رجل سوريا في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل.. من هو أحمد الدالاتي؟

كشفت وسائل إعلام عن هوية قائد الوفد السوري في المفاوضات المباشرة التي تجري بين دمشق وتل أبيب بهدف احتواء التوتر هو أحمد الدالاتي محافظ القنيطرة السورية.

وتحدثت وكالة رويترز عن بروز اسم الدالاتي، القائد السابق في صفوف فصيل جيش الإسلام كممثل وقائد للوفد السوري في الحوار المباشر مع تل أبيب بعد عقود من العداء.

من هو أحمد الدالاتي؟

وفق وسائل إعلام، ولد أحمد الدالاتي في سبتمبر 1985، في بلدة كفير الزيت الهادئة بوادي بردى بريف دمشق.

نشأ وتلقى تعليمه الأساسي والثانوي في مدارسها، قبل أن يختار مساراً تقنياً لمستقبله الأكاديمي، التحق بالمعهد التقني للحاسوب، وحصل على شهادة في هندسة المعلوماتية.

هذا التخصص، البعيد ظاهرياً عن السياسة والمفاوضات، أفاده لاحقاً في تطوير تقنيات ميدانية عسكرية. يشير ذلك إلى قدرته على التفكير الاستراتيجي، وتوظيف المعرفة التقنية في مجالات غير تقليدية.

الدالاتي من الحراك السلمي إلى العمل العسكري

مع انطلاق الثورة السورية عام 2011، لم يقف الدالاتي متفرجاً، بل كان من أوائل المنخرطين في الحراك الشعبي.

بدأ نشاطه بتنظيم المظاهرات السلمية في منطقته، معبراً عن تطلعات جيل كامل نحو الحرية والكرامة. لكن مع تحول الثورة نحو العسكرة رداً على القمع، سلك الدالاتي طريق العمل العسكري كالكثيرين غيره. انضم إلى صفوف “جيش الإسلام”، الفصيل البارز، الذي نشط في الغوطة الشرقية وريف دمشق.

وفي عام 2015، ومع تغير موازين القوى، انتقل الدالاتي إلى شمال سوريا. انضم هناك إلى “حركة أحرار الشام الإسلامية”، وهي فصيل رئيسي آخر في المشهد السوري المعقد.

الدالاتي والصعود في الإدارة الجديدة

لعب الدالاتي دوراً بارزاً كداعم للفصائل المسلحة، التي أطاحت بالنظام السابق في ديسمبر 2024.
ومع تشكل السلطة الجديدة في دمشق، برز كمؤيد رئيسي لها، مستفيداً من خبرته وعلاقاته. هذا الدعم أثمر سريعاً، فدخل المجال الإداري،

مع بدء إعادة بناء مؤسسات الدولة. في مارس 2025، عُين نائباً لمحافظ ريف دمشق، وهو منصب يعكس الثقة في قدراته الإدارية.
ولم يتوقف صعوده، بل عُين أيضاً محافظاً للقنيطرة، المحافظة الحدودية ذات الأهمية الاستراتيجية القصوى.

تزامناً مع تصاعد التوترات في السويداء، أوكلت له مهمة قيادة الأمن الداخلي بالمحافظة. في هذا المنصب، بادر بالتواصل مع القيادات الدرزية، بهدف نزع فتيل التوتر وتهدئة الأوضاع.

قيادة الحوار مع إسرائيل

وفق تقارير فإن خبرته المتراكمة في التعامل مع الملفات الشائكة، وخلفيته العسكرية، جعلته مرشحاً مثالياً للمهمة. أوكلت له مهمة التواصل المباشر مع الجانب الإسرائيلي، وهي مهمة بالغة الحساسية في هذه المرحلة الدقيقة. وكالة رويترز نقلت عن مصادر أن الدالاتي يقود المحادثات، مشكلاً نقطة الوصل الرسمية بين دمشق وتل أبيب.

تأتي هذه المحادثات، التي تجري برعاية تركية، في سياق إقليمي متغير ومعقد للغاية. وصف مسؤول إسرائيلي اللقاءات بأنها “إيجابية”، مشيراً إلى “لفتات حسن نية” متبادلة بين الطرفين. ورغم سرية التفاصيل، مجرد عقد اللقاءات يعد تحولاً كبيراً، في علاقة البلدين المتسمة بالعداء تاريخياً والقطيعة.

وفق تقارير يبقى أحمد الدالاتي، ابن ريف دمشق ومهندس المعلوماتية، شخصية محورية في هذه المرحلة الجديدة والمفصلية. نجاح مهمته في بناء جسور تواصل أولية مع إسرائيل، قد يكون له تداعيات بعيدة المدى على مستقبل المنطقة. الرجل الأربعيني يحمل الآن ملفاً شائكاً ومعقداً، ومستقبل العلاقات قد يتوقف جزئياً على حكمته الدبلوماسية.

اقرأ أيضا

محادثات مباشرة بين إسرائيل وسوريا.. هل اقتربت دمشق من قطار التطبيع؟

زر الذهاب إلى الأعلى