روسيا تشن أكبر هجمات بطائرات بدون طيار.. ليلة دمار بالعاصمة الأوكرانية

خلفت واحدة من أكبر الهجمات بطائرات بدون طيار، التي شنتها روسيا دمارا في العاصمة الأوكرانية، حيث كان الأعنف منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية قبل أكثر من ثلاث سنوات.
وفقا لتقرير نشرته صحيفة الجارديان، شنت روسيا وابلًا هائلًا من الطائرات المسيرة والصواريخ على العاصمة الأوكرانية صباح اليوم السبت.
وأفادت السلطات الأوكرانية بأن 14 صاروخًا باليستيًا و250 طائرة مسيرة استهدفت المدينة في موجات متوالية طوال الليل، مما أسفر عن إصابة 15 شخصًا على الأقل وأضرار واسعة النطاق في الممتلكات.
بحسب التقارير، تمكنت الدفاعات الجوية من اعتراض ستة صواريخ ومعظم الطائرات المسيرة القادمة، لكن الحطام والقنابل التي لم تُعيقها الرياح ضربت ست مناطق، مخلفةً أعمدة من الدخان ودمارا في العاصمة الأوكرانية.
الحرب الروسية الأوكرانية.. ضرر المناطق المدنية بشدة مع بحث السكان عن مأوى
كانت منطقة أوبولون من بين المناطق الأكثر تضررًا، حيث تضرر مبنى سكني بشدة وأصيب خمسة أشخاص على الأقل، واضطر العديد من مواطني كييف إلى اللجوء إلى محطات المترو مع استمرار الإنذارات بالغارات الجوية لأكثر من سبع ساعات
وأعربت تشيروخا، وهي مقيمة تبلغ من العمر 64 عامًا، وتقف خارج شقتها المتضررة جراء القصف، عن ألمها قائلةً: “أتمنى لو وافقوا على وقف إطلاق النار، لماذا يقصفون أناسًا كهذا…”.
أكد سكان آخرون رأيها، مشيرين إلى أن منازلهم أصبحت غير صالحة للسكن، إذ لم تُظهر حملة القصف الجوي الروسية أي بوادر تراجع.
هجومٌ عقب عملية تبادل أسرى كبرى
جاء الهجوم بعد ساعاتٍ فقط من إتمام روسيا وأوكرانيا المرحلة الأولى من عملية تبادل أسرى كبرى، حيث أُطلق سراح مئات الجنود والمدنيين من كلا الجانبين.
يُعتبر الاتفاق، الذي تم التوصل إليه في إسطنبول، خطوةً تمهيديةً نحو وقف إطلاق نار دائم. يوم الجمعة، عاد 390 سجينًا أوكرانيًا إلى ديارهم، مع توقع إطلاق سراح المزيد خلال عطلة نهاية الأسبوع.
على الرغم من الاختراق الرمزي لتبادل الأسرى، لا تزال آفاق السلام الشامل غير مؤكدة، وأقرّ المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، يوم الجمعة، بأن مكان انعقاد الجولة التالية من المحادثات لم يُحدَّد بعد.
وتعهد وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، بتقديم مسودة اقتراح هدنة إلى أوكرانيا فور انتهاء عملية إطلاق سراح السجناء.
أقرا أيضا.. ألمانيا تعرض على جامعة هارفارد حرمًا جامعيًا للمنفى بعد تصعيد ترامب
تصاعد التوترات وتبادل الاتهامات
جاءت الضربة الأخيرة على كييف في أعقاب عدة أيام من هجمات الطائرات الأوكرانية المسيرة على الأراضي الروسية، بما في ذلك موسكو نفسها، تعهد لافروف بأن روسيا سترد بقوة، مما يؤكد هشاشة مفاوضات وقف إطلاق النار الحالية.
استنكر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الهجوم الأخير ووصفه بأنه محاولة من موسكو لتقويض عملية السلام، قائلاً على قناة X: “مع كل هجوم من هذا القبيل، يزداد يقين العالم بأن سبب إطالة أمد الحرب يكمن في موسكو، ولقد اقترحت أوكرانيا وقف إطلاق النار مرات عديدة… وقد تم تجاهل كل ذلك”.
الحرب الروسية الأوكرانية.. تزايد الضغط الدولي لوقف إطلاق النار
تكثفت الدعوات العالمية لإنهاء الصراع في الأشهر الأخيرة. وقد جعل الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من حل الحرب هدفًا رئيسيًا في سياسته الخارجية، وحثّ كلًا من كييف وموسكو على استئناف المحادثات. اتهم القادة الأوروبيون الكرملين بتأخير المفاوضات سعياً وراء مكاسب إقليمية إضافية في أوكرانيا.
في الوقت الحالي، يُمثل الهجوم المدمر على كييف تذكيراً صارخاً بالخسائر البشرية التي لحقت بالحرب وهشاشة الجهود الدبلوماسية الجارية. وبينما يتبادل الجانبان الاتهامات ويستمران في تبادل الضربات، لا تزال آمال السلام الدائم مُحاطة بالعنف وانعدام الثقة المتبادل.