ريفييرا الشرق الأوسط.. ترامب وخطة السيطرة على غزة | وتحذيرات من تطهير عرقي ضد الفلسطينيين

أثار اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة وترحيل سكانه جدلاً واسعاً على الصعيدين الدولي والعربي، وسط موجة من الاستنكار والتحذيرات من تداعياته الخطيرة على الاستقرار الإقليمي والقانون الدولي.

مضمون الخطة الأمريكية

أعلن ترامب رغبته في “إعادة تشكيل” قطاع غزة الذي يضم أكثر من مليوني فلسطيني، من خلال إخراجهم مؤقتاً إلى دول مجاورة مثل الأردن ومصر، تمهيداً لإعادة تطوير القطاع عسكرياً واقتصادياً وتحويله إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” حسب تعبيره.

وأكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن الاقتراح لا يتضمن ترحيلاً دائماً، بل هو خروج مؤقت لإزالة الأنقاض وإعادة إعمار البنية التحتية وخلق فرص عمل جديدة.

استنكار فلسطيني وعربي واسع

قوبل المقترح بردود فعل منددة من الفلسطينيين ودول عربية وإسلامية عديدة، وأكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفضه الشديد للخطة، معتبراً أنها تمثل انتهاكاً صارخاً لحقوق الشعب الفلسطيني في أرضه.

كما أعربت السعودية والإمارات وجامعة الدول العربية عن استنكارها الشديد، حيث أكدت الرياض أنها لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم تُحل القضية الفلسطينية بإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، بينما وصفت أبوظبي المقترح بأنه مخالف تماماً للقانون الدولي.

تحذيرات أممية من تطهير عرقي بعد مقترح ترامب

حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس من خطورة المضي في تنفيذ الخطة، مشيراً إلى أنها قد ترقى إلى مستوى “تطهير عرقي”.

وأكد أن حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم هو جزء لا يتجزأ من حقوقهم غير القابلة للتصرف، كما أدان الاتحاد الأوروبي وألمانيا الخطة، معتبرين أن غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية.

مواقف دولية رافضة لمقترح ترامب

أعرب الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والمصري عبد الفتاح السيسي عن قلقهما من تداعيات الخطة، محذرين من أن أي تهجير قسري سيؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة.

كما رفضت منظمات حقوقية دولية مثل منظمة العفو الدولية “أمنستي” ومنظمة بتسيلم الإسرائيلية الخطة ووصفتها بأنها غير قانونية وتنتهك القانون الدولي.

غضب شعبي في غزة

أثارت تصريحات ترامب موجة من الغضب الشعبي في غزة، حيث أكد العديد من سكان القطاع رفضهم القاطع لما وصفوه بـ”مخطط التهجير”، وقال أحد السكان: “الشعب متجذر بأرضه”، بينما شدد آخرون على أن “فلسطين ليست للبيع”.

مستقبل الخطة في ظل الضغوط الدولية

تظل خطة ترامب للسيطرة على غزة محل جدل واسع، مع تصاعد الضغوط الدولية والعربية لوقفها، وبينما تصر الإدارة الأمريكية على المضي قدماً في ما تصفه بـ”الحل التنموي”، يبدو أن مصير هذه المبادرة سيظل رهناً بتوازنات القوى الإقليمية والدولية واحترام المعايير القانونية والإنسانية.

اقرأ أيضا

تركيا تتضامن مع مصر ضد مخطط ترامب.. ماذا دار في لقاء عبد العاطي وفيدان؟

زر الذهاب إلى الأعلى