زعيم متمردي الكونغو يؤكد عدم التزامه بالوساطة القطرية بين الكونغو الديمقراطية ورواندا

أكد كورنيل نانجا، زعيم تحالف نهر الكونغو المتمرد والذي يضم حركة 23 مارس (M23)، أن التحالف غير ملزم بدعوة وقف إطلاق النار التي صدرت خلال الاجتماع المفاجئ الذي جمع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسيكيدي، ونظيره الرواندي بول كاجامي في عاصمة قطر، الدوحة.
وقال نانجا في تصريحات لوكالة رويترز: “سنقاتل حتى تُسمع قضيتنا. ما حدث في الدوحة لا يعنينا طالما أننا لا نعرف التفاصيل، وطالما أنه لا يحل مشاكلنا”.
وجاء الاجتماع بين تشيسيكيدي وكاجامي بعد يوم واحد من انسحاب حركة 23 مارس من المحادثات المباشرة التي كانت مقررة في أنجولا، مما يعكس استمرار التوترات بين الطرفين رغم المحاولات الإقليمية والدولية للوساطة.
استمرار تقدم المتمردين في شرق الكونغو
في الوقت الذي كان فيه قادة الكونغو الديمقراطية ورواندا يجتمعون في قطر، واصلت حركة 23 مارس تقدمها في شرق الكونغو، حيث أكد ناشط محلي ومصدر من الحركة المتمردة لوكالة رويترز أن مقاتلي الحركة المدعومين من رواندا دخلوا وسط بلدة واليكالي، وهي منطقة غنية بالمعادن مثل القصدير.
وشهدت البلدة، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 15 ألف نسمة، اشتباكات عنيفة بين المتمردين وقوات الجيش الكونغولي والميليشيات المتحالفة معه، ما أدى إلى إصابة سبعة أشخاص على الأقل، بحسب تصريحات الناشط فيستون ميسونا.
وأكد مصدر في حركة 23 مارس أن المدينة باتت تحت سيطرة المتمردين بشكل كامل.
ويمثل الاستيلاء على واليكالي تطورًا استراتيجيًا بالغ الأهمية، حيث يسيطر المتمردون الآن على طريق رئيسي يربط بين أربع مقاطعات شرقي الكونغو، كما أنهم يقتربون أكثر من مدينة كيسانجاني، رابع أكبر مدينة في البلاد، والتي تبعد 400 كيلومتر فقط.
رفض مقترح “المعادن مقابل الأمن”
وفي سياق آخر، استبعد نانجا إمكانية إبرام اتفاق مقترح يقوم على أساس “المعادن مقابل الأمن” بين الكونغو الديمقراطية والولايات المتحدة الأمريكية.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعربت عن استعدادها لاستكشاف شراكات استراتيجية مع كينشاسا في مجال المعادن، إلا أن الحكومة الكونغولية لم تقدم تفاصيل رسمية حول هذا المقترح حتى الآن.
وعلق نانجا على ذلك بالقول: “شعب الكونغو، صاحب السيادة، سيقطع الطريق على هذه الخيانة وهذا الخداع”، في إشارة إلى معارضة المتمردين لأي اتفاق يمكن أن يمنح الولايات المتحدة نفوذاً أكبر في قطاع التعدين بالبلاد.
اقرأ أيضًا.. هروب جماعي من السجون يثير الذعر في شرق الكونغو الديمقراطية
اجتماع ثلاثي في قطر والدعوة إلى وقف إطلاق النار
يُذكر أنه قد استضافت قطر يوم الثلاثاء 18 مارس الجاري، اجتماعًا ثلاثيًا ضم الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، والرئيسين بول كاجامي وفيليكس تشيسيكيدي.
وأسفر الاجتماع عن دعوة جميع الأطراف إلى وقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، مع التأكيد على أهمية مواصلة المفاوضات وفقًا للاتفاقيات السابقة التي تم التوصل إليها في عمليات لواندا ونيروبي.
وأكدت القمة على الحاجة إلى بناء أسس متينة لتحقيق السلام المستدام، إلا أن استمرار القتال على الأرض يثير التساؤلات حول مدى التزام جميع الأطراف بهذه الدعوات.