رغم العقوبات.. روسيا تستهدف إنتاج 1000 دبابة T-90M سنويًا بسبب أوكرانيا

تواصل روسيا تعزيز قدراتها البرية عبر تسريع وتيرة إنتاج دبابة  T-90M Proryv، التي تُعدّ النسخة الأحدث والأكثر فتكًا من سلسلة دبابات T-90، وذلك في وقت تواجه فيه موسكو حصارًا صناعيًا وتقنيًا غير مسبوق من الغرب.

روسيا تُسرّع إنتاج دبابة T-90M بسبب أوكرانيا

شركة “أورال فاغون زافود”، المملوكة للدولة، دخلت في دورة إنتاج مستمرة على مدار 24 ساعة، بهدف الوصول إلى إنتاج سنوي قد يتجاوز 1000 دبابة بحلول عام 2028، بحسب تقرير صادر عن فريق “استخبارات الصراعات” (CIT).

ويُظهر التقرير تضاعف الإنتاج ثلاث مرات مقارنة بمستويات ما قبل الحرب في أوكرانيا، والتي فقدت فيها موسكو مئات من دباباتها.

T-90M .. تصميم قتالي مكثف وتكنولوجيا هجينة

تتميّز T-90M بتصميمها المعدل وبرجها المدرّع متعدد الطبقات، المزود بدروع تفاعلية من نوع Relikt ERA، بالإضافة إلى محرك ديزل قوي بقوة 1130 حصانًا، وأنظمة متقدمة للوعي الظرفي والتحكم النيراني.

ورغم القيود التكنولوجية الغربية، احتفظت الدبابة بمنظار التصويب المتطور Sosna-U، وتُعد حاليًا المنصة القتالية الأكثر تطورًا في الإنتاج الروسي، متفوقة على طرازات T-72 وT-80 من حيث الكفاءة وسهولة الصيانة.

توسّع إنتاجي رغم الضغط: من 66 دبابة إلى 300 سنويًا

بدأ الإنتاج الكامل لطراز T-90M عام 2020، وتسلّمت القوات الروسية أولى الدفعات تزامنًا مع غزو أوكرانيا. وتُظهر الأرقام الرسمية قفزة في الإنتاج ففي عام 2022 تم إنتاج نحو 70 دبابة، وفي عام 2023 تم إنتاج بين 140 و180 وحدة، والعام الماضي 2024 تم الوصول إلى 300 دبابة سنوياً.

ترافق هذا مع توقيع عقود لتسليم ما لا يقل عن 160 دبابة جديدة ومحدّثة بين عامي 2020 و2021، والاتجاه اليوم نحو بناء وحدات جديدة كليًا في ظل نفاد مخزونات T-90A.

العودة إلى “عقيدة الكتلة”: الحل الروسي أمام الاستنزاف

يعكس هذا الاتجاه التصنيعي إحياءً للعقيدة السوفييتية في الحرب الباردة، القائمة على التفوق العددي والكتلة الهجومية، بدلاً من الرهان على أنظمة فائقة التعقيد مثل “أرماتا”.

فبينما تتمتع دبابات الناتو مثل أبرامز M1A2 وليوبارد 2A6 بدروع أقوى، فإن T-90M تعوّض ذلك بالبساطة في التشغيل، وسرعة الإصلاح، والقدرة على الإنتاج الكمي.

تحدي لأوكرانيا والناتو: هل يُغيّر توازن القوى؟

تواجه أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي معضلة حقيقية؛ إذ بينما تباطأت عمليات تسليم الدبابات الغربية، بدأت روسيا تعيد بناء قوتها المدرعة بأيديها.

وإذا ما تراجعت معدلات خسائرها الميدانية، فقد تنجح موسكو في تثبيت قوات مدرعة قوية خلال السنوات المقبلة، على الرغم من العقوبات القاسية.

نظرة استراتيجية: سباق مدرعات يعود من جديد

في ظل تشغيل خطوط إنتاج إضافية وعطاءات لتوسعة البنية الصناعية، تؤكد موسكو التزامها بالحفاظ على ترسانة مدرعة قوية حتى عام 2030 على الأقل. ويطرح هذا التحوّل أسئلة استراتيجية للناتو: هل حان وقت إعادة التفكير في الجاهزية البرية والردع المدرع؟

رسالة عسكرية وسياسية

تسريع إنتاج T-90M لا يُعدّ مجرد خطوة صناعية، بل رسالة عسكرية وسياسية تؤكد أن روسيا ترى في “الحرب الطويلة” سيناريوً واقعيًا، وأن ساحة المعركة البرية ستظل عنصرًا حاسمًا في توازن القوى العالمي خلال العقد المقبل.

اقرأ أيضاً.. القواعد العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط تحت مرمى النيران الإيرانية.. الخليج على فوهة بركان

زر الذهاب إلى الأعلى