رحلة في سماء المجد.. تجربة عائلية فريدة داخل متحف القوات الجوية المصرية

خلال إجازة الصيف، تحرص الأسر المصرية على قضاء وقت أطول مع أبنائهم، والتنزه والرحلات من سمات الإجازة الصيفية .. ومن تلك الأماكن التي تصلح كرحلة ترفيهية للأطفال وكذلك مقصد مناسب للكبار، هو متحف القوات الجوية.

موقع خاص مصر يصطحبك في جولة داخل كل موقع بالمتحف، تجربة جديدة بعيدًا عن النزهات المعتادة في المولات والحدائق التجارية، في قلب القاهرة .. منذ اللحظة الأولى، تدرك أنك على وشك دخول عالم مختلف، يحمل في طياته عبق التاريخ وبطولات الأبطال الذين حلقوا في سماء الوطن.

متحف القوات الجوية مدخل مهيب .. وطائرات تحكي التاريخ

بمجرد دخولنا ساحة المتحف الخارجية، وقفت طائرات حربية ضخمة شامخة أمامنا، وكأنها لا تزال على أهبة الاستعداد. من طائرة “ميغ-21” إلى ”ميراج”، وصولًا إلى طائرات النقل العملاقة… كل طائرة تحمل لوحة تعريفية تروي قصتها ومشاركاتها في الحروب التي خاضتها مصر.. وكذلك تجد حطام الطائرة الإسرائيلية طراز “فانتوم”، والتي أسقطتها مصر في حرب أكتوبر 1973.

وجدنا الانبهار واضحًا على وجوه الأطفال، الذين تسابقوا لطرح الأسئلة حول الطائرات وأدوارها، وكأنهم دخلوا كتابًا مفتوحًا في التاريخ العسكري.

تكنولوجيا ومحاكاة.. حين يصبح الطيران واقعًا

دخلنا بعدها إلى قاعات العرض الداخلية، التي صُممت بأسلوب حديث يجمع بين التوثيق البصري والتفاعل المباشر. أكثر ما لفت انتباه أبنائنا كانت محاكيات الطيران، حيث تمكنوا من تجربة قيادة طائرة حربية افتراضيًا، وكأنهم في قمرة قيادة حقيقية.

أما الكبار، فقد وجدوا متعة في استكشاف قاعات الشهداء والنشأة التاريخية، حيث تعرض صور ووثائق ومجسمات تؤرخ لتأسيس القوات الجوية منذ في ثلاثينيات القرن الماضي وحتى الآن. العرض لم يكن مملًا أبدًا، بل استخدم أساليب بصرية وصوتية جذابة تعكس روعة الإنجاز وعظمة التضحيات.

سينما ومسرح وورش للأطفال

في إحدى القاعات، جلسنا لمشاهدة فيلم وثائقي ثلاثي الأبعاد عن معركة المنصورة الجوية الشهيرة، وتاريخ الطيران المصري منذ الحرب العالمية الثانية. خرجنا من القاعة بمشاعر مختلطة من الفخر والدهشة، خصوصًا حين أدركنا حجم التطور الذي شهده السلاح الجوي المصري.

في الجهة الأخرى، خُصصت منطقة كاملة للأطفال، تضم ورش عمل فنية لتلوين الطائرات، وأركانًا لتعليم مبادئ الطيران، وأنشطة ترفيهية تهدف إلى تنمية الانتماء الوطني بروح مرحة.

استراحة للكبار

انتهت جولتنا بجلسة هادئة في الكافيتريا الواسعة، حيث توفرت مشروبات ومأكولات خفيفة، مع إطلالة مباشرة على الطائرات المعروضة في الخارج. كانت فرصة مناسبة لنتبادل الأحاديث حول ما شاهدناه، وكيف تغيّر منظور أطفالنا تجاه كلمة “الطيار” و”الشهيد” و”الوطن”.

نزهة عائلية تدفع للفخر والاعتزاز بما تمتلكه مصر

زيارة متحف القوات الجوية ليست مجرد نزهة عائلية، بل تجربة معرفية ووطنية وثقافية متكاملة. مكان يجمع بين الترفيه والتعليم، ويجعل من التاريخ مادة حية تُعاش لا تُدرّس فقط.

تجربة فريدة لكل أسرة مصرية تريد الترفية عن أبناءها .. حيث يجد فيه الأطفال مجالًا لاكتشاف عالم الطيران، ويجد فيه الكبار مساحة للتأمل في تاريخ وطن لا يتوقف عن كتابة بطولاته.

مواعيد العمل: يوميًا من التاسعة صباحًا حتى الثالثة عصرًا (ما عدا الثلاثاء) .. الموقع: طريق العروبة بجوار مستشفى الجلاء للقوات المسلحة، القاهرة، كما أن الدخول بأسعار رمزية، وتتوفر خصومات للطلاب والرحلات.

اقرأ أيضًا: قبة مصر الحديدية.. من آمون إلى أفينجر كيف صُنعت منظومة الردع الجوي؟