رفع العقوبات وقمة تاريخية مع الشرع.. كيف استفادت سوريا من زيارة ترامب للسعودية؟

تحدثت تقارير عن مكاسب حققتها سوريا من زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحالية للسعودية أبرزها رفع العقوبات الأمريكية بجانب موافقة ترامب على لقاء الرئيس الشرع.
وكشفت تقارير إن الرئيس دونالد ترامب، سيلتقي غدا الأربعاء، في المملكة العربية السعودية الرئيس السوري الإنتقالي، أحمد الشرع، الذي قاد العام الماضي الإطاحة بالرئيس السابق بشار الأسد ونظامه.
وبذلك، يصبح الشرع أول رئيس سوري يلتقي رئيساً أمريكياً منذ لقاء الرئيس الأسبق حافظ الأسد ببيل كلينتون في جنيف عام 2000.
ترامب يعلن رفع العقوبات عن سوريا
كما أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عزمه رفع العقوبات عن سوريا، لمنحها فرصة لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار، مشيراً إلى أن إدارته اتخذت الخطوة الأولى لتطبيع العلاقات مع سوريا.
وفي تصريحات أثناء كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي، قال ترامب إن سوريا “عانت من بؤس شديد وموت كبير ومن حروب لفترة طويلة وعمليات قتل امتدت لسنوات، ونأمل أن تنجح الإدارة الحالية في إحلال الاستقرار والحفاظ على السلام في سوريا”.
التطبيع بين أمريكا وسوريا
وذكر ترامب أن إدارته اتخذت الخطوة الأولى نحو تطبيع العلاقات بين الولايات المتحدة وسوريا للمرة الأولى منذ أكثر من عقد من الزمن، مضيفاً أنه يسعدني أن أعلن أن وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، سيلتقي نظيره السوري، أسعد الشيباني، في تركيا، في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وأضاف أنه “الأهم من ذلك، وبعد مناقشة الوضع في سوريا مع ولي العهد (محمد بن سلمان)، وكذلك مع الرئيس التركي، (رجب طيب) أردوغان، الذي اتصل وطلب مني أمراً مشابهاً، من بين آخرين، وأصدقاء لي، أشخاص أكن لهم احتراماً كبيراً في الشرق الأوسط، سآمر برفع العقوبات عن سوريا لمنحها فرصة لتحقيق مزيد من التقدم والازدهار”.
ترامب يتحدث عن ضرورة منح سوريا فرصة
واعتبر ترامب أن “هذه العقوبات أدت فعلاً مهمةً أساسيةً، لكن الأوان قد آن كي نعطي سوريا الفرصة، والاستناد إلى ما أستمع إليه من أخبار، وأتمنى لها حظاً طيباً، وآمل أن تكون النتيجة طيبة وممتازة”.
وأشار الرئيس الأمريكي إلى أن إدارته “تسعى للانخراط السلمي ومد يد الصداقة للعالم أجمع، وعلى العالم انتهاز الفرصة والتركيز على المصالح التي توحدنا، لأن الأمن والسلام يؤديان إلى ازدهار ملايين الناس”.
ماذا يعني رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا؟
وفق مراقبون فإن إعلان الرئيس ترتمب عن عزمه رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا يحمل دلالات سياسية واقتصادية بالغة الأهمية، ويُتوقع أن يُحدث أثراً مباشراً على الاقتصاد السوري المتعثر، الذي عانى لسنوات من شلل شبه كامل في القطاعات المصرفية والتجارية والطاقة بسبب العقوبات الغربية، وعلى رأسها “قانون قيصر”.
من الناحية الاقتصادية، قد يُمهّد رفع العقوبات لعودة التحويلات المالية، وفتح قنوات التمويل الخارجي، وتسهيل دخول الاستثمارات الأجنبية، خصوصاً من الشركات الأمريكية والخليجية التي كانت مترددة في التعامل مع سوريا بسبب القيود القانونية.
كما يمكن أن يؤدي ذلك إلى استقرار سعر صرف الليرة السورية، وتحسين القدرة الشرائية للمواطنين، وتخفيف الضغط على الأسواق المحلية التي تعاني من نقص حاد في السلع الأساسية وارتفاع جنوني في الأسعار.
أما داخلياً، فإن تخفيف العقوبات قد يمنح الحكومة السورية أدوات جديدة لتوسيع قاعدتها الشعبية، عبر تحسين الرواتب، وتوفير الخدمات الأساسية، ودعم البنية التحتية المدمرة، في وقت تتطلع فيه دمشق إلى طيّ صفحة الحرب والبدء بإعادة الإعمار.
رفع العقوبات عن سوريا خطوة رمزية قوية
لكن في المقابل، يرى محللون أن رفع العقوبات لن يكون عصا سحرية، بل يحتاج إلى إصلاحات هيكلية حقيقية داخل النظام الاقتصادي السوري، وضمانات دولية لحماية الاستثمارات، وبيئة سياسية أكثر انفتاحاً.
ومع ذلك، فإن مجرد إعلان النية الأمريكية بالانفتاح يُعد خطوة رمزية قوية تعيد إدخال سوريا في الحسابات الإقليمية والدولية، وتمنحها هامش مناورة سياسياً واقتصادياً بعد سنوات من العزلة.
رفع العقوبات تحول إستراتيجي في العلاقة بين أمريكا وسوريا
وفي سياق متصل، كشفت شبكة “فوكس نيوز” أن جولة الرئيس ترامب في الشرق الأوسط قد تحمل معها تحولاً استراتيجياً في العلاقة بين واشنطن ودمشق، حيث تبرز سوريا كفرصة محتملة لإعادة تشكيل النفوذ الأميركي في المنطقة.
ووفقاً للشبكة، يُطرح اسم الشرع كشريك غير متوقع لترامب في مساعٍ دبلوماسية قد تمنحه انتصاراً سياسياً مهماً.
ونقلت الشبكة عن مصادر أن الشرع يرى في ترامب الزعيم القادر على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، في حين أبدى ترمب انفتاحه على فكرة رفع العقوبات عن سوريا وتجديد العلاقات الثنائية.
دمشق تسعي لتعاون استخباراتي واقتصادي مع واشنطن
من جهتها، أكدت مصادر في الخارجية السورية أن دمشق تسعى لعلاقة استراتيجية مع واشنطن تقوم على المصالح المشتركة، وتشمل تعاوناً استخبارياً واقتصادياً واسع النطاق، إلى جانب تسهيلات محتملة لدخول الشركات الأميركية إلى السوق السوري.
كما تحدثت تقارير عن جهود تُبذل لعقد لقاء بين ترامب والشرع خلال زيارته إلى الخليج هذا الأسبوع، في خطوة وُصفت بأنها قد تعيد سوريا إلى الساحة الدولية بعد أكثر من 14 عاماً من العزلة والحرب.
اقرأ أيضا
بعد تلميحات ترامب.. هل اقتربت سوريا من عبور أزمة العقوبات؟