زلزال بقوة 5.1 ريختر يضرب إيران.. كارثة طبيعية أم تجربة نووية لطهران؟

ضرب زلزال قوي بلغت قوته 5.1 درجة على مقياس ريختر محافظة سمنان شمال إيران يوم الجمعة 20 يونيو، مما أثار تكهنات دولية حول تجربة نووية لطهران وأنشطة نووية مثيرة للجدل في البلاد.

وفقًا لوكالة تسنيم للأنباء، وقع الزلزال على بُعد 27 كيلومترًا جنوب غرب سمنان، وعلى عمق 10 كيلومترات. ولم تُعلن وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن وقوع إصابات، ووصفت الأضرار بأنها “طفيفة”، إلا أن توقيت وموقع الزلزال أثارا جدلًا واسعًا، لا سيما أنه وقع في ظل تكثيف الغارات الجوية الإسرائيلية وتصاعد التوترات الإقليمية.

تدور النظريات: كارثة طبيعية أم تجربة نووية لطهران؟

أدى قرب الزلزال من مركز سمنان الفضائي ومجمع سمنان الصاروخي – وهما موقعان عسكريان واستراتيجيان مهمان لإيران – إلى تعزيز النظريات القائلة بأن الزلزال قد يكون مرتبطًا بتجارب نووية تحت الأرض. تقع المنطقة أيضًا بالقرب من منشأتي تخصيب اليورانيوم الرئيسيتين في إيران في فوردو ونطنز، مما يزيد من الشكوك.

ألمح بعض المحللين والمعلقين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى احتمال وجود صلة بين الزلزال والأنشطة النووية الإيرانية أو الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة. وزادت هذه التكهنات بسبب رفض إيران مؤخرًا التفاوض بشأن برنامجها النووي تحت التهديد العسكري، ومحاولات أوروبا إبقاء القنوات الدبلوماسية مفتوحة.

تحليل علمي.. خبراء يرفضون الصلة النووية

على الرغم من كثرة النظريات، رفض الخبراء بشدة فكرة إجراء تجربة نووية. ويشير علماء الزلازل، بمن فيهم علماء من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS) ومنظمة معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية (CTBTO)، إلى أن البيانات الزلزالية تشير إلى حدث تكتوني طبيعي، وليس انف.جارًا تحت الأرض.

فالزلازل الناجمة عن الانفج.ارات – مثل تلك الناتجة عن التجارب النووية – لها بصمات موجات زلزالية مميزة يمكن تمييزها عن الزلازل الطبيعية.

تُعد إيران من أكثر الدول نشاطًا زلزاليًا في العالم، حيث تشهد ما معدله 2100 زلزال سنويًا، تتراوح قوة 15 إلى 16 منها بين 5.0 درجات أو أكثر. تقع البلاد على طول الحزام الزلزالي الألبي-الهيمالايا، حيث تلتقي الصفائح التكتونية العربية والأوراسية، مما يجعلها عرضة بشكل خاص للزلازل.

السياق التاريخي والجيوسياسي

لطالما كان البرنامج النووي الإيراني محور قلق عالمي لعقود. فبينما تُصر طهران على أن أنشطتها النووية مُخصصة لأغراض الطاقة المدنية، لطالما اتهمت الحكومات الغربية – وخاصة الولايات المتحدة وإسرائيل – إيران بالسعي إلى امتلاك قدرات أسلحة نووية.

أدى انهيار الاتفاق النووي لعام 2015 (خطة العمل الشاملة المشتركة) عقب انسحاب الولايات المتحدة في عام 2018 إلى تكثيف التدقيق.

إن تاريخ المنطقة من التطوير النووي السري، بالإضافة إلى طبيعتها الجيولوجية النشطة، يعني أن أي حدث زلزالي بالقرب من المواقع الحساسة سرعان ما يثير الشكوك. مع ذلك، لا يوجد دليل مؤكد يربط الزلزال الأخير بالأنشطة النووية.

اقرأ أيضا.. حرب نتنياهو على إيران.. حملة شخصية بدعم إسرائيلي واسع

التداعيات والتحذيرات

في حين أن فكرة إجراء تجربة نووية سرية لا تزال غير مؤكدة، فإن أي دليل موثوق على ذلك من شأنه أن يصعد التوترات في المنطقة بشكل كبير، مما قد يؤدي إلى فرض عقوبات جديدة ويتطلب تحقيقات عاجلة من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

في الوقت الحالي، تتفق السلطات الإيرانية والمجتمع العلمي العالمي على أن زلزال يوم الجمعة كان حدثًا طبيعيًا.

مع ذلك، في منطقة تعاني بالفعل من توترات بسبب الأعمال العدائية المستمرة، يمكن حتى للكوارث الطبيعية مثل الزلازل أن تُعمق حالة عدم اليقين، وتُغذي نظريات المؤامرة، وتُعقّد الجهود الرامية إلى خفض التصعيد والدبلوماسية.

زر الذهاب إلى الأعلى