تحت قيادته.
إبراهيم حويجة.. رجل الاستخبارات والاغتيالات
يعد إبراهيم حويجة أحد أبرز الأسماء المرتبطة بالأجهزة الأمنية السورية، حيث تولى رئاسة إدارة المخابرات الجوية عام 1987، ولعب دورًا محوريًا في العمليات القمعية داخل سوريا ولبنان.
كان لحويجة سجل طويل في تنفيذ الاغتيالات السياسية، حيث تشير تقارير إلى تورطه في مقتل الزعيم اللبناني كمال جنبلاط عام 1977، كما أشرف على عمليات أمنية واسعة استهدفت معارضي نظام الأسد الأب والابن.
ورغم إقالته عام 2002 ضمن محاولات الأسد الابن تقليص نفوذ “الحرس القديم”، فإن اسمه عاد للظهور مجددًا بعد سقوط النظام السابق، حيث اعتقل مؤخراً وسط اتهامات له بالتورط في زعزعة الاستقرار في الساحل السوري.
غياث دلا.. رجل إيران في الفرقة الرابعة
يعد غياث دلا أحد القيادات البارزة في “الفرقة الرابعة”، وهي إحدى أهم التشكيلات العسكرية التي كانت تحت قيادة ماهر الأسد.
كان دلا معروفًا بولائه الكبير لإيران وحزب الله، حيث لعب دورًا رئيسيًا في دمج عناصر من الميليشيات الإيرانية داخل قواته. قاد عمليات عسكرية واسعة في دمشق والمليحة والزبداني، وعُرف بتكتيكاته الشرسة في قمع المعارضة.
وبعد انهيار النظام السابق، فقد دلا سلطته، لكنه عاد مؤخرًا إلى المشهد بعد ورود تقارير عن قيادته مجموعات مسلحة تحت مسمى “المجلس العسكري”، بهدف إعادة تنظيم الموالين للنظام السابق في الساحل السوري.
مقداد فتيحة.. درع الساحل السوري والمقاومة المسلحة
برز اسم مقداد فتيحة بعد سقوط النظام، حيث أعلن في فبراير 2025 عن تشكيل “لواء درع الساحل”، وهو فصيل عسكري مسلح يضم عناصر من القوات الخاصة السابقة.
ادّعى فتيحة أنه يسيطر على 90% من الساحل السوري، ودعا أبناء المنطقة إلى الاحتفاظ بأسلحتهم والانضمام إليه لمواجهة القوات الأمنية الجديدة.
ومع استمرار الاشتباكات، تؤكد التقارير الرسمية أن السلطات استعادت السيطرة على مدينتي طرطوس واللاذقية، إلا أن فتيحة لا يزال يبث تسجيلات مصورة يحاول فيها التأثير على الرأي العام.
اقرأ أيضا:
ثورة شعبية أو مخطط إقليمي؟ القصة الكاملة لأحداث الساحل السوري