رغم كل التحذيرات.. الزراعة تكشف عن 8 أسباب تدفعنا لتناول السكر بكثرة

يعتبر السكر من السلع الرئيسية في حياة المصريين، حيث إنه من المواد التي تستخدم بكثرة في حياتنا اليومية، وبالتالي يتم شراؤه بصورة مكثفة من قبل المواطنين.

وخلال العام الحالي سيصل الإنتاج المصري من السلعة إلى أكثر من 3 ملايين طن ما يعني تحقيق الاكتفاء الذاتي من السلعة.

استهلاك السكر يتحول إلى إدمان

من جانبها أكدت الدكتورة دعاء بدوى الباحثة بقسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية في معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية، أن حبنا للسلعة ليس مجرد تفضيل مكتسب، بل هو مزيج معقد من البيولوجيا التطورية، وحاسة التذوق لدينا، وآليات المكافأة القوية في الدماغ، والتي قد تتطور لدى البعض إلى ما يشبه الإدمان.

اقرأ أيضًا: محصول الذهب.. كيف تحصل على أعلى إنتاجية من السمسم؟

وأضافت أنه عبر تاريخ البشرية الطويل، كانت مصادر الغذاء وفيرة الطاقة نادرة نسبيًا، وكانت الأطعمة الحلوة غالبًا ما تشير إلى مصادر غنية بالكربوهيدرات، وهي وقود أساسي لأجسامنا، خاصة الدماغ والعضلات، لذلك تطورت لدينا رغبة فطرية في تذوق السلعة والسعي إليه لضمان الحصول على سعرات حرارية كافية للبقاء على قيد الحياة.

أسباب تناول السكر بكثرة

وأشارت إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى حب تناول السلعة بصورة كبيرة ومن بينها:

– الحلاوة غالبًا ما ترتبط بالأطعمة غير السامة في الطبيعة، مثل الفواكه الناضجة، في المقابل، الطعم المر غالبًا ما يشير إلى وجود سموم.

– لدينا مستقبلات تذوق خاصة في الفم واللسان تستجيب لجزيئات السكر، وعندما يرتبط السكر بهذه المستقبلات، ترسل إشارات عصبية إلى مناطق معينة في الدماغ مسؤولة عن إدراك الطعم، كما أن هذه المستقبلات حساسة جدًا ويمكنها اكتشاف حتى كميات صغيرة من السكر، مما يجعلنا نفضل الأطعمة الحلوة.

– تناول السلعة يحفز إطلاق الدوبامين، وهو ناقل عصبي يلعب دورًا رئيسيًا في نظام المكافأة في الدماغ، وهو نفس النظام الذي ينشط عند تناول المخدرات أو ممارسة سلوكيات ممتعة أخرى، وكذلك الإطلاق للدوبامين يخلق شعورًا بالمتعة والرضا، مما يجعلنا نرغب في تكرار التجربة.

اقرأ أيضًا: هل تزداد معدلات تصدير التين الشوكي في مصر؟ 8 شروط تضمن النجاح

– تشير بعض الأبحاث إلى أن السلعة يمكن أن ينتج تأثيرات في الدماغ مشابهة لتلك التي تحدثها المخدرات، مثل الرغبة الشديدة، وفقدان السيطرة على الكمية المتناولة، وحتى أعراض الانسحاب عند التوقف عن تناوله.

– مع الاستهلاك المنتظم لكميات كبيرة من السلعة، قد يتكيف الدماغ ويقل عدد مستقبلات الدوبامين أو تقل حساسيتها، وهذا يعني أننا قد نحتاج إلى كميات أكبر من السكر للحصول على نفس الشعور بالمتعة، وهي آلية مماثلة لما يحدث في الإدمان.

– تاريخيًا، كانت الأطعمة الحلوة غالبًا ما تكون غنية بالسعرات الحرارية، وهو أمر مرغوب فيه عندما كانت مصادر الغذاء شحيحة.
– يمكن أن يؤدي تناول السكر إلى إطلاق السيروتونين، وهو ناقل عصبي آخر مرتبط بالشعور بالسعادة والرفاهية، على المدى القصير.

ومع ذلك، فإن هذا التأثير غالبًا ما يتبعه انخفاض في مستويات السكر في الدم وتقلبات مزاجية، هذا التقلبات يمكن أن تجعلنا نشعر بالحاجة إلى تناول المزيد من السكر لتحسين حالتنا المزاجية، مما يؤدي إلى دورة من الإفراط في التناول.

– تدرك شركات الأغذية هذه الآليات البيولوجية والنفسية وتقوم بصياغة المنتجات بكميات كبيرة من السكر والدهون والملح لخلق ما يسمى بالأطعمة “المستساغة جدًا” التي تثير الرغبة الشديدة.

هذه الأطعمة مصممة لتكون لذيذة جدًا، مما يجعل من الصعب مقاومة الرغبة في تناولها. هذا يمكن أن يؤدي إلى زيادة استهلاك السكر، مما يزيد من مخاطر المشاكل الصحية.

زر الذهاب إلى الأعلى