رشيد مشهراوي عن فيلمه “من المسافة صفر”: “البشر أهم من السينما”
حل المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي ضيفًا على فعاليات مهرجان تاورمينا السينمائي الإيطالي، وتطرق خلال حديثه عن فيلمه الوثائقي الجديد “من المسافة صفر” الذي يضم 22 فيلمًا قصيرًا تم تصويرهم خلال الحرب الدائرة في غزة منذ بدايتها في شهر أكتوبر 2023.
كواليس التحضير للفيلم الوثائقي “من المسافة صفر”
وعن كواليس تحضير الفيلم قال في تصريحات لموقع “فارايتي”: “لقد ولدت وترترعت في غزة، وقمت بإخراج العديد من الأفلام في غزة كمخرج ومنتج، وهذه المرة بعد أن رأيت كل ما يحدث، قلت لا، لن أقوم بإخراج فيلم، بدلًا من ذلك سأعطي الفرصة لصانعي الأفلام الفلسطينيين والموجوين في غزة الان لمشاركة ما يحدث مع الناس”.
وأضاف: “كانت الفكرة هي التركيز على القصص الشخصية التي لا توصف، وكذلك جعلها جيدة من الناحية الفنية والتقنية، لتدريب صانعي الأفلام وجعلهم يصبحون أفضل من أجل تصوير قصصهم بحيث يمكن مشاركتها في المهرجانات، وعلى شاشات التلفاز”.
واستكمل: “كان الأمر بمثابة الكابوس نظرًا لمحاولتنا إخراج هذه اللقطات من غزة، وكانت إحدى مشاكلنا الرئيسية هي إخراج المواد من غزة وكذلك التواصل طوال الوقت مع صانعي الأفلام عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، لكن عندما لا يكون لديك كهرباء لشحن هاتفك المحمول، لن يكون لديك أي شئ، وفي بعض الأحيان كنا نعمل ونستيقظ لمدة 24 ساعة في اليوم وحاولت تقديم أفضل ما لدينا لتحميل هذه الأفلام إلى فرنسا، ووصل فيلمنا الأخير قبل أسبوعين”.
22 فيلمًا وثائقيًا عن حرب الكيان الصهيوني على غزة
كان دمج 22 فيلمًا في عمل واحد تحديًا كبيرًا، لأنه لا أحد يصور بنفس الكاميرا، بنفس الإعداد، ويتحدث أحد الأفلام القصيرة بعنوان (عذرًا سينما) عن حدود صناعة السينما في مثل هذه الظروف، وهذا أحد الأفلام التي تربطني به علاقة خاصة، لأنك تقضي حياتك معتقدًا أن السينما هي أولويتك في الحياة، وفجأة لا ليس الأمر كذلك، انت بحاجة للأكل، أحفظ عائلتك، البشر أهم من السينما”.
وأنهي حديثه قائلا: “نحن نصنع الأفلام لجعل الحياة أفضل، ولجعل الحياة أسهل، ولجعلها أكثر فهمًا، لجعل البشر يشعرون بالتحسن، هذا الفيلم يصف هذا بشكل جيد للغاية لأن المخرج في موقف يحتاج فيه إلى الاختيار بين الحياة والسينما، وهو اختار الحياة”.
اقرأ أيضا.. قائد القوات الجوية المصرية يزور الصين لبحث التصنيع المشترك ونقل التكنولوجيا
وأردف: “اذن ما هو دور السينما؟، السينما مهمة جدًا بالنسبة لي وبدأت بصناعة السينما داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أكثر من 30 عامًا، أنا بحاجة لحماية السينما من الاحتلال الإسرائيلي، لا ينبغي للسينما ان تكون مجرد رد فعل، يجب أن يكون عملًا، أيها الفلسطينييون نحن أمة لدينا تاريخ ولغة ولدينا الموسيقى والألوان والطعام، لدينا أشياء كثيرة تخصنا، كل هذه الأمور يمكن ان تشكل أرضية قوية لصناعة السينما”.وشارك رشيد مشهراوي العملية الإنتاجية للفيلم شركة الإنتاج الفرنسية “Coorigine Productions” التي اهتمت بالتنسيق بين المجموعات في غزة، واستلام المواد، والإشراف على مرحلة ما بعد الإنتاج.
من هو رشيد مشهراوي؟
ولد رشيد مشهراوي عام 1962 لعائلة لاجئة أصلها من يافا ونشأ في مخيم الشاطئ في قطاع غزة، إثر مرض والده اضطر في عمر الـ 14 للعمل من أجل مساعدة عائلته، لم يدرس السينما بل وصل إليها من خلال اهتمامه وتجاربه بالفن التشكيلي، أخرج فيلمه القصير الأول “جواز السفر” عام 1986 حول زوجين علقا في المعبر الحدودي بين إسرائيل والاردن وذلك لأن الزوج أضاع جواز سفره، هاجر إلى هولندا عام 1993 حيث أقام لمدة 3 سنوات وأسسس مع هاني أبو أسعد شركة “أفلام أيلول” التي أنتجت أفلامًا بالتعاون مع شركة “أفلام أركوس” الهولندية، انتقل إلى رام الله عام 1996 حيث أسس مركز الإنتاج والتوزيع السينمائي في محاولة لتطوير طواقم إنتاج محلية.
يعد المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي أول سينمائي فلسطيني عمل على إنجاز سينما داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد أنجز العديد من الأفلام السينمائية أبرزها فيلم “حيفا” عام 1996 وكان أول فيلم فلسطيني يشارك رسميًا في مهرجان كان السينمائي الدولي منذ تأسيسه.