رحلة تعافي “خالد” من مدمن إلى عامل في إحدى مستشفيات علاج الإدمان

على مدى ثلاث سنوات، كانت مستشفى النفسية بالمطار مأوى لعلاج خالد حسن البالغ من العمر ثلاثين عاما من الإدمان واليوم صار من العاملين بها.

الحكاية بدأت في شهر أبريل عام ٢٠٢١، عندما كان يعاني خالد من الاكتئاب الحاد دفعه لتعاطي إحدى المواد المخدرة دون أن يعلم أنها ممكن أن تدخله في دوامة الإدمان.

مزيد من الأعباء

يقول خالد لـ “خاص عن مصر” كنت أعاني من ظروف مادية صعبة إثر تسريحي من العمل، حيث كنت أعمل عاملا في إحدى شركات الملابس الخاصة، وقرر صاحب المصنع الاستغناء عن أكثر من ٥٠٪ من العمالة بحجة أزمة مالية يمر بها المصنع.

ويستكمل خالد: “حاولت البحث عن عمل دون جدوى، وشعرت بالعجز الشديد خاصة انى متزوج ولدى ابن صغير، وكان أهل زوجتى يعايروني بعدم قدرتي على الإنفاق على أسرتي”.

وأضاف أن صديق له عرض عليه تجربه “الكوكايين” حتى ينسى ما يمر به من مشاكل، ومنذ هذه اللحظة لم يستطع أن يقلع عن تعاطيه.

اقرأ أيضًا.. بعد ارتفاع سعر الخبر.. هل يصبح الكسافا بديلًا للقمح في مصر؟

اتصلت زوجته بالخط الساخن لصندوق مكافحة وعلاج الادمان حتى تنفذ زوجها، ويحكي قائلا: “كانت تريد انقاذي فاتصلت بالخط الساخن وطلبت منهم يساعدوها وطلبت منهم عدم الكشف عن هويتها”.

ويوضح خالد أنه فوجئ بمجموعة شباب يطرقون باب المنزل وقاموا بعدة محاولات لإقناعي أنهم ممكن يساعدوني للتعافي من الادمان وبالمجان، ولكن بشرط أن يكون لدي رغبة للعلاج، فضلا أنهم تركوا أرقام هواتف للاتصال بهم في حالة اتخاذ القرار في البدء في العلاج.

قال خالد: “في البداية تجاهلت طلبهم ولكن بعد فترة هددتني زوجتي أنها ستتركني إن لم اقلع عن تعاطي الكوكاكين وهو ما دفعني للاتصال بنفسي بالخط الساخن وبدء العلاج”.

مراحل العلاج من الإدمان

علاج “خالد” استمر لمدة عام ونصف تقريبًا، على عدة مراحل حيث بدء بعلاج تأهيلي ثم علاج جسدي لسحب المخدر من الجسم تدريجيًا والذي استغرق أطول فترة في العلاج امتدت إلى ٧ أشهر قبل أن ينتقل إلى العلاج التحفيزي الذي يساعده في استمرار قدرته على التوقف عن التعاطي والتأقلم مع التغيرات في جسمه إثر سحب السموم منه، بحسب الدكتور خالد حماد، استشاري الطب النفسي وطب الإدمان.

وأوضح استشاري الطب النفسي لـ “خاص عن مصر” أن التوقف عن تعاطي المواد المخدرة لابد أن تمر بالعديد من المراحل والاختبارات النفسية والجسدية والصحية، مشيرًا إلى أن يختلف مدة العلاج من مريض لآخر وفقا لعوامل كثيرة جدا أهمها العامل النفسي.

انتكاسة نفسية!

كما أكد استشاري الطب النفسي أن حالة “خالد” كانت من الحالات التي تحتاج لعلاج نفسي مكثف خاصة أن الإدمان كان له عواقب وخيمة في حياته أثرت على فقدان ثقته في نفسه حيث أن والديه كانوا غير داعمين له في العلاج بل قاطعوه بدلا من مساندته.

وحذر استشاري الطب النفسي، من ردود أفعال الأهل قد تؤثر بالسلب في نتيجة تعافي المدمن، مؤكدا أن لولا دعم زوجة “خالد” كانت استجابته للانتكاسة الذي مر بها أكثر من مرة أسرع، حيث يتعرض المتعافي لانتكاسة قد تساهم في عودته الي التعاطي بصورة أكثر شراهة.

حياة جديدة بعد العلاج من الإدمان

بعد أن أثبت “خالد” قدرته على مواجهة أي انتكاسة يمر بها والتعافي بشكل كامل، قررت المستشفى مكافئته عوضًا عن أهله بتوفير له فرصه عمل داخل المستشفى.

يقول خالد: “انكتب لي حياه جديدة.. ورأيت النور بمساندة الأطباء لي رغم فقدان الأمل بعد تخلي أهلي عنى”.

ومن ناحية أخري أكد الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي لـ “خاص عن مصر” أن الخط الساخن استقبل خلال اليوم الأول من العيد الأضحى ٦٢١ اتصالًا، من محافظة البحر الأحمر والجيزة وأسيوط والإسكندرية.

كما أكد، مدير صندوق مكافحة وعلاج الادمان والتعاطي، أن العيادات الخارجية بالمستشفيات الصحة النفسية تعمل خلال أيام العيد على مدار ال٢٤ساعة.

يذكر أن الخط الساخن «16023» لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي، التابع لوزارة التضامن، يتلقى اتصالات واستفسارات المرضي خلال أيام عيد الأضحى المبارك على مدار اليوم.

زر الذهاب إلى الأعلى