رغم إغلاق إسرائيل سفارتها.. أيرلندا تدافع عن موقفها بشأن حرب غزة
القاهرة (خاص عن مصر)- دافع نائب رئيس وزراء أيرلندا مايكل مارتن عن قرار بلاده بدعم عريضة أمام محكمة العدل الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، مؤكداً أن هذه الخطوة تنبع من احترام القانون الإنساني الدولي.
وفقا للجارديان، تأتي تصريحاته في أعقاب إعلان إسرائيل إغلاق سفارتها في دبلن، مستشهداً بـ “السياسات المعادية لإسرائيل المتطرفة” التي تنتهجها أيرلندا.
في حديثه إلى الصحفيين في بروكسل، أوضح مارتن، الذي يشغل أيضاً منصب وزير خارجية أيرلندا، أن تصرفات أيرلندا لم تكن تهدف إلى العداء لإسرائيل.
قال مارتن: “إن استخدام أيرلندا للمحاكم الدولية… لا ينبغي أن يُنظر إليه باعتباره عملاً عدائياً”، مؤكداً التزام الحكومة بالمساءلة عن جرائم الحرب المزعومة.
وأضاف: “إن أيرلندا تتمسك بالنهج الذي اتخذته، والذي كان مدفوعاً… نحو المساءلة الكاملة عما يحدث في غزة”.
أعرب مارتن، الذي من المتوقع أن يتولى منصب رئيس الوزراء في يناير، عن غضبه إزاء الخسائر البشرية في غزة، واصفا الوفيات بين المدنيين بأنها “غير قابلة للتفسير”.
إسرائيل تتهم أيرلندا بمعاداة السامية
أدان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قرار أيرلندا بدعم عريضة محكمة العدل الدولية، ووصفها بأنها مظهر من مظاهر “الأعمال المعادية للسامية” التي تشوه سمعة الدولة اليهودية وتنزع الشرعية عنها.
وأكد ساعر أن “أيرلندا تجاوزت كل الخطوط الحمراء في علاقتها بإسرائيل”.
يعكس الانقطاع الدبلوماسي تاريخا أوسع من العلاقات المتوترة بين البلدين، والتي يرجع الفضل فيها إلى حد كبير إلى موقف أيرلندا القوي المؤيد للفلسطينيين.
في نوفمبر، صرح رئيس الوزراء الأيرلندي سيمون هاريس أن أيرلندا ستحتجز رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إذا دخل البلاد، بعد صدور مذكرة اعتقال من المحكمة الجنائية الدولية.
اقرأ أيضا.. إعصار تشيدو يدمر جزيرة مايوت الفرنسية.. خراب الخدمات الصحية ورجال الإنقاذ ينقذون الناجين
مخاوف من جانب الجالية اليهودية في أيرلندا
أعرب موريس كوهين، رئيس المجلس التمثيلي اليهودي في أيرلندا، عن قلقه إزاء تصاعد التوترات، وانتقد مارتن دعم أيرلندا للعريضة المقدمة إلى محكمة العدل الدولية، ووصفها بأنها تبسيط مفرط للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال كوهين، مؤكداً على تعقيد الأزمة: “إن هذه الخطوة تعزل إسرائيل بشكل غير عادل وتقوض تعريف الإبادة الجماعية”.
دعوات إلى الشفافية في غزة
حث مارتن إسرائيل على السماح لوسائل الإعلام الدولية والمنظمات الإنسانية بالدخول إلى غزة لمشاهدة الدمار بشكل مباشر.
وتوقع أن “يصاب المراقبون العالميون بالصدمة من مستوى الدمار” وشدد على أهمية تمكين المدنيين من استعادة بعض مظاهر الحياة الطبيعية.
تشير التقارير الصادرة عن المسؤولين الصحيين الفلسطينيين إلى أن أكثر من 45000 شخص لقوا حتفهم خلال الصراع الذي استمر 14 شهرًا، وأكثر من نصفهم من النساء والأطفال.
ومع ذلك، فإن هذه الأرقام محل نزاع من قبل الجيش الإسرائيلي، الذي يزعم أنه قتل أكثر من 17000 مسلح، على الرغم من عدم تقديم أي دليل لإثبات هذا الادعاء.
الاتحاد الأوروبي يراجع العلاقات التجارية مع إسرائيل وسط الأزمة
يزن الاتحاد الأوروبي أيضًا استجابته للصراع المستمر، ومن المتوقع أن تقترح كايا كالاس، كبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي، مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل، التي تحكم العلاقات التجارية.
وأكدت مارتن أن أي مناقشات مقبلة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل “لا يمكن أن تكون كالمعتاد”، مما يشير إلى سعي أيرلندا إلى المساءلة والالتزام بالمعايير الدولية.
إرث من المناصرة
يعكس موقف أيرلندا بشأن غزة التزامها الطويل الأمد بالمبادئ الإنسانية، حتى مع المخاطرة بالتداعيات الدبلوماسية.
ويؤكد موقف مارتن الثابت على تركيز أيرلندا على المساءلة في مناطق الصراع، مما يجعلها مدافعة صريحة عن العدالة وسط أزمة متفاقمة.