روسيا تطلق نظامًا دفاعيًا جديدًا يُحبط هجمات المسيرات البحرية الأوكرانية

طوّرت روسيا نظام دفاع متطور متعدد الطبقات لمواجهة هجمات الطائرات المسيرة البحرية الأوكرانية في البحر الأسود، في خطوة تُشير إلى تطور كبير في الحروب الحديثة، وفقًا لنائب الأدميرال أوليكسي نيزبابا، قائد البحرية الأوكرانية.
استراتيجية روسيا زادت صعوبة اختراق أوكرانيا لمناطق شبه جزيرة القرم
وفي مقابلة نقلتها Censor.NET، كشف نيزبابا أن هذه الاستراتيجية الروسية زادت من صعوبة اختراق القوات الأوكرانية لمناطق رئيسية مثل خليج سيفاستوبول، وهو مركز بحري حيوي في شبه جزيرة القرم المحتلة. يُبرز هذا الإعلان ساحة معركة سريعة التغير، حيث تُعيد التقنيات الصغيرة والرشيقة صياغة قواعد الاشتباك في البحر.
تمتد التداعيات إلى ما هو أبعد من البحر الأسود، مُلمّحةً إلى مستقبلٍ قد لا تُقاس فيه القوة البحرية بحجم الأسطول، بل بتطور أنظمتها غير المأهولة.
الحرب في أوكرانيا أصبحت ميدان اختبار لعصر الطائرات بدون طيار
أصبحت الحرب في أوكرانيا، التي دخلت عامها الثالث، ميدان اختبار لما يُطلق عليه الكثيرون “عصر الطائرات بدون طيار” في الحروب. وقد برزت الطائرات البحرية بدون طيار، على وجه الخصوص، كعاملٍ مُغيّر لقواعد اللعبة.
وأجبرت النجاحات المبكرة التي حققتها أوكرانيا بهذه السفن غير المأهولة – والتي غالبًا ما تكون مُحمّلة بالمتفجرات ومُوجّهة عن بُعد – أسطول البحر الأسود الروسي على الانسحاب من قواعده التي كانت آمنةً في شبه جزيرة القرم.
الطائرات بدون طيار حققت التكافؤ ضد عدو متفوق عددياً
أظهرت الضربات على أهدافٍ عالية القيمة، مثل طراد موسكفا الذي غرق في أبريل 2022، قدرتها على تحقيق تكافؤ في التنافس ضد عدوٍّ مُتفوق عدديًا. وأشار نيزبابا إلى أنه في الماضي، كان بإمكان الطائرات الأوكرانية بدون طيار التسلل إلى خليج سيفاستوبول بسهولة نسبية، مُوجّهةً ضرباتٍ مُدمرة. أما اليوم، فلم يعد الأمر كذلك.
الدفاع الروسي الجديد يعتمد على “التدرج”
يعتمد نظام الدفاع الروسي الجديد “المتدرج”، كما وصفه، على نهج متدرج: كشف بعيد المدى لرصد الطائرات المسيرة مبكرًا، وأنظمة متوسطة المدى لتتبعها، وأسلحة قريبة المدى لإسقاطها. وقد حوّل هذا الدرع المتعدد الطبقات ما كان في السابق ساحلًا هشًا إلى منطقة محصنة، مما دفع أوكرانيا إلى إعادة النظر في تكتيكاتها.
قوارب “الكاميكازي” تحمل متفجرات تصل لـ 600 رطل
الطائرات البحرية الأوكرانية بدون طيار، والتي تُعرف غالبًا باسم قوارب “الكاميكازي”، أكبر حجمًا وأكثر تعقيدًا، وهي مصممة للسفر مئات الأميال عبر المياه المفتوحة.
يبلغ طول هذه السفن عادةً حوالي 18 قدمًا ويصل وزنها إلى طن، وهي تحمل حمولات متفجرة – قد يصل وزنها أحيانًا إلى 600 رطل – وتعتمد على روابط الأقمار الصناعية مثل ستارلينك للملاحة والتحكم.
تجعل قدرتها على التخفي وصغر حجمها من الصعب اكتشافها، لكن أحدث دفاعات روسيا تشير إلى أن هذه الميزة قد تتراجع.
وتبني روسيا شبكة من أجهزة الاستشعار والحواجز والأسلحة المُضادة للطائرات المُسيّرة لتحييد أسطول أوكرانيا غير المُأهول. وتُشير تعليقات قائد البحرية الأوكراني إلى أن هذا ليس دفاعًا ثابتًا، بل دفاعًا مُتطورًا، يتكيف مع كل خطوة أوكرانية جديدة.
محطات رادار ساحلية تلتقط الأجسام الصغيرة على مسافة أكثر من 20 ميلاً
قد يشمل الكشف بعيد المدى محطات رادار ساحلية تمسح الأفق، قادرة على التقاط الأجسام الصغيرة على مسافات تصل إلى 20 ميلًا أو أكثر. أما التتبع متوسط المدى، فقد يعتمد على طائرات روسية بدون طيار – مثل أورلان-10، وهي طائرة استطلاع بدون طيار بمدى 370 ميلًا – أو دوريات مروحيات مزودة بكاميرات حرارية.
من المرجح أن يشمل الدفاع القريب أسلحة آلية مثل بانتسير-إس1، وهو نظام دفاع جوي متنقل يجمع بين المدافع والصواريخ، مصمم لتدمير الأهداف الصغيرة من مسافة قريبة.
اقرأ أيضًا: نجاح اختبارات الأسلحة الفرط صوتية بتعاون أمريكي-بريطاني