رحلات الموت تحصد أرواح الآلاف.. رقم قياسي لضحايا الهجرة غير الشرعية خلال 2024

كشفت المنظمة الدولية للهجرة أن عام 2024 شهد تسجيل 8938 حالة وفاة جراء رحلات الهجرة غير الشرعية، فيما تشير التقديرات إلى أن الرقم الحقيقي قد يكون أعلى بسبب عدم توثيق العديد من الحوادث.

وبحسب تقارير فقد اعتبرت هذه الإحصائية رقمًا قياسيًا لم يُسجّل من قبل منذ بدء رصد وفيات المهاجرين.

تفاصيل صادمة

وتظهر البيانات تفصيلاً جغرافيًا دقيقًا؛ ففي آسيا، سُجلت 2778 حالة وفاة، بينما بلغت الوفيات في أفريقيا 2242 حالة، وسُجلت 2452 حالة وفاة في البحر الأبيض المتوسط خلال محاولات عبور المهاجرين للوصول إلى أوروبا.

أما في أوروبا فقد تم توثيق 233 حالة وفاة، فيما تشير التقديرات الأولية إلى حوالي 1233 حالة وفاة في الأمريكيتين، تُبرز هذه الأرقام المخاطر المتزايدة التي يواجهها المهاجرون خلال رحلاتهم، حيث تتضاعف أعداد الوفيات مع تزايد اللجوء إلى طرق الهجرة غير الآمنة.

أسباب الارتفاع في وفيات الهجرة غير الشرعية

وفقا لتقرير يرجع السبب الرئيسي في ارتفاع عدد الوفيات إلى غياب القنوات القانونية والآمنة التي من شأنها حماية حياة المهاجرين، مما يدفعهم إلى المخاطرة بحياتهم عبر طرق خطرة وغير منظمة.

وأضافت المنظمة أن حوالي 10% من حالات الوفاة كانت نتيجة لأحداث عنف مباشرة، مثل إطلاق النار والطعن والاعتداءات التي تحدث أثناء محاولات العبور، خاصة في مناطق تشهد نزاعات واضطرابات أمنية مثل إيران وميانمار وبنجلادش والمكسيك.

كما ساهم نقص الدعم الدولي وتراجع المساعدات، خاصة تلك التي تقودها بعض الدول الكبرى، في تقليص البرامج الإنسانية والإنقاذية الحيوية، مما زاد من صعوبة إنقاذ المهاجرين في المناطق الخطرة.

أزمة جمع البيانات

تشير المصادر إلى أن العدد الفعلي للوفيات قد يكون أعلى بكثير من الرقم الرسمي، إذ تُعاني الجهات المعنية من نقص في جمع البيانات وتوثيق الهوية والتفاصيل الخاصة بالضحايا، هذه الثغرات المعلوماتية تعوق جهود المنظمات الدولية والمحلية في تحليل الوضع بدقة وتنفيذ استجابات فعّالة.

ويؤكد خبراء الهجرة الدولية أن عدم توفر سجلات دقيقة يشكل عائقاً رئيسياً أمام تطوير استراتيجيات ناجحة للحد من المخاطر التي يواجهها المهاجرون.

بالإضافة إلى ذلك، فإن التقارير الأولية تشير إلى ارتفاع ملحوظ في عدد الوفيات على مدار السنوات الأخيرة، حيث سجل عام 2023 حوالي 8565 حالة وفاة، مما يجعل أرقام 2024 دليلاً قاطعاً على تفاقم الأزمة الإنسانية.

الجهود والدعوات الدولية لوقف الهجرة غير الشرعية

في ضوء هذه المعطيات المقلقة، دعت العديد من الجهات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان إلى ضرورة تنسيق جهود دولية عاجلة لتوفير قنوات هجرة آمنة ومنظمة.

وأكد نائب المدير العام للعمليات في المنظمة الدولية للهجرة أن الزيادة المستمرة في أعداد الوفيات تستدعي تعزيز أنظمة البحث والإنقاذ وتوفير بدائل قانونية للمهاجرين.

كما أشار إلى أن الإجراءات الرامية إلى الحد من العنف ضد المهاجرين، سواء كان ذلك خلال محاولات العبور أو نتيجة للإجراءات الأمنية التي تتخذها بعض الدول، يجب أن تكون من أولويات السياسات الدولية.

الإجراءات المقترحة لمواجهة الهجرة غير الشرعية

يُوصي الخبراء بضرورة تعزيز التعاون بين الدول والمنظمات الإنسانية لتبادل المعلومات وتطوير آليات فعّالة لرصد وتوثيق حالات الوفاة.

كما يرون أن الاستثمار في البنى التحتية للبحث والإنقاذ وتوفير الدعم المالي واللوجستي يعد خطوة أساسية لتقليل المخاطر.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تركز السياسات الدولية على توفير مسارات هجرة قانونية وآمنة، مما يقلل من اللجوء إلى الطرق الخطرة التي تُعرض حياة الملايين للخطر.

تتطلب هذه الإجراءات تنسيقًا دوليًا شاملاً يشمل الجهات الحكومية والمنظمات غير الحكومية، مع تبادل الخبرات والمعلومات لضمان استجابة سريعة وفعالة للأزمات الإنسانية الناجمة عن الهجرة غير النظامية.

وبحسب مراقبون تكشف التقارير والأرقام الحاجة الملحة لتدخل عالمي عاجل يضمن حماية حياة المهاجرين وتحسين آليات البحث والإنقاذ، مع العمل على سد الثغرات المعلوماتية وتوفير بدائل قانونية تقلل من المخاطر المرتبطة بطرق الهجرة غير الآمنة.

اقرأ أيضا

المحكمة العليا تلغي قرار نتنياهو.. أزمة إقالة رئيس الشاباك تشتعل في إسرائيل

زر الذهاب إلى الأعلى