رجل إسرائيل في أمريكا الجنوبية.. لماذا تمنح تل أبيب رئيس الأرجنتين جائزة مليون دولار؟

يستعد رئيس الأرجنتين خافيير ميلي لزيارة إسرائيل في 11 يونيو لتسلّم جائزة جينيسيس التي تبلغ قيمتها مليون دولار.
وبحسب تقارير تأتي هذه الجائزة تقديرًا لدوره المحوري في دعم إسرائيل، وهو ما يُمثل انعطافة واضحة في سياسة الأرجنتين الخارجية تجاه تل أبيب، خصوصًا بعد سنوات من المواقف المتباينة بين البلدين على الصعيد الدولي.
تحول جذري في سياسة الأرجنتين تجاه إسرائيل
لطالما عرفت العلاقات بين الأرجنتين وإسرائيل تاريخًا متقلبًا، إذ كان موقف بوينس آيرس في العديد من المناسبات الدولية يميل إلى انتقاد إسرائيل، بما في ذلك تصويت الأرجنتين المتكرر ضدها في الأمم المتحدة.
غير أن وصول ميلي إلى الحكم أحدث نقلة نوعية في هذا المسار؛ إذ اتخذ موقفًا داعمًا لتل أبيب، وهو ما تجلى في قراراته السياسية التي أعادت صياغة العلاقات الثنائية على أسس جديدة.
موقف رئيس الأرجنتين من حماس وحزب الله
ويُعدُّ تصنيف ميلي لحركتي حماس وحزب الله كمنظمات إرهابية إشارة واضحة إلى تبنيه سياسة صارمة تجاه الجماعات التي تعتبرها إسرائيل تهديدًا أمنيًا.
كما أعاد ميلي فتح التحقيقات في تفجيرات استهدفت أهدافًا يهودية وإسرائيلية داخل الأرجنتين خلال التسعينات، وهو ملف حساس طالما أثار جدلًا وقلقًا دوليًا.
جائزة جينيسيس الإسرائيلية
تُمنح جائزة جينيسيس سنويًا لشخصيات بارزة ساهمت في دعم إسرائيل أو في تعزيز مكافحة معاداة السامية.
ومن بين الحاصلين السابقين على هذه الجائزة، شخصيات عالمية مثل رجل الأعمال مايكل بلومبرغ، والممثلين مايكل دوغلاس وباربرا سترايسند، إضافة إلى فنانين وسياسيين لهم تأثير بارز على الساحة الدولية.
وفق تقارير فإن تكريم ميلي بهذه الجائزة المالية الضخمة ليس مجرد اعتراف بشخصه، بل يمثل رسالة واضحة من تل أبيب إلى دول أمريكا اللاتينية بضرورة تعزيز التعاون ومواجهة الظاهرة المتزايدة لمعاداة السامية في المنطقة.
وقد أعلن ميلي عن نيته التبرع بمبلغ الجائزة بالكامل لمبادرة تهدف إلى توثيق العلاقات الدبلوماسية وتعزيز الفهم بين إسرائيل ودول أمريكا اللاتينية.
دعم رئيس الأرجنين لـ إسرائيل
من أبرز تعهدات الرئيس الأرجنتيني التي لاقت اهتمامًا إسرائيليًا واسعًا، وعده بنقل السفارة الأرجنتينية من تل أبيب إلى القدس.
تعتبر هذه الخطوة ذات رمزية سياسية قوية، إذ تعكس اعترافًا رسميًا بالقدس كعاصمة لإسرائيل، على غرار خطوات مماثلة اتخذتها الولايات المتحدة وعدد من الدول الأخرى.
ورغم أن هذه الخطوة لن تتم خلال الزيارة المقبلة، إلا أنها تشير إلى نوايا سياسية واضحة لتعميق التحالف مع إسرائيل.
أهمية الأرجنتين لـ إسرائيل
تسعى إسرائيل إلى توسيع نفوذها في أمريكا اللاتينية، خصوصًا في ظل التحديات الجيوسياسية التي تواجهها في مناطق أخرى من العالم.
وتُعتبر الأرجنتين بوابة مهمة لهذه الاستراتيجية، نظرًا لحجمها السياسي والاقتصادي، ووجود جالية يهودية كبيرة فيها.
وتعتمد تل أبيب على بناء تحالفات مع قادة مثل ميلي، الذين يتبنون مواقف داعمة تتماشى مع المصالح الإسرائيلية، خاصة في ملفات مكافحة الإرهاب ومناهضة معاداة السامية. هذا التحول يعكس رغبة إسرائيل في مواجهة العزلة الدولية التي تعاني منها أحيانًا، ويعزز من موقعها في المحافل الإقليمية والدولية.
كيف يستفيد رئيس الأرجنتين من الدعم الإسرائيلي
وفق تقارير فإن زيارة ميلي إلى إسرائيل وتسلّمه جائزة جينيسيس تأتي في وقت حساس سياسيًا على الساحة الأرجنتينية، حيث يسعى إلى تعزيز مكانته الدولية داخليًا، وإظهار نفسه كقائد يتمتع بنفوذ دبلوماسي حقيقي. كما أن الدعم الإسرائيلي له يمكن أن يكون عنصرًا مهمًا في تعزيز تحالفاته الإقليمية والعالمية.
كما أن التبرع بمبلغ الجائزة لمبادرة تهدف إلى تعزيز العلاقات بين إسرائيل وأمريكا اللاتينية يعكس حرص ميلي على إبراز موقفه الداعم للقضايا الإسرائيلية، والعمل على بناء جسور ثقافية وسياسية جديدة في المنطقة.
ووفق مراقبين، فإن منح جائزة جينيسيس للرئيس الأرجنتيني ليس مجرد مكافأة مالية أو اعترافًا شخصيًا، بل هي رسالة سياسية واضحة من إسرائيل لمساندة رئيس يُعد رجلها في أمريكا الجنوبية، ويعكس التحولات الكبرى في العلاقات الإسرائيلية-الأرجنتينية التي قد تؤثر على مستقبل التحالفات الإقليمية والدولية في المنطقة.
اقرأ أيضًا: رغم اتفاق حماس وأمريكا.. إسرائيل تستدعي مئات الآلاف من جنود الاحتياط| ماذا يحدث؟