روسيا تطلق “لانسيت XXL”.. ذخائر ذكية بمدى 200 كم تغير قواعد اللعبة

تزعم تقارير من مراقبين روس أن روسيا بدأت في نشر نسخة موسّعة من ذخيرة “لانسيت” المتسكعة، تُعرف باسم “لانسيت XXL”، تتميز بمدى عملياتي يبلغ 200 كيلومتر ورأس حربي يُعادل 20 كيلوجرامًا من مادة  TNT.

قفزة في الذكاء الاصطناعي: نظام جديد لاختيار الأهداف تلقائيًا

وفقًا للتقارير ذاتها، فقد تم تزويد النسخة الجديدة بقدرات ذكاء اصطناعي متقدمة تتيح لها اختيار الأهداف بشكل مستقل دون تدخل مباشر من المُشغّل. هذا التحديث قد يُقلّل من تعرض الطائرة للتشويش الإلكتروني، وهو أمر بالغ الأهمية في ساحات القتال الإلكترونية المُعقّدة مثل أوكرانيا.

من سوريا إلى أوكرانيا: تطور مستمر في قدرات “لانسيت”

منذ الكشف عنها في معرض “الجيش 2019″، أثبتت ذخائر “لانسيت” فعاليتها في ساحات متعددة بدءًا من سوريا وحتى أوكرانيا. النسخة الأبرز حتى اليوم، “لانسيت-3″، تتمتع بمدى يتراوح بين 40 و50 كيلومترًا، ورأس حربي يصل وزنه إلى 5 كيلو جرامات، وقد استُخدمت بكثافة في الحرب الأوكرانية، حيث تُشير تقارير روسية إلى تنفيذ أكثر من 2800 ضربة حتى أوائل عام 2025.

أرقام النجاح: نتائج عمليات “لانسيت-3” في أوكرانيا

بحسب “اعتراف الجيش” الروسي، فإن حوالي 77.7% من تلك الضربات حققت أهدافها، مع 738 إصابة مباشرة و1444 حالة ضرر جزئي.

ورغم غياب التحقق المستقل من هذه الأرقام، فإنها تؤكد اتساع نطاق استخدام هذه الطائرة الهجومية.

اقرأ أيضًا: مصر تدرس أنظمة تسليح جديدة وتتابع دبابات “لوكلير” و”نكستر” الفرنسية

لانسيت  XXL:مضاعفة القدرات التكتيكية والتشغيلية

وفقًا لمصادر روسية، فإن طراز “XXL” الجديد يتجاوز سابقاته بأربعة أضعاف من حيث المدى وقوة الرأس الحربي، مما يمنحه القدرة على استهداف مراكز القيادة والإمداد اللوجستي البعيدة عن خطوط التماس، بما يشكل خطرًا متزايدًا على الخطوط الخلفية للخصم.

نحو التشغيل الآلي الكامل: التجربة المستفادة من “Kub-SM”

تُشير مزاعم إلى اختبار نظام الذكاء الاصطناعي المستخدم في “لانسيت XXL” لأول مرة على الطائرة المسيّرة الروسية  Kub-SM.

في حال تأكدت هذه القدرات، فإنها تمثل نقلة نوعية نحو الاستقلالية التشغيلية الكاملة وتقليل الحاجة للاتصال المستمر بين المشغّل والطائرة، ما يمنحها ميزة في بيئات الحرب الإلكترونية.

تصميم ديناميكي وهندسة هجومية ذكية

تحتفظ “لانسيت” بتصميم فريد مزدوج الجناحين على شكل حرف “X”، ما يُحسن من المناورة والدقة خلال الهجوم. وتصل سرعة انقضاضها إلى 300 كيلومتر في الساعة، بينما تُتيح أنظمة التوجيه الكهروضوئي والبصري للمُشغّل السيطرة على الضربة النهائية بدقة عالية.

تكلفة منخفضة… نتائج ملموسة

أحد أهم مزايا “لانسيت”، حسب تقارير روسية، هو انخفاض تكلفتها مقارنة بالصواريخ الموجهة أو الغارات الجوية. هذا جعل من الممكن نشرها بكثافة في الخطوط الأمامية، حيث أبلغ عن 3247 حادثة تشغيلية حتى 2025، رغم عدم تحقق ثلثيها من نجاح مؤكد.

منصة قابلة للتطوير: بين المنتج 52 و53 والتصدير

شهدت سلسلة “لانسيت” تحديثات متسارعة، من طراز Lancet-3M (المنتج 52) عام 2023، إلى Lancet-53 عام 2024، الذي جاء بأجنحة قابلة للطي ونظام إطلاق أنبوبي سريع الانتشار.

كما تم الكشف عن Lancet-E المخصص للتصدير، بمدى يصل إلى 80 كيلومترًا وكاميرات حرارية للرؤية الليلية.

مقارنة مع الأنظمة الغربية: هل تتفوق XXL؟

بمدى يصل إلى 200 كيلومتر، تتفوق النسخة XXL على أنظمة غربية مثل  Switchblade 600  الأمريكي (40 كلم) وHarop  الإسرائيلي (100 كلم). ومع ذلك، تظل قدراتها الذكية غير مؤكدة، ما يثير تساؤلات حول جاهزيتها الميدانية.

تكتيكات المواجهة: كيف تتصدى أوكرانيا لتهديد لانسيت؟

أظهرت أوكرانيا قدرة على التكيف، من خلال استخدام التمويه، والطائرات الاعتراضية FPV، والحواجز المادية مثل الأقفاص الشبكية. وقد نُشرت صور لطائرات “لانسيت” عالقة في هذه الحواجز دون أن تنفجر، ما يُبرز التحديات المتزايدة للطائرات الروسية بدون طيار.

تحديات التصنيع: الاعتماد على المكونات الأجنبية

رغم الإعلان عن زيادة الإنتاج، تواجه روسيا صعوبات في تأمين مكونات إلكترونية متطورة. تقرير لمعهد العلوم والأمن الدولي عام 2023 كشف أن 80% من مكونات لانسيت-3 مصدرها الصين، مما يطرح تساؤلات عن استمرارية الإنتاج تحت ضغط العقوبات.

هل تُغيّر XXL قواعد اللعبة؟

رغم عدم وجود تأكيد رسمي، فإن تطوير طائرة “لانسيت XXL” يُمثل جزءًا من سباق التسلح في مجال الذكاء الاصطناعي والطائرات المسيرة. إذا ثبتت قدراتها، فإنها قد تُجبر الخصوم على إعادة تموضع استراتيجياتهم الدفاعية، ما يفتح الباب لتحوّل جذري في ديناميكيات الحرب الحديثة.

اقرأ أيضًا: بعد اشتراكها في حرب غزة.. وحدة جولاني الإسرائيلية تتدرب بالمغرب في مناورات الأسد الإفريقي

زر الذهاب إلى الأعلى