ردنا سيكون حاسمًا.. الرئيس الإيراني يفضح الدعم الأمريكي للعمليات الإسرائيلية

مع تصاعد التوترات بين إيران وإسرائيل ووصولها إلى مواجهة عسكرية مباشرة، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن واشنطن تدعم العمليات الإسرائيلية علنًا وتلعب “دور مباشر” في دعم الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة.
في حديثه إلى وكالة أنباء فارس الحكومية، استشهد بزشكيان بتصريحات نُقل عن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قال فيها: “لا تستطيع إسرائيل فعل أي شيء دون إذننا”، ووفقًا للرئيس، فإن هذا يكشف أن “أفعال إسرائيل تُنفذ بموافقة مباشرة من الولايات المتحدة”.
وأكد بزشكيان أن إيران لم تسعَ قط إلى الصراع، لكنه حذّر من أن استمرار الأعمال العدائية سيُقابل برد “حاسم وشديد”.
جادل بأنه بينما يحاول المسؤولون الأمريكيون التقليل من شأن تورطهم علنًا، فإن دور واشنطن في الصراع واضح، قائلاً: “ما نشهده اليوم يتم بدعم مباشر من واشنطن، رغم محاولتهم إخفاء دورهم في وسائل الإعلام”.
الموقف الأمريكي: واشنطن تدعم العمليات الإسرائيلية
في الخفاء، لم يعترض مسؤولو الإدارة الأمريكية على الإطار الزمني للتخطيط للعمليات الإسرائيلية الذي استمر أسابيع، وفقًا لتقارير شبكة CNN، نقلاً عن مصادر إسرائيلية.
وبينما أكد مسؤول في البيت الأبيض أن واشنطن “على دراية ودعم ضمني” لخطط إسرائيل، لم يصدر أي بيان علني عن موافقة أمريكية صريحة أو شراكة عملياتية في الحملة.
القيادة الإسرائيلية: “لا خيار آخر” رغم الخسائر المدنية
في موازاة ذلك، أقر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر في مقابلة حصرية مع شبكة CNN بأن القيادة الإسرائيلية توقعت سقوط ضحايا مدنيين عندما شنت عملها العسكري “التاريخي” ضد إيران، لكنه أصر على أن الحكومة “لم يكن لديها أي خيار آخر”.
وصف ساعر القرار بأنه “صعب”، مشيرًا إلى “أننا كنا نعلم أننا سنواجه أوقاتًا عصيبة وسنواجه خسائر بشرية، لكن… لم يكن أمامنا خيار آخر”.
قُتل ما لا يقل عن 13 إسرائيليًا، بينهم ثلاثة قاصرين، في الضربات الانتقامية الإيرانية. وكرر ساعر تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية بأن إيران قد تكون على بُعد “ستة أشهر فقط” من إنتاج قنبلة ذرية، وزعم أن إيران قد راكمت ما يكفي من اليورانيوم المخصب لإنتاج ما يصل إلى تسعة أسلحة نووية – وهو مبرر رئيسي للحملة العسكرية الإسرائيلية.
إسرائيل تنفي سعيها لتغيير النظام
على الرغم من حجم الهجوم وتأثيره على الأهداف الإيرانية، رفض وزير الخارجية ساعر الادعاءات بأن الهدف النهائي لإسرائيل هو الإطاحة بالنظام الإيراني. وقال: “الهدف ليس تغيير النظام… هذا قرار الشعب الإيراني، نحن في إسرائيل… لا نعتبر الشعب الإيراني أعداءً لنا”، مؤكدًا على التمييز بين الحكومة الإيرانية وشعبها.
ديناميكيات العلاقات: واشنطن تدعم العمليات الإسرائيلية
كما شكر ساعر الولايات المتحدة على دعمها العسكري، مُقرًا بأن أي قرار بالتدخل الأمريكي المباشر في استهداف البنية التحتية العسكرية الإيرانية سيقع على عاتق واشنطن وحدها.
قال ساعر: “لديهم حساباتهم، وهم من سيقررون”، مُشددًا على سيادة إسرائيل، مُعربًا في الوقت نفسه عن امتنانه للمساعدة الأمريكية المستمرة.
تحليل: التصعيد، والمساءلة، والمخاطر الإقليمية
تُسلّط الاتهامات المتبادلة والخسائر الإنسانية الضوء على مرحلة جديدة وخطيرة في الصراع الإسرائيلي الإيراني، مرحلة تتسم بتزايد معاناة المدنيين، وخطابات عالية المخاطر، وتشابك مباشر بين القوى العالمية. وقد يُؤجج تأطير إيران للتدخل الأمريكي على أنه “دعم مباشر” العداوات الإقليمية ويُعقّد الجهود الدبلوماسية لتهدئة الوضع.
في غضون ذلك، يُدافع المسؤولون الإسرائيليون عن استراتيجيتهم باعتبارها ردًا لا مفر منه على تهديد نووي مُتنامي، لكنهم يُقرّون بالتكاليف الأخلاقية والاستراتيجية. وبينما يتمسّك كلا الجانبين بموقفهما، لا يزال احتمال اندلاع حرب أوسع نطاقًا، وسقوط المزيد من الضحايا المدنيين، مرتفعًا بشكل مُقلق.