رسالة من بوتين لـ الشرع.. ماذا يريد القيصر الروسي من الرئيس الانتقالي في سوريا؟

في خطوة تعبّر عن إعادة صياغة العلاقات بين موسكو وسوريا في فترة انتقالية جديدة، بعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين برسالة إلى الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع.
تأتي هذه الرسالة في ظل التحولات التي شهدتها الساحة السورية بعد سقوط النظام السابق بقيادة بشار الأسد، والذي اضطر للفرار إلى موسكو بعد الإطاحة به في ديسمبر الماضي.
وتبرز الرسالة رغبة موسكو في دعم جهود تحقيق استقرار سريع في سوريا وتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات.
بوتين يدعم استقرار سوريا
أكد بوتين في رسالته أهمية استقرار سوريا، معتبرًا أن استمرار الفوضى قد يؤثر سلبًا على منطقة الشرق الأوسط بأسرها.
ونقل المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن الرسالة جاءت لتؤكد “استعداد روسيا الدائم لتطوير التعاون العملي مع القيادة السورية في مختلف القضايا المدرجة على جدول الأعمال الثنائي”.
ويرى المسؤولون في موسكو أن الاستقرار في سوريا ليس فقط مطلبًا داخليًا، بل يمثل عنصرًا أساسيًا لتحقيق الأمن والتنمية في المنطقة بأسرها.
الاتصال الهاتفي وتوجهات موسكو
سبق هذه الرسالة أول اتصال هاتفي جمع الرئيس الروسي بوتين بالرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع في فبراير الماضي.
وخلال هذه المكالمة، تم التأكيد على دعم موسكو لوحدة وسيادة سوريا، مع التأكيد على تقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في البلاد.
وأشاد الشرع بالعلاقات الاستراتيجية القوية بين البلدين، معتبرًا أن الدعم الروسي المستمر يلعب دورًا رئيسيًا في مسيرة الاستقرار والتنمية في سوريا خلال هذه المرحلة الحرجة.
خطة بوتين الحفاظ على المصالح الروسية في سوريا
تعد العلاقات الروسية السورية محورًا أساسيًا لاستراتيجية موسكو الإقليمية، خاصةً بعد التحولات الأخيرة. ففي السنوات الماضية، كانت روسيا أحد الداعمين الرئيسيين للنظام السابق، وتمتلك قاعدتين عسكريتين مهمتين على الأراضي السورية.
وفي ظل هذه الحقبة الانتقالية، تسعى موسكو إلى إعادة صياغة علاقاتها مع القيادة السورية الجديدة بما يتماشى مع الواقع الجديد، مع الحرص على حماية منشآتها العسكرية والمصالح الاقتصادية والأمنية في البلاد.
ويتضح من الرسالة أن موسكو تنظر إلى سوريا كلاعب استراتيجي، تسعى من خلاله إلى بناء جسر من التعاون يشمل كافة المجالات الحيوية، بدءًا من الشؤون السياسية وصولاً إلى التعاون الأمني والاقتصادي.
رؤية موسكو لعلاقاتها مع سوريا
وفق تقارير يظهر من خلال الرسالة والاتصال الهاتفي السابق، أن موسكو تسعى إلى إبقاء باب الحوار مفتوحًا مع القيادة السورية الانتقالية. فالتعاون العملي بين البلدين يُعد خطوة استراتيجية نحو خلق بيئة مستقرة تسهم في إنهاء الفوضى وتضمن وحدة وسيادة سوريا.
كما أن هذا النهج يعكس مدى استعداد موسكو للتعامل مع التحولات السياسية في المنطقة بمرونة وواقعية، مؤمنة بأن استقرار سوريا يمثل عنصرًا أساسيًا لتحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط بأكمله.
وبحسب مراقبون تشكل الرسالة التي بعث بها بوتين إلى الشرع علامة فارقة في العلاقات الروسية السورية، إذ تؤكد عزم موسكو على تعزيز التعاون الثنائي رغم التحديات المستمرة في البلاد.
وتبرز الخطوة رغبة موسكو في إعادة رسم معادلات الشراكة مع القيادة السورية الانتقالية، مع ضمان حماية مصالحها الاستراتيجية والعسكرية في سوريا.
اقرأ أيضا
150 مليار دولار لإعادة إعمار سوريا.. من يدفع الفاتورة ؟