زعم أن إيران تريد إنهاء حياة ترامب.. كيف يخطط نتنياهو لتوريط واشنطن في الحرب مع طهران؟

في خطوة لافتة تعكس تصعيداً جديداً في الحرب الكلامية والعملياتية بين إسرائيل وإيران، خرج رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتهام مباشر لطهران بأنها تريد قتل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تصريح بدا للكثيرين محاولة واضحة لتأليب الإدارة الأمريكية ودفعها نحو الانخراط المباشر في الحرب الجارية.

وجاءت تصريحات نتنياهو، خلال مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأمريكية، ليشير بوضوح إلى أن ترامب هو العدو الأول بالنسبة لإيران، بسبب مواقفه الحاسمة ضد برنامجها النووي، ومشاركته في قتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني.

اتهام غير مسبوق من نتنياهو لـ إيران

قال نتنياهو بالحرف: “يريدون قتله. إنه عدوهم الأول… لقد م.زق اتفاقهم النووي الزائف، وقتل قاسم سليماني، وقال لهم بوضوح: لا يمكنكم امتلاك سلاح نووي”.

وبحسب تقارير فرغم أن اتهام إيران بمحاولة اغتيال شخصية بحجم الرئيس الأمريكي لم يأتِ مقرونًا بأدلة أو تفاصيل استخباراتية، إلا أن التوقيت والسياق يحملان إشارات واضحة.

ويري مراقبون أن إسرائيل، بقيادة نتنياهو، تبدو كأنها تسعى إلى حسم المعركة عبر جرّ الولايات المتحدة إلى مربع المواجهة العسكرية المباشرة.

نتنياهو  وخطة “الشريك الأصغر” في الحرب ضد إيران

نتنياهو وصف نفسه في المقابلة بـ«الشريك الأصغر» لترامب في تهديد المشروع النووي الإيراني. وادعى أن إسرائيل تواجه تهديداً وجودياً مزدوجاً بسبب البرنامج النووي الإيراني وتزايد عدد الصواريخ الباليستية، مشيراً إلى امتلاك طهران 3600 صاروخ سنويًا، قد تصل إلى 20 ألفاً خلال 26 عاماً.

لكن هذه الأرقام، التي بدت مبالغًا فيها وفقاً لتحليلات خبراء عسكريين، جاءت ضمن حملة تهدف على ما يبدو إلى تضخيم التهديد الإيراني لإقناع الحلفاء –وتحديداً واشنطن– بأن بقاء إسرائيل مرهون بدعم أميركي مباشر.

هل يورّط نتنياهو واشنطن في الحرب ضد إيران؟

تشير مصادر دبلوماسية غربية إلى أن نتنياهو يواجه مأزقاً داخلياً وإقليمياً؛ فهو يريد توجيه ضربة قاصمة لإيران دون تحمّل تكلفة الحرب منفرداً، كما يسعى إلى الاستفادة من الدعم الشعبي الأمريكي لترمب من أجل الضغط على البيت الأبيض للانخراط الفعلي في الحرب.

كما يحاول نتنياهو خلال الربط بين أمن الرئيس الأمريكي ووجود إسرائيل، بناء سردية تجعل من أي تهديد لإسرائيل تهديدًا مباشرًا للولايات المتحدة نفسها.

هل يتغيّر الموقف الأمريكي؟

الرئيس دونالد ترامب، الذي لم يصدر عنه رد رسمي مباشر على تصريحات نتنياهو، اكتفى بدعوة الطرفين إلى “التسوية”، قائلاً إن واشنطن “قد تنخرط” في النزاع إذا استدعت الضرورة، لكنها “ليست منخرطة حالياً”.

هذا الموقف المتحفّظ لا يعكس بالضرورة رفضًا مطلقًا للتصعيد، بل قد يكون جزءًا من سياسة الضغط القصوى، خاصة في ظل الاتصالات السرية الجارية بين واشنطن وتل أبيب بشأن الخطوات التالية.

السينايو الخطير

بحسب تقارير فإن التحوّل من حرب الظل بين إسرائيل وإيران إلى مواجهة مباشرة قد يكون هدفًا مشتركًا لدوائر يمينية في تل أبيب وواشنطن، ترى أن الوقت مناسب لضرب المشروع الإيراني في لحظة ضعف إقليمي.

لكن هذا السيناريو يحمل مخاطر هائلة، أبرزها انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، تدخل فيها ميليشيات حليفة لإيران من العراق وسوريا ولبنان واليمن، مما يهدد استقرار الشرق الأوسط ويعيد شبح الفوضى إلى أكثر من جبهة.

بالنظر إلى مسار التصعيد،يري مراقبون إن طرح نتنياهو لقضية “اغتيال ترامب” ليس مجرد تصريح إعلامي، بل جزء من خطاب ممنهج يسعى لخلق مناخ تعبوي داخل الكونجرس والإعلام الأمريكي، لدفع إدارة ترامب -أو حتى خصومه الديمقراطيين- إلى موقف أكثر حدة تجاه طهران.

لكن يبقى السؤال: هل يكون ترامب بالفعل هو “الذريعة” التي يستخدمها نتنياهو لتوريط واشنطن في معركة يبدو أن إسرائيل لا تستطيع خوضها وحدها؟

اقرأ أيضا

انهيار الملجأ الذي لا يقهر.. كيف اخترقت صواريخ إيران معقل الأمان في إسرائيل؟

زر الذهاب إلى الأعلى