زلزال مدمر وتسونامي.. ماذا حدث في كامتشاتكا بـ روسيا وما علاقة أمريكا | شاهد

استفاقت شبه جزيرة كامتشاتكا الروسية، فجر الأربعاء، على هزة أرضية عنيفة بلغت قوتها 8.8 درجة على مقياس ريختر، وهي الأعنف التي تضرب المنطقة منذ عام 1952، بحسب الهيئة الجيوفيزيائية الروسية. الزلزال، الذي وقع على عمق 19.3 كيلومترًا، تبعته موجات تسونامي قاتلة ضربت السواحل الشرقية الروسية وأثارت ذعراً إقليمياً ودولياً.
السلطات الروسية أكدت أن الزلزال تسبب في فيضانات واسعة، لا سيما في مدينة سيفيرو-كوريلسك، حيث غمرت مياه المحيط الشوارع وتم إجلاء مئات السكان.
تسونامي يجتاح كامتشاتكا
بمجرد تسجيل الزلزال، أصدرت روسيا وعدة دول مطلة على المحيط الهادئ تحذيرات من احتمال وقوع تسونامي عنيف، وسط تخوفات من امتداد تأثير الزلزال إلى آلاف الكيلومترات.
🔴 زلزال مرعب بقوة 8.7 ريختر ضرب المحيط الهادئ قرب شبه جزيرة كامتشاتكا في روسيا وسبب تسونامي مدمر وصل لليابان في أقل من نص ساعة!
الطاقة المُحرّرة تعادل انفجار أكثر من 10 آلاف قنبلة نووية 💣
سواحل روسيا واليابان وأمريكا تحت تهديد أمواج تتجاوز 6 أمتار 🌊
العالم يهتز.. والصدوع… pic.twitter.com/fF40MK6HcN— أ. راكان (@Hopeet_t13) July 30, 2025
وقال سيرغي ليبيديف، وزير الطوارئ في كامتشاتكا، إن موجات بلغ ارتفاعها ما بين 3 و4 أمتار اجتاحت مناطق ساحلية واسعة، مشددًا على ضرورة الابتعاد عن الشواطئ.
أقوى زلزال في القرن الواحد والعشرين، بضرب الآن سواحل روسيا، وآخر زلزال من هذا النوع كان قبل 60 عام pic.twitter.com/SysmWJg54q
— راشد معروف (@RashidMaarouf) July 30, 2025
في المقابل، دوت صفارات الإنذار في مدن يابانية وأمريكية، وسط دعوات عاجلة للسكان بإخلاء المناطق الساحلية.
اليابان تخلي مناطق وتغلق محطات نووية بعد زلزال روسيا
في اليابان، وصلت أولى موجات التسونامي إلى جزيرة هوكايدو بارتفاع بلغ 30 سنتيمتراً، وسط تحذيرات من موجات قد تصل إلى 3 أمتار. أصدرت الحكومة اليابانية تحذيرات طوارئ شملت السواحل الشمالية والشرقية حتى أوساكا.
كما أعلنت شركة “تيبكو” المشغّلة لمحطة فوكوشيما النووية – التي شهدت كارثة نووية في 2011 – عن إخلاء جميع العاملين من المنشأة، تحسباً لأي طارئ.
تحذيرات من أمواج مدمرة في أمريكا بعد زلزال روسيا
على الجانب الأمريكي، أصدر المركز الأمريكي للتحذير من تسونامي تنبيهات لسواحل هاواي، وكاليفورنيا، وأوريغون، وواشنطن، متوقعاً وصول موجات تسونامي قد يتجاوز ارتفاعها 3 أمتار.
في هونولولو، دعت إدارة الطوارئ إلى إخلاء فوري للمناطق الساحلية، بينما دوت صفارات التحذير في مختلف المدن القريبة من الشواطئ، وسط استعدادات مكثفة.
لم تكن المكسيك بعيدة عن الحدث، إذ أمرت الحكومة جهاز الحماية المدنية بإبعاد السكان عن السواحل الممتدة من ولاية باخا كاليفورنيا شمالًا إلى تشياباس جنوبًا، وسط تحذيرات من “تيارات قوية” قد تضرب الموانئ الغربية.
هزات ارتدادية متوقعة خلال الأسابيع المقبلة
في بيان علمي، حذرت الهيئة الجيوفيزيائية الروسية من أن المنطقة قد تشهد هزات ارتدادية قوية تصل إلى 7.5 درجة خلال الشهر المقبل، ما يُبقي احتمال وقوع كوارث إضافية قائمًا.
وتعد كامتشاتكا، الواقعة في أقصى شرق روسيا، واحدة من أكثر المناطق الزلزالية نشاطًا في العالم، إذ تقع على حزام النار الذي يحيط بالمحيط الهادي ويشهد أكثر من 90% من الزلازل الكبرى عالميًا.
يُذكر أن المنطقة نفسها تعرضت في 20 يوليو الماضي لزلزال بلغت قوته 7.4 درجة، تلاه عدد من الهزات الارتدادية، لكنه لم يسفر عن أضرار جسيمة.
أما زلزال اليوم، فقد أعاد إلى الأذهان زلزال 1952، الذي كان يُعد الأضخم في تاريخ روسيا الحديث، ما يُظهر مدى خطورة النشاط الزلزالي المتكرر في كامتشاتكا.
هل تتوسع الكارثة إقليمياً؟
وفق تقارير فإن المخاوف تتزايد من أن يؤدي تسونامي كامتشاتكا إلى تأثيرات ممتدة، خصوصاً في ظل تحذيرات أمريكية ويابانية من موجات مدمرة قد تضرب سواحل بعيدة خلال ساعات. كما تتابع عدة دول أخرى مثل كوريا الجنوبية والفلبين ونيوزيلندا الوضع عن كثب.
ويطرح هذا الحدث تساؤلات حول جاهزية الدول الساحلية للتعامل مع الكوارث الطبيعية في زمن التغير المناخي، وسط ضعف بنى تحتية في مناطق كثيرة من العالم النامي.
اقرأ أيضا
بعد سنوات من الرعب.. هل تستطيع ليبيا محاكمة أمراء الحرب في ترهونة؟