روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا.. الناتو في مرمي النيران

قالت كييف، اليوم الخميس، إن روسيا أطلقت صاروخا باليستيا عابرا للقارات على أوكرانيا للمرة الأولى في تاريخها، في حين حذَّرت موسكو من أن قاعدة دفاع صاروخي أمريكية في بولندا كانتْ على قائمة أهدافها “للتدمير المحتَمل”، وفقًا لما نشرته صحيفة صنداي تايمز.

يُمثِّل استخدام روسيا لصاروخ باليستي عابر للقارات في أوكرانيا تصعيدًا خطيرُا في الصراع الجاري، ويسلط هذا التطور الضوء على المواجهة المتزايدة بين روسيا والغرب، والتي تغذيها نشر أوكرانيا لصواريخ غربية بعيدة المدى في الأراضي الروسية.

صواريخ باليستية عابرة للقارات تضرب وسط أوكرانيا

أعلنت القوات الجوية الأوكرانية يوم الخميس أن صاروخًا باليستيًا عابرًا للقارات استهدف البنية التحتية الحيوية في دنيبرو، وسط أوكرانيا، إلى جانب سبعة صواريخ كروز من طراز Kh-101.

وبينما لا يزال مدى الضرر غير واضح، فإن الادعاء يؤكد الاستخدام المتزايد لأسلحة حقبة الحرب الباردة. على عكس صواريخ Atacms وStorm Shadow التي يبلغ مداها أقل من 200 ميل، تم تصميم الصواريخ الباليستية العابرة للقارات لقطع آلاف الأميال، وهي قادرة على حمل رؤوس حربية نووية أو تقليدية.

إن الهجوم يعيد إحياء المخاوف من الصراع النووي، وهو الشبح الذي تضاءل إلى حد كبير منذ أواخر الثمانينيات. ورغم أن نوع الصاروخ الذي تم إطلاقه لا يزال مجهولاً، فإن استخدام صاروخ باليستي عابر للقارات في أوكرانيا يعكس بُعداً جديداً من الحرب، يمزج بين استراتيجيات حقبة الحرب الباردة والتوترات الجيوسياسية الحديثة.

اقرأ أيضًا: النهب والتدمير الثقافي.. الحرب على أهم الكنوز الأثرية في العالم بالسودان

تحذير موسكو: الناتو في مرمى النيران

تصاعدت حدة خطاب موسكو ضد الناتو عندما أشارت ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، إلى قاعدة الدفاع الصاروخي “إيجيس آشور” التي تم افتتاحها مؤخراً في شمال بولندا. ووصفتها بأنها “هدف أولوي للتدمير المحتمل”، وانتقدت زاخاروفا المنشأة باعتبارها تهديداً للردع النووي الروسي.

تؤكد الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أن نظام إيجيس دفاعي، ومصمم لاعتراض الصواريخ قصيرة ومتوسطة المدى، في المقام الأول من الدول المارقة مثل إيران. ومع ذلك، تزعم موسكو أن المنشأة يمكن تكييفها بسرعة للهجمات النووية، مما يزيد من عداء روسيا لمنشآت حلف شمال الأطلسي في جميع أنحاء أوروبا.

اقرأ أيضًا: النهب والتدمير الثقافي.. الحرب على أهم الكنوز الأثرية في العالم بالسودان

أوكرانيا تضرب في عمق روسيا

ردًا على العدوان الروسي، نشرت أوكرانيا صواريخ ستورم شادو البريطانية وصواريخ أتاكمس الأمريكية في الأراضي الروسية.

يوم الأربعاء، ضرب 12 صاروخًا من طراز ستورم شادو منطقة كورسك، واستهدفت، وفقًا للتقارير، مركز قيادة تحت الأرض يديره ضباط روس وكوريون شماليون. انتشرت صور لشظايا صاروخية تحمل علامة “ستورم شادو” على وسائل التواصل الاجتماعي الروسية، مما أكد الهجمات.

وأكدت الحكومة البريطانية بشكل غير مباشر الضربات، بينما أكد وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف على قدرة أوكرانيا على الرد بحسم.

تأتي هذه الإجراءات بعد أشهر من تردد الولايات المتحدة في الموافقة على استخدام صواريخ أتاكمس خوفًا من التصعيد. ومع ذلك، ورد أن تحالف كوريا الشمالية مع روسيا ونشرها لقوات في أوكرانيا أثر على قرار الرئيس بايدن بالموافقة على الأسلحة.

القوات الكورية الشمالية: متغير جديد

يشير نشر روسيا لحوالي 10000 جندي كوري شمالي في أوكرانيا إلى شراكة أعمق بين موسكو وبيونج يانج. في وقت سابق من هذا العام، وقعت كوريا الشمالية، التي تمتلك أحد أكبر الجيوش النظامية في العالم، تحالفًا استراتيجيًا مع روسيا.

حذرت الاستخبارات الأوكرانية من أن ما يصل إلى 100 ألف جندي كوري شمالي قد يعزز الجهود الروسية لاستعادة الأراضي في منطقة كورسك.

يثير هذا التطور تساؤلات حول التدويل الأوسع للصراع في أوكرانيا، مع تحول التحالفات ولعب الجهات الفاعلة غير الأوروبية مثل كوريا الشمالية أدوارًا بارزة بشكل متزايد.

العقيدة النووية والاحتياطات الأمريكية

ردًا على هجمات أوكرانيا، ورد أن الرئيس بوتن قام بتحديث العقيدة النووية الروسية، وخفض عتبة الضربات النووية. تأتي هذه الخطوة في أعقاب تحذيرات بوتن المتكررة من أن الضربات الصاروخية الغربية الصنع داخل روسيا قد تؤدي إلى تدخل مباشر من حلف شمال الأطلسي.

وفي الوقت نفسه، أغلقت السفارة الأمريكية في كييف مؤقتًا وسط تحذيرات من غارة جوية روسية واسعة النطاق محتملة. كما أصدرت سفارات أخرى في كييف، بما في ذلك سفارات بريطانيا وإيطاليا وإسبانيا، تعليمات للموظفين بالعمل عن بُعد.

رفضت أوكرانيا هذه التحذيرات باعتبارها عمليات نفسية، لكن التقارير عن تحركات القاذفات الاستراتيجية الروسية تشير إلى الاستعدادات لهجمات مكثفة.

منطقة صراع متنامية

وجد معهد دراسة الحرب أن روسيا استولت على مساحة من الأراضي تزيد ستة أضعاف عام 2024 عن العام السابق، مما يدل على صراع مطول ومتصاعد. إن إضافة الصواريخ الباليستية العابرة للقارات إلى ساحة المعركة ومشاركة جهات خارجية مثل كوريا الشمالية تعمل على تضخيم المخاوف بشأن مسار الحرب.

إن استخدام أوكرانيا للأسلحة الغربية لضرب أعماق روسيا قد أدى إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الحرب بالوكالة والصراع المباشر، مما يشكل تحديًا للمعايير الدولية والدبلوماسية.

زر الذهاب إلى الأعلى