رغم الارتفاعات العالمية للأونصة.. لماذا تنخفض أسعار الذهب في مصر؟ توقعات مثيرة للشهور المقبلة

في الوقت الذي يقف فيه العالم على أعتاب أزمة اقتصادية جديدة، وتواصل فيه أسعار الذهب عالميًا تسجيل أرقام قياسية، يثير السوق المصري حيرة المستهلكين والمستثمرين مع موجة تراجع غير متوقعة في أسعار المعدن الأصفر. فما الأسباب وراء هذا التراجع؟ وهل هي فرصة للشراء أم بداية لمزيد من الانخفاضات؟

مفارقة بين الأسعار العالمية والمحلية

قفزت الأونصة عالميًا فوق حاجز 3400 دولار، مدعومة بمخاوف التضخم وضعف الدولار الأمريكي، فيما سجلت أسعار الذهب في مصر انخفاضًا ملحوظًا. تراجع جرام الذهب عيار 21 إلى حدود 4710 جنيهات بانخفاض يزيد على 25 جنيهًا عن بداية الأسبوع، في حين هبط عيار 24 إلى 5383 جنيهًا، ما شكل مفاجأة كبيرة للكثيرين.

لماذا تنخفض أسعار الذهب في مصر رغم الصعود العالمي؟

أرجع خبراء الاقتصاد هذا التراجع إلى عدة عوامل، أبرزها:

ضعف الطلب المحلي: حالة الترقب لدى المستهلكين دفعتهم لتأجيل الشراء على أمل مزيد من الانخفاض، ما أدى إلى تراجع حركة البيع والشراء.

استقرار الجنيه أمام الدولار: ساهم استقرار نسبي في سعر صرف الجنيه في تهدئة أسعار الذهب بعد فترة من القفزات القوية.

زيادة الصادرات: قام التجار بتصدير كميات كبيرة من الذهب للاستفادة من الأسعار العالمية المرتفعة، ما أدى إلى زيادة المعروض المحلي وتراجع الأسعار.

تأثير التوقعات العالمية على السوق المصري

في الأسواق العالمية، تتوقع كبرى البنوك مثل HSBC وCiti أن يشهد الذهب تصحيحًا سعريًا خلال الشهور المقبلة، ربما ينخفض فيه إلى مستويات تتراوح بين 2800 و3000 دولار للأونصة مع تحسن شهية المخاطرة لدى المستثمرين.

في المقابل، يرى خبراء محليون أن تأثير هذه التغيرات على السوق المصري سيتوقف على عاملين رئيسيين:

سعر الدولار أمام الجنيه: أي تغير في سعر الصرف سينعكس مباشرة على أسعار الذهب.

حركة الطلب الداخلي: بداية موسم الأعراس والمناسبات في الخريف قد تدعم انتعاشًا تدريجيًا للأسعار محليًا.

هل تنخفض أسعار الذهب أكثر في مصر؟

السيناريو الأقرب حتى الآن، وفق محللين، هو استمرار تراجع أسعار الذهب على المدى القصير في ظل ضعف الطلب واستقرار العملة. لكن مع دخول موسم الشتاء، قد يتغير الوضع تمامًا مع عودة الإقبال على شراء المشغولات الذهبية، ما سيدفع الأسعار للارتفاع تدريجيًا.

الوقت المناسب للشراء.. نصيحة الخبراء

ينصح الخبراء المستهلكين الراغبين في الشراء باغتنام الفرصة الحالية، خاصة مع بقاء الأسعار عند مستويات منخفضة نسبيًا مقارنة بالفترة الماضية. أما المستثمرون، فينصح لهم بمراقبة تحركات السوق العالمي وسعر الصرف قبل ضخ استثمارات جديدة، لتفادي أي خسائر محتملة حال تراجع الأسعار عالميًا.

ماذا ينتظر السوق المصري في الأشهر القادمة؟

إذا استقر الجنيه أمام الدولار: قد نشهد ثباتًا أو مزيدًا من التراجع الطفيف في أسعار الذهب.

في حال ارتفعت الأونصة عالميًا مجددًا: سينعكس ذلك سريعًا على الأسعار المحلية، خاصة مع دخول موسم الأعراس وزيادة الطلب.

عند حدوث تقلبات سياسية أو اقتصادية عالمية: قد يصبح الذهب الملاذ الآمن الأول، ما يدفعه للصعود عالميًا ومحليًا.

تشهد أسعار الذهب في مصر حالة استثنائية من التراجع رغم القفزات التاريخية عالميًا، ما يعكس تأثير العوامل المحلية مثل ضعف الطلب واستقرار الجنيه. ومع ترقب الأسواق العالمية لقرارات البنوك المركزية والتحولات الاقتصادية المقبلة، يبقى السؤال الأهم: هل يستمر الهبوط أم أننا على أعتاب موجة صعود جديدة تعيد المعدن الأصفر إلى الواجهة بقوة؟

زر الذهاب إلى الأعلى