روسيا تستخدم تكنيكًا من الحرب العالمية الثانية في أوكرانيا.. ماذا فعلت؟

فعّلت القوات المسلحة الروسية وسيلة دعم لوجستي تقليدية لكن فعالة، عبر نشر قطارات مدرعة لتأمين الإمدادات إلى وحداتها المنتشرة في الخطوط الأمامية بمنطقة دونباس، في ظل استمرار المواجهات العسكرية العنيفة مع الجيش الأوكراني والداعمين الغربيين له.
وتداولت وسائل الإعلام الروسية صورًا ومقاطع من المناورات العسكرية التي تضمنت استخدام قطار “ينيسي” المدرع، ضمن تمرين عسكري بعنوان “تنسيق القتال”، بإشراف مركز قيادة المجموعة القتالية الروسية.
روسيا تستخدم تكنيك الحرب العالمية الثانية أمام أوكرانيا
ويؤدي قطار روسيا دورًا مزدوجًا بين إعادة الإمداد اللوجستي، وتنفيذ مهام الاستطلاع ومساعدة الفرق الهندسية في إصلاح خطوط السكك الحديدية المتضررة بفعل المعارك.
تكنيك الحرب العالمية الثانية.. سلاح لوجستي ودفاعي متنقل
لا تقتصر مهمة القطارات المدرعة الروسية على نقل الإمدادات فقط، بل تتمتع أيضًا بقدرات دفاعية مدمجة، حيث تم تزويدها بمدافع مضادة للطائرات من طراز ZU-23-2، إلى جانب قواعد لمدافع رشاشة ثقيلة متعددة الاستخدامات، ما يجعلها قادرة على الدفاع عن نفسها أثناء الحركة.
ويرى مراقبون أن إعادة تفعيل هذا النوع من الدعم اللوجستي يعكس رؤية روسية مختلفة عن العقيدة الغربية في إدارة الإمدادات العسكرية، إذ تعتمد الجيوش الغربية غالبًا على النقل البحري، الجوي، والإسقاط عبر المروحيات، خاصة في ساحات القتال البعيدة.

أهمية السكك الحديدية في العقيدة العسكرية الروسية
تُعد خطوط السكك الحديدية في شرق أوكرانيا متكاملة منذ الحقبة السوفيتية مع الشبكات الروسية، ما يُسهل عمليات النقل والدعم، خاصة في مناطق كانت تعتبر داخل الحدود السوفيتية سابقًا.
وبهذا السياق، تستفيد موسكو من بنيتها التحتية القديمة لتأمين دعم فعال لقواتها في ساحة القتال الحالية.
وتراقب دول كبرى مثل الصين والهند والكوريتين هذه التجربة الروسية عن كثب، خصوصًا أن لديها بنى تحتية مشابهة، وقد تجد في “النموذج الروسي” دليلًا لوجستيًا قابلًا للتطبيق في صراعات محتملة مستقبلًا.
من الحرب العالمية إلى معارك اليوم
تستند موسكو في استخدامها المكثف للسكك الحديدية إلى تجارب سابقة، أبرزها خلال الحرب العالمية الثانية، حين نقلت أطنانًا من العتاد والجنود من الشرق الأقصى إلى الجبهات الغربية للتصدي للغزو النازي عام 1941.
ويُعاد اليوم تكرار ذلك النمط، في ظل تزايد اعتماد موسكو أيضًا على إمدادات عسكرية من دول مثل كوريا الشمالية، تنقل عبر السكك الحديدية إلى مناطق التجهيز أو مباشرة إلى الوحدات القتالية.
ويبدو أن روسيا تراهن على هذا النوع من الإمداد المتواصل عبر “قطارات مدرعة” لمواجهة حرب استنزاف طويلة الأمد، قد تُعيد إحياء مفاهيم استراتيجية نادرة الاستخدام في الحروب الحديثة.
اقرأ أيضًا.. لماذا لم تمتلك إيران نظام S-400 الروسي رغم تصاعد التهديدات الجوية من إسرائيل؟