رغم تعهد الجولاني بالسلام.. إسرائيل تطلق 61 صاروخًا خلال 5 ساعات على سوريا
القاهرة (خاص عن مصر)- كثفت إسرائيل غاراتها الجوية في سوريا، مستهدفة المواقع والبنية التحتية العسكرية، حتى مع تصريح أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، بأن مجموعته لا تسعى إلى الصراع مع إسرائيل.
ووفقا لتقرير الجارديان، أكد الجولاني على تركيز سوريا على إعادة البناء بعد سنوات من الحرب، وحث على إيجاد حلول دبلوماسية لضمان الاستقرار.
تأتي الضربات في أعقاب إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن القوات ستظل متمركزة على جبل الشيخ طوال فصل الشتاء.
برر كاتس الانتشار، مشيرًا إلى الأهمية الأمنية الاستراتيجية للسيطرة على المنطقة العازلة في مرتفعات الجولان، التي استولت عليها إسرائيل الأسبوع الماضي.
موقف الجولاني من الصراع
رفض الجولاني، المعروف أيضًا باسم أحمد الشرع، تصرفات إسرائيل باعتبارها استفزازات غير مبررة، قائلاً: “أصبحت الحجج الإسرائيلية ضعيفة ولم تعد تبرر انتهاكاتها الأخيرة… إن حالة سوريا المرهقة من الحرب لا تسمح بمواجهات جديدة”.
وأكد الجولاني أن أولوية سوريا تكمن في إعادة الإعمار والاستقرار، وليس في تصعيد النزاعات التي قد تؤدي إلى المزيد من الدمار.
اقرأ أيضًا: أخبار حرب أوكرانيا.. كوريا الشمالية تشارك بقوة وكييف تضرب منشآت نفطية روسية
حملة غارات جوية واسعة النطاق
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا أن إسرائيل أطلقت 61 صاروخًا في أقل من خمس ساعات مساء السبت. واستهدفت الضربات مقرات عسكرية سورية ورادارات ومخابئ أسلحة ومرافق مرتبطة ببرامج أسلحة نظام الأسد.
ومن الجدير بالذكر أن حملة القصف الإسرائيلية دمرت أيضًا القوة البحرية السورية الصغيرة في ميناء اللاذقية وألحقت أضرارًا بالغة بالبنية التحتية للقوات الجوية السورية. وقد فوجئ المحللون بحجم العملية، التي أفادت التقارير أنها فككت 70% من القدرات العسكرية السورية.
ردود الفعل والمخاوف الدولية
لقد أثار التصعيد قلق الدبلوماسيين والمسؤولين الدوليين، حيث حثت الأمم المتحدة والعديد من الدول الأوروبية إسرائيل على الانسحاب من المنطقة العازلة منزوعة السلاح. وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش انتهاكات سيادة سوريا وسلامة أراضيها.
وتزعم إسرائيل أن اتفاقية فك الارتباط لعام 1974، التي أنشأت المنطقة العازلة، أصبحت باطلة بعد انهيار نظام الأسد. ودافع رئيس أركان إسرائيل هيرتسي هاليفي عن العمليات، مؤكدًا: “نحن نتدخل بشكل لا لبس فيه فقط فيما يحدد أمن المواطنين الإسرائيليين … لن تستقر عناصر الإرهاب المتطرفة بالقرب من الحدود معنا”.
الجهود الدبلوماسية الأمريكية في المنطقة
وسط تصاعد العنف، اختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن محادثات إقليمية في الأردن وتركيا والعراق، بهدف التوصل إلى إجماع بشأن مستقبل سوريا بعد الأسد.
وفي معرض تسليط الضوء على التداعيات الأوسع للأزمة السورية، قال بلينكن: “نحن نعلم أن ما يحدث داخل سوريا يمكن أن يكون له عواقب قوية تتجاوز حدودها، من النزوح الجماعي إلى الإرهاب”.
وأقر بلينكن أيضًا باتصالات الولايات المتحدة مع هيئة تحرير الشام، مما يشير إلى الجهود المبذولة لإشراك المجموعة في الحكم والسلوك خلال المرحلة الانتقالية في سوريا.
الدمار وعدم اليقين
مع استمرار الحملة العسكرية الإسرائيلية، تظل الأسئلة قائمة حول التداعيات الجيوسياسية الأوسع. وفي حين يسعى الجولاني ومجموعته إلى السلام وإعادة الإعمار، فإن حجم الدمار الناجم عن الغارات الجوية الإسرائيلية يثير مخاوف من عدم الاستقرار المطول وتصاعد التوترات الإقليمية.