رداً على تدريبات عسكرية تايوانية.. الصين تختبر قدراتها البرمائية في مناورة قرب سواحل تايوان

نفّذ جيش التحرير الشعبي الصيني مناورات بحرية واسعة النطاق قرب السواحل التايوانية، ركّزت بشكل لافت على اختبارات الإنزال البرمائي والجاهزية القتالية للقوات البحرية، وذلك ما اعتبره البعض خطوة تصعيدية جديدة تعكس مستوى التوتر في مضيق تايوان.
ووفقًا لما نشرته صحيفة جلوبال تايمز الرسمية، تزامنت هذه المناورات مع تدريبات بالذخيرة الحية نفذها جيش تايوان باستخدام دبابات M1A2 أبرامز الأمريكية الصنع.
الصين تستعرض جاهزيتها البرمائية في خطوة تصعيدية قرب تايوان
ويبدو أن الصين تعمدت إرسال رسالة عسكرية واضحة عبر هذه التحركات، إذ تبرز المناورات كنوع من “الرد بالمثل” على النشاط العسكري المتزايد في تايبيه، ما يعكس تصعيدًا في سباق التسلح الإقليمي ويعيد تسليط الضوء على هشاشة التوازن الأمني في شرق آسيا.
“تايب 05”.. رأس الحربة الصينية في المعارك الساحلية
جوهر هذا الاستعراض الصيني تمثل في نشر مركبات القتال البرمائية الحديثة من سلسلة “تايب 05″، التي تضم مركبتي ZBD-05 القتالية وZTD-05 الهجومية. صُممت هذه العربات لتأمين إنزال سريع عالي الفعالية في البيئات الساحلية المعقدة، مع توفير دعم ناري كثيف على غرار ما تقدمه الدبابات الخفيفة.
تتميز ZBD-05 بتسليح متكامل يشمل مدفعًا آليًا من عيار 30 ملم، ورشاشًا متحد المحور عيار 7.62 ملم، إضافة إلى صواريخ HJ-73C الموجهة المضادة للدروع، ما يجعلها منصة متعددة المهام ضد المشاة والمركبات المدرعة الخفيفة.
أما ZTD-05، فمزودة بمدفع رئيسي من عيار 105 ملم ونظام متطور للتحكم بالنيران، مع قدرة متميزة على المناورة عبر نظام دفع مائي وهيكل انزلاقي، يتيح سرعة تصل إلى 30 كم/س في الماء و65 كم/س على اليابسة.
وتعكس تقنيات التمويه الرقمي ونظام التعليق القابل للتعديل مدى تطور هذه المنصات، التي أصبحت تمثل عماد القوة البرمائية في سلاح مشاة البحرية الصيني.
تحولات هيكلية وتكتيكية في العقيدة القتالية الصينية
تأتي هذه القدرات الحديثة تتويجًا لعملية تطوير متواصلة بدأت منذ أوائل الألفينات، حيث استُبدلت المنصات القديمة من طراز “تايب 63” بسلسلة “تايب 05” التي تمثل اليوم قفزة نوعية في الأداء والتكامل العملياتي.
ويعزز ذلك استخدام أنظمة التصويب الليزري والمناظير الحرارية، ما يضاهي أداء دبابات القتال الخفيفة الغربية.
كما تؤكد المناورات المكثفة واختبارات الإنزال من “ما وراء الأفق” أن القوات الصينية تتبنى نماذج تكتيكية مستوحاة من التجارب الغربية، مع التركيز على سرعة الانتشار البحري والضربات الساحلية المركزة.
بكين: الجاهزية الكاملة لأي مواجهة
يبدو أن بكين اختارت توقيت المناورة بعناية، مباشرة بعد اختبارات تايوان الحية على دبابات أبرامز، لتبعث برسالة استراتيجية مفادها أن الصين مستعدة للرد السريع والفعّال عبر قدراتها البرمائية المتقدمة.
ولا تقتصر دلالات هذا التحرك على الردع فقط، بل تمتد أيضًا إلى كبح التعاون العسكري المتزايد بين تايبيه وواشنطن، الذي تعتبره بكين تهديدًا مباشرًا لوحدة أراضيها.
وبهذا، تدخل المنطقة مرحلة جديدة من التوتر البرمائي، في ظل سباق تسلح لا يزال مفتوحًا على كل الاحتمالات.
اقرأ أيضاً.. 12 مليار دولار في 6 أشهر .. إدارة ترامب تضخ السلاح لإسرائيل بلا سقف