رد حماس وصل.. هل اقتربت ساعة الهدنة في غزة؟

أعلنت حركة حماس، فجر الخميس، تسليم ردها على المقترح الإسرائيلي لوقف إطلاق النار وعقد هدنة في قطاع غزة لمدة 60 يوما، في ظل مفاوضات غير مباشرة تُجرى في العاصمة القطرية الدوحة، وتشارك فيها مصر وقطر، بدعم مباشر من الولايات المتحدة.

وقالت حركة حماس عبر قناتها الرسمية على “تلجرام”، إنها سلّمت ردها ورد الفصائل الفلسطينية للوسطاء، دون الكشف عن تفاصيل الرد أو فحواه.

وجاء الإعلان بالتزامن مع تحركات أمريكية جديدة في المنطقة، مع توجه المبعوث الرئاسي الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، في جولة تشمل روما والدوحة.

بدوره، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تسلم رد حماس، مشيرًا إلى أن فريق التفاوض الإسرائيلي بدأ دراسته، في بيان مقتضب جاء فيه: “قدم الوسطاء رد حماس إلى فريق التفاوض الإسرائيلي، وهو قيد الدراسة حاليا”.

ضغط أمريكي متزايد للوصول لـ هدنة في غزة

ترى إسرائيل في زيارة ويتكوف مؤشرًا على إحراز تقدم في مفاوضات التهدئة، خاصة بعد إعلان الخارجية الأمريكية أن المبعوث سيتوجه إلى الشرق الأوسط لإجراء مباحثات بشأن وقف إطلاق النار وفتح ممر إنساني عاجل إلى غزة.

وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، سيلتقي ويتكوف في روما اليوم، مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، وممثل عن قطر، على أن يتوجه لاحقًا إلى الدوحة إذا ما تبيّن أن التوصل إلى اتفاق ممكن.

خرائط الانسحاب تشعل مفاوضات هدنة غزة

لا تزال مسألة خرائط الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة تمثل نقطة الخلاف الأبرز، حيث تدور المفاوضات حول المسافة التي سيتراجع عندها جيش الاحتلال من الحدود المصرية.

ووفق التقارير الإسرائيلية، أبدت تل أبيب استعدادها للانسحاب إلى عمق يراوح بين 1000 و1200 متر من ممر “فيلادلفيا”، في حين تطالب حماس بأن لا يتجاوز العمق 800 متر، لحماية السيادة الفلسطينية على الحدود.

في المراحل الأولى، كانت إسرائيل ترفض التراجع عن السيطرة على ممر “موراج” بين رفح وخان يونس، لإبقاء رفح تحت الاحتلال، وهو ما رفضته الحركة بشكل قاطع.

السبت الماضي، تسلمت حماس خرائط انسحاب محدثة من الوسطاء، وبدأت بدراستها، وسط مشاورات مع باقي الفصائل الفلسطينية بهدف الوصول إلى “اتفاق مشرف”، بحسب بيان صادر عنها الاثنين.

صفقة تبادل الأسرى في غزة

الملف الآخر الذي يعطل التوافق هو عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلقهم إسرائيل مقابل الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين، وبينما تقول إسرائيل إن عدد الرهائن الأحياء لا يتجاوز 20 شخصًا، تطالب حماس بإطلاق ما بين 100 و150 أسيرا من المحكومين بالمؤبد، إلى جانب أكثر من 1100 معتقل من غزة جرى اعتقالهم بعد 7 أكتوبر 2023.

وتعتقل إسرائيل حاليًا أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني، بحسب إحصاءات حقوقية، بينما تؤكد حماس استعدادها للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة، شريطة وقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي بالكامل من قطاع غزة.

ضغوط وضمانات أمريكية لعقد هدنة في غزة

قالت هيئة البث العبرية، إن الولايات المتحدة أبلغت حماس بضرورة الرد العاجل، ملوحة بالتراجع عن بعض الضمانات التي سبق الاتفاق عليها، وتشمل هذه الضمانات التزامًا أمريكيًا بإجبار إسرائيل على احترام الهدنة لمدة 60 يوما، مع توجيه المفاوضات نحو إنهاء الحرب نهائيًا.

في المقابل، أجرت الحكومة الإسرائيلية تقييمًا للوضع مع طاقم التفاوض الموجود في الدوحة، وسط مؤشرات على أن نتنياهو لا يزال يناور في مواقفه تحت ضغط شركائه المتطرفين في الحكومة، بحسب المعارضة الإسرائيلية.

مجاعة غزة تفرض نفسها على طاولة المفاوضات

من جهة أخرى، تزداد الضغوط الإنسانية في قطاع غزة، مع تحذيرات دولية من “مجاعة جماعية” تهدد مئات الآلاف. وأعلنت وزارة الصحة في غزة، الثلاثاء، ارتفاع حصيلة وفيات سوء التغذية والمجاعة إلى 101 شهيد، بينهم 80 طفلًا، في وقت تواصل فيه إسرائيل إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات منذ مارس الماضي.

وكانت حركة حماس قد اتهمت إسرائيل بالتهرب من اتفاق سابق لتبادل الأسرى في مارس، ما أدى إلى استئناف العدوان في 18 من الشهر نفسه.

هل تتجاوز الأطراف الفجوات الأخيرة؟

بحسب القناة 12 الإسرائيلية، فإن “الفجوات لم تعد كبيرة”، لكنها تتطلب وقتًا إضافيًا لسدها، مع استمرار التركيز على الخرائط والعمق الأمني الإسرائيلي.

وذكرت القناة أن هناك تفاهمًا مبدئيًا حول إطلاق سراح “10 أسرى إسرائيليين أحياء” مقابل أكثر من 1200 فلسطيني، لكنها عقّبت بأن “المفاوضات بحاجة إلى دفعة سياسية حاسمة”.

وأكدت مصادر إسرائيلية أن رد حماس المرتقب سيكون كاشفًا لمدى استعداد الحركة لإتمام الصفقة، بينما تعتقد واشنطن أن استمرار تأخير الرد قد يؤدي إلى انهيار المسار الحالي برمّته.

اقرأ أيضا
انفجارات وحرائق غامضة تهز إيران يوميًا.. ما علاقة إسرائيل؟

 

زر الذهاب إلى الأعلى