رحلة القطب الجنوبي تطيح بـ مساعد الرئيس الإيراني- ما علاقة إنستجرام زوجته؟

كشفتْ تقارير صحفية تفاصيل الإطاحة بـ مساعد الرئيس الإيراني بعد رحلة ترفيهية قام بها إلى القطب الجنوبي.
وفي خطوة مفاجئة، أقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، اليوم السبت، مساعده للشؤون البرلمانية شهرام دَبيري، وذلك بعد تأكد الأنباء بشأن قيام الأخير برحلة سياحية إلى القطب الجنوبي خلال عطلة عيد النوروز، في وقتٍ تمر فيه البلاد بأزمة اقتصادية خانقة واحتقان شعبي متصاعد.
فضيحة صور العطلة الشتوية تطيح بـ مساعد الرئيس الإيراني
بحسب تقارير إيرانية اطلعت عليها “خاص عن مصر” جاء قرار الإقالة بعدما تداولت وسائل الإعلام المحلية صورًا نشرها حساب زوجة دبيري على “إنستجرام”، وتُظهر المسؤول الإيراني إلى جانب زوجته أمام سفينة سياحية تُدعى Plancius، وهي من السفن المعروفة برحلاتها الفاخرة نحو القطب الجنوبي انطلاقًا من أقصى جنوب الأرجنتين.
وقد أثارت هذه الصور جدلاً واسعًا داخل إيران، خاصة مع تأكيد بعض النشطاء أنّ السفينة غادرت بالفعل في التاريخ ذاته الذي نشرت فيه الصور، وهو ما شكّل دليلًا دامغًا على وجود دبيري في الرحلة، رغم نفي مكتبه في وقت سابق.
بيان حكومي متناقض حول مساعد الرئيس الإيراني
وكانت العلاقات العامة في مكتب معاون الشؤون البرلمانية قد أصدرت، يوم 26 مارس، بيانًا رسميًا وصفت فيه ما يُتداول عن سفر دبيري بـ”الشائعات” و”اختلاق الأخبار”، مضيفة أن “الصور المنتشرة قديمة ولا تمت للواقع الحالي بصلة”.
غير أن بيان الرئيس بزشكيان نفسه جاء لينسف هذه الرواية، ويؤكد وقوع الرحلة بالفعل، معتبراً أن “قيام المسؤولين برحلات ترفيهية باهظة التكاليف، حتى وإن كانت على نفقتهم الشخصية، أمر غير مبرّر ولا يمكن الدفاع عنه”.
أزمة اقتصادية تزداد تعقيدًا في إيران
تأتي هذه الحادثة في ظلّ تدهور اقتصادي غير مسبوق في إيران، حيث سجّل سعر صرف الدولار الأمريكي، في أول يوم عمل من العام الإيراني الجديد، قفزة كبيرة تجاوز بها حاجز الـ100 ألف تومان، بزيادة قدرها خمسة آلاف تومان مقارنة بنهاية العام السابق.
ويواجه الإيرانيون في الأشهر الأخيرة موجة غلاء حادّة في أسعار السلع الأساسية، مع تراجع متسارع في القدرة الشرائية وارتفاع معدّلات الفقر والبطالة، وهو ما جعل سفر مسؤول حكومي رفيع إلى أقصى جنوب الكرة الأرضية، أشبه باستفزاز للرأي العام.
اتهامات إضافية لـ مساعد الرئيس الإيراني
عقب انتشار صور الرحلة، بدأ تداول اتهامات جديدة بحق شهرام دبيري، تتعلق بتوظيفه عدداً من أقاربه والمقرّبين في مناصب حكومية.
ولم تعلن حكومة بزشكيان فتح تحقيق رسمي في هذه المزاعم، ما أثار تساؤلات حول مدى الجدية في محاربة الفساد داخل مفاصل الدولة.
اختبار مبكر للرئيس بزشكيان
وفق تقارير تُعدّ هذه الإقالة أول اختبار سياسي حقيقي للرئيس الجديد مسعود بزشكيان، الذي جاء إلى الحكم على خلفية وعود بإعادة بناء الثقة بين السلطة والشعب، وتحقيق نوع من الانفراج في الداخل والخارج.
وقد تلقّى قراره بإقالة دبيري إشادة من بعض المراقبين، باعتباره رسالة واضحة بأنّ المرحلة المُقبلة لا تتسامح مع مظاهر البذخ أو المحسوبية داخل أجهزة الدولة.
ومع ذلك، فإن هذه الخطوة قد لا تكون كافية وحدها لتهدئة غضب الشارع، ما لم تُستكمل بإجراءات ملموسة لمواجهة الفساد وتحسين الظروف المعيشية لملايين الإيرانيين.